نواصل في هذه الأيام المباركة (شهر رمضان المبارك) تقليب الصفحات في أرشيف كبار الكشافة (الرواد) في الوطن العربي الكبير من المحيط إلى الخليج، ونلقي الضوء على مشوارهم الكشفي منذ البداية وحتى مرحلة الرواد، متضمنا جوانب عديدة من حياتهم، ونبحر وإياكم كل يوم في أعماق ذكريات (رائد، أو رائدة) من الكشافة الذين أمضوا حقبه من أعمارهم في هذا النشاط، وهي كانت ومازالت مليئة بالصولات والجولات والتي أصبحت من الذكرى، وفي صحيفة شاهد الآن نقدم لكم موجزا عن “رواد ورائدات” الكشافة والمرشدات في الوطن العربي الكبير.
وسيرة “ضيفتنا” اليوم تختلف كليا فهي عبارة عن رواية، فيها جانب بطولي وكفاحي طويل، وانعكاس لما يعانيه الشعب الفلسطيني البطل الصامد في وجه الاحتلال الغاشم، فهي أنموذج للصمود ، لأن ضيفتنا في اليوم السابع عشر من شهر رمضان المبارك (الجولة السابعة عشرة) من دولة فلسطين “الحبيبية” الدكتورة ريما وجيه حامد دراغمة والتي انتسبت إلى الحركة الكشفية في العام 1992 م عبر مجموعة “دير اللاتين الزبابده” مع الأب “منويل مسّلم” حيث كانت تعمل معلمة، وبدات العمل الكشفي “روحيا” قبل الانتساب الرسمي، حيث كانت تعشق “الكشافة” عندما تشاهد منسوبيها ففي المناسبات في الفرق الأهلية، ولم تكن في منطقتهم فرق أهلية غير حكومية، إلى جانب المنع التعسفي من قبل العدو المحتل الحركة الكشفية في المدارس الفلسطينية، حتى قدوم السلطة الفلسطينية في العام 1994 م، بدأت الحركة الكشفية بالتواجد بالمدارس
بدأت بالكشفية مبكرا
و “ضيفتنا” بدأت تأهيليها الكشفي مبكرا وتدرجت حتى حصلت على الشارة الخشبية في العام 1998 م، وهيَ أولُ قائدةٍ فلسطينيةٍ تحصلُ على الشارةُ الخشبيةُ على أرضِ فلسطينَ ، واستمرت في الحركة الكشفية كقائدة لمجموعة المرشدات في “طوباس” ، ومفوضة المرشدات في محافظة” جنين “حتى العام 2000 م”
مشوار كشفي على خطوات
و”دراغمة” شاركت خلال مشوارها الكشفي في العديد من المناسبات الوطنية، حيث كانت قائدة المخيم المركزي لوزارة التربية والتعليم المقام في جامعة فلسطين للتقنية في العام 1998 م، وانتدبت من قبل الجامعة الفلسطينية لتكون مدربة الجوالة في الجامعات أثناء المخيمات والتي كانت المشاركة فيها نتيجة المسابقة الكشفية، واستمرت بالعمل الكشفي حتى العام 2008 م، ثم عادت إلى جمعية الكشافة الفلسطينية عند إعادة فتح باب الانتساب ضمن الهيئة الإدارية منذ 2017 وحتى العام 2023 م، وتولت مسؤولية الإعلام بهيئة الرواد، شاركت خلالها من لجان الاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات تحديدا في” لجنة البرامج والأنشطة “حتى انعقاد المؤتمر العاشر للاتحاد، لتعيش بعدها لحظة فارقة في مشوارها الكشفي عندما كلفت برئاسة هيئة رواد الكشافة وللمرشدات الفلسطينية من قبل وزير الرياضة الفريق جبريل الرجوب في العام 2023 م، وعلى إثر ذلك اختيرت ضمن اللجنة التنفيذية بالاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات في دورتها الحالية 2023-2026 وذلك في سبتمبر” أيلول 2023 في المؤتمر الاستثنائي المنعقد في الكويت
مشاركات دولية
و”ضيفتنا” شاركت في العديد من المؤتمرات منها المؤتمر العالمي المنعقد في بلجيكا في العام 2022 “الافتراضي” عبر الزووم والذي تم خلال الاعتراف رسميا بهيئة رواد الكشافة والمرشدات الفلسطينية، وشاركت في المؤتمر العاشر للاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات المنعقد في العاصمة الأردنية عمّان
جهد علمي واثرائي
وقدمت “دراغمة” العديد من الارواق العلمية الكشفية منها: “الخروج عند الدور النمطي للمرشدات” خلال لقاء الرائدات ضمن ملتقى الكويت في العام 2023 م على هامش المؤتمر الاستثنائي في الكويت، و “الكشفية والعمل الإنساني” في مؤتمر الاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات العاشر في عمان، وحصلت على المركز الثالث في فئة البحوث ضمن المسابقة التي نظمها الاتحاد العالمي للكشاف المسلم، وهي عاكفة الآن على تأليف كتاب “حول الكشفية وأهداف التعلم المقصودة (ILOs).”
الكشفية نظام تربية
و “دراغمة” تأثرت في بداية مشوارها الكشفي بمقولة الأب “منويل مسلم”: “أن الكشفية نظام تربية”، وطبقت ذلك في حياتها ومع مجموعاتها، وكانت حريصة على أن تكون الطالبات المرشدات قائدات منظمات لأنهن أمهات المستقبل
و “ضيفتنا” تسعد كثيرا وتفتخر عندما تلتقى بطالباتها وبنات المرشدات ويؤكدن انها كانت قائدتهم، وعلمتها الكشفية “القيادة والمشاركة” والبعد عن “الأنا” وانه لا شيء مستحيل وشعارها دائما “أما أن ننجح أو ننجح بامتياز”
و “دراغمة” تُعد تقليدها “الشارة الخشبية” من قبل القائد الراحل فائق طهبوب من أسعد لحظات حياتها، وأجمل لحظات رواد بلادها حصولهم على الاعتراف العالمي بفلسطين، وتطلع إلى يكونون الرواد العرب من المحيط إلى الخليج “جسدا واحدا” وداعمين للكشافة لا منافسين لهم في أعمالهم كونهم بيوت خبره وحكمة.
مواقف لن تنساها
وأوردت “دراغمة” في جولتنا اليوم عن أكثر الأمور عصبية لديهم في هيئة رواد الكشافة والمرشدات الفلسطينية انقطاع التواصل مع اقرانهم في “غزة”، وان استطاعوا التواصل فلم يتجاوز بضع دقائق، وذكرت في جولة الليلة لنا أن رواد فسلطين يعانون كما يعاني الشعب بأكمله، ويشعرون بالعجز لانهم لا يستطيعون تقديم شي لرواد ورائدات غزة ورواد العرب
تكريماتها
و”دراغمة” خلال مشوارها كُرمت في فترات مختلفة وآخر تكريماتها في ملتقى الكويت في العام 2022م، وقُلدت بميدالية الاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات في العام 2023
لقائنا الأول في اقدس بقاع الأرض
التقيتها غير مرة حضوريا وافتراضيا في مناسبات عدة، لكن مالا ينسى لقاؤنا جوار الكعبة المشرفة وفي رحاب مكة المكرمة عندما انعم الله عليها بعمرة في مطلع العام 2023م ، وتشرفت بتنظيم زيارة لها إلى رائدات مكة المكرمة، وقضت معهن ليلة لا تنسى
والدكتورة “ريما الدراغمة” ، تمتلك كاريزما خاصة، فهي قائدة، مناضلة تجمع بين الكفاح والسعي ومربية فاضلة ، عضو هيئة تدريس ، وحققت نجاحات علمية وعملية وكشفية في نفس الوقت، هادئة، متزنة، تستطيع إيصال ما بداخلها للأخريين بسهولة، مثقفة، لديها القدرة على إدارة الوقت، وترتيب الأمور
هذا ملخص مشوار ضيفتنا في الجولة السابعة عشرة، تابعونا غدا في الجولة الثامنة عشرة مع سيرة أخرى من أرشيف كبار الكشافة والمرشدات