ليلتان وتهل العشر الأواخر من رمضان، نسأل الله – تعالى- أن يوفقنا ويعيننا فيها على ذكره وشكره وحسن عبادته.
في مكة المكرمة، يقع ديوان وزارة الحج والعمرة دوناً عن باقي الوزارات ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بموسمين عظيمين (رمضان، والحج) وقد تطورت الوزارة وازدهرت حتى أصبح توافد الحجاج والمعتمرين بالملايين في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ورعاه ـ وذلك ضمن أهداف الرؤية المباركة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان ـحفظه الله-، إذ نشاهد عبر شاشات النقل المباشر من الحرمين الشريفين الحركة المتواصلة للمعتمرين في هذا الشهر { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ }.
اللهم هؤلاء عبادُك أتوا إليك يرجُون رحمتَك ويخشَون عذابَك، اللهم فاقبَل توبتَهم، وامحُ حوبتَهم، ورُدَّهم إلى أهلِهم سالمين غانِمين غير خزايا ولا محرومين يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم وأجزِل الفضلَ والمثوبَة لكل من ساهمَ في خدمةِ المعتمرين، واجعل ما قدَّموه في موازين أعمالهم يوم يلقَونَك.
اللهم اجعل مواسمَ الخيرات لنا مربَحًا ومغنَمًا، وأوقات البركات والنَّفَحات إلى رحمتِك طريقًا وسُلَّمًا.
إنهم رجال باتوا يعملون في خدمة وطنهم وتقلدوا مناصب مختلفة ولا زال عطاؤهم مستمراً دون كلل أو تعب، واضعين نصب أعينهم فيما يقدمونه شرف المكان وفضل الزمان.
وكان لنا في مقر شركة “أفريقيا غير العربية” هذا اللقاء لنتعرف على ضيفنا..
الإسم: خالد بن محمود علوي.
العمل: متقاعد.. مدير عام التدريب بوزارة الحج والعمرة سابقاً، وحالياً عضو مجلس إدارة شركة مطوفي حجاج الدول الأفريقية غير العربية.
العنوان: مكة المكرمة – حي الخالدية.
من مواليد مكة المكرمة – حي البيبان بجوار نادي الوحدة الرياضي.
درست المرحلة الابتدائية بمدرسة العباس بن عبد المطلب، والمرحلتين المتوسطة والثانوية بمدرسة الفلاح. وحاصل على بكالوريوس الإعلام (تخصص علاقات عامة) من جامعة أم القرى بمكة المكرمة.
وقد قضيت أكثر من (35) عاماً في أروقة وزارة الحج والعمرة متدرجاً في تولي المناصب الواحد تلو الآخر، ومنها:
مدير عام مكتب وكيل وزارة الحج لشؤون الحج (أ. حاتم قاضي) لنحو 13 عاماً متواصلة، وأمين عام لمركز تدريب العاملين، فضلاً عن منصب مدير عام التطوير الإداري بالوزارة، وأيضاً مدير عام شؤون الموظفين، وكذلك مدير عام حجاج الداخل، وكانت آخر مناصبي المشرف العام على مراكز التوجيه والتفويج بوزارة الحج والعمرة.
ومن بين الإنجازات العملية في مسيرتي بالوزارة : العمل على استحداث إدارة دورها الإشراف على مراكز التوجيه والتفويج، وكذلك العمل على إنشاء مراكز تدريب مؤسسات أرباب الطوائف، إضافةً إلى العمل على تطوير مجلة الحج والعمرة، فضلاً عن المشاركة الفعالة في اللجان الإعلامية في الحج.
كما حصلت على العديد من الدورات التدريبية التي ساهمت في صقل خبراتي، ومنها دورات: الطوارئ والعمليات، والمراجعة الداخلية، وأخصائي موارد بشرية، والعلاقات العامة، إضافةً إلى الدورة التثقيفية للقيادات الإدارية والتدريبية، فضلاً عن دورة خدمات الحج والعمرة والمخصصة للقطاع الصحفي.
ومن ناحية أخرى، ارتبطت بالعمل الصحفي ارتباطاً وثيقاً عبر مجلة الحج والعمرة (الحج سابقاً) منذ دخلتها سكرتيراً للتحرير، ثم مديراً للتحرير لأكثر من عشرين عاماً، حيث كنت – بفضل الله- شاهد عيان ومشارك أصيل في تطور المجلة عبر الزمن، إذ عاصرت 6 من رؤساء التحرير والمسؤولين عن المجلة، وهم الأساتذة: د.مصطفى عبدالواحد، ومحمد عبده الألمعي، وعبد الله بوقس، وأحمد محمد جمال، ود. عاصم حمدان، وحسين بافقيه.
كيف تستبشرون في شهر شعبان بقرب حلول شهر رمضان؟
بالدعوات الدائمة والتضرع المستمر إلى الله – تعالى- بأن يبلّغنا رمضان، وأن يلهمنا التوفيق لصيامه وقيامه وفقاً لسنة الرسول المصطفى – صلى الله عليه وسلم-.
مع رؤية هلال رمضان، كيف تستقبلون دخول الشهر؟
نستقبله بالتضرع إلى الله أن يجعله شهر خير وبركة، وأن ترتاح نفوسنا بصيام الشهر الفضيل، فضلاً عن المبادرة بتهنئة الأهل والأصحاب والأحباب هاتفياً بقدوم الشهر المبارك.
رمضان هو رمضان، حدثنا عن رمضان في الماضي وحاضر هذه الأيام ؟
ارتبط رمضان في ذهني قديماً بالعبادة وبصلاة التراويح في الحرم المكي الشريف (عند باب العمرة)، وكذلك بـ “لمة الأسرة” والأقارب، وتناول المأكولات والمشروبات الرمضانية الشهيرة كـ “شوربة الحب” و”السمبوسك”و “القطايف” و”السوبيا”، وخلافه. آنذاك، كانت المسؤوليات قليلة والحياة أكثر بساطة. أما حالياً، فقد زادت المسؤوليات وتعقدت الحياة مع التطورات اللافتة اجتماعياً واقتصادياً وتكنولوجياً، ورغم ذلك ما زال “بريق رمضان” لم يخفت.
هل من عادات إجتماعية اختص بها رمضان؟
التكافل الاجتماعي – في ظني- هو أهم العادات الرمضانية، إذ تسارع الأسر الموسرة بالإنفاق على المحتاجين، خصوصاً وأن منهم من تنطبق عليه الآية الكريمة: “وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ” (الحشر: 9).
من خصائص رمضان صلاة التراويح والتهجد؟ صف لنا روحانية تلك العبادات؟
هي بلا شك عبادات عظيمة تهذب النفس وتقربها للمولى – عز وجل – كما أن لها فوائد عظيمة عبر سماع القرآن والدعاء والتضرع إلى الله.
وأنا حريص على الذهاب للمسجد المجاور لبيتي (مسجد النور في الخالدية رقم 1) حيث الخشوع والروحانية.
في السحور بركة، مما يتكون غالباً وتأخير وقته؟
غالباً ما أتناول السحور قبل نحو ساعة ونصف من آذان الفجر، وهو يتكون عادةً من الفول والسلطة واللبن الرايب.
من ما يميز رمضان ليلة القدر، كيف تجتهدون لموافقتها؟
أكيد بالدعاء النابع من القلب لله – تعالى- بأن يبلغنا جميعاً هذه الليلة المباركة، وذلك بالمحافظة على حضور صلاة التراويح والتهجد، كما نجتهد ألا نفوت منها يوم بالعشر الأواخر من رمضان، لا سيما في الليالي الوترية بمزيد من الدعاء.
الاعتكاف سنة نبوية، كيف تحيونها؟
أحاول وأجتهد قدر المستطاع المكوث في المسجد بمعظم الأوقات رجاء فضل من الله وأن أكون من الفائزين في هذا الشهر الفضيل.
زكاة الفطر متى تخرجونها؟
وفقاً لما ورد في الأثر، نخرجها في اليوم الثامن والعشرين وحسب النصاب المقدر لمستحقيها أو عن طريق الجمعيات المتخصصة.
ليلة ختم القرآن الكريم كيف تقومونها؟
أحرص دائماً على ختم القرآن الكريم بمسجد رضا الوالدين بالرصيفة، حيث أحضر مبكراً، ثم أصلي التهجد، سائلين الله – تعالى- أن ننتفع بالقرآن العظيم.
ليلة العيد، حدثنا عنها ؟
هي ليلة الفرح والسرور والبهجة، وفيها نعايد الأهل والأصدقاء والأحباب في أجواء من المحبة والود الصافي، مباركين لهم قدوم عيد الفطر السعيد، ثم نتهيأ بلباس جديد ونشهد صلاة العيد.
هل من كلمة خاتمة؟
أتقدم بالشكر والتقدير لصحيفتكم الموقرة أن أتاحت لي هذه الفرصة وأن أشارك الجميع الفرح بالشهر الفضيل.