دعا مختصون للاعتماد على التسوق الذكي في المناسبات كالأعياد، الذي يبدأ قبل المناسبة بفترة لا تقل عن 3 أشهر ليتجنب المشتري ارتفاع الأسعار إضافة للاعتماد على التخطيط المسبق للشراء حتى يكون لدى المستهلك فكرة مسبقة عن الأسعار.
يعتقد مختصون في الاقتصاد أن حجم الإنفاق الاستهلاكي الذي سجل ارتفاعا ملحوظا في كل عام، ليس إلا مؤشرا يكشف خطورة الوضع ويستلزم حلولا سريعة لنشر التوعية اللازمة تحت مسمى التسوق الذكي، مؤكدين فقد التناغم والتواؤم بين دخل وإنفاق غالبية المستهلكين السعوديين، مما يؤثر على تحديد وجهاتهم الاستهلاكية وفق المعايير الضرورية لتأمين المتطلبات المعيشية.
ارتفاع ملحوظ
وكان حجم الإنفاق للأسر بالمملكة العربية السعودية قد سجل ارتفاعاً بنحو 6.72% خلال عام 2023 مقارنة بعام 2022 بما يعادل 83.12 مليار ريال وبحسب بيانات البنك المركزي السعودي، فإن ارتفاع إجمالي الإنفاق الاستهلاكي بالمملكة بما فيها مجموع السحوبات النقدية، وقيمة المبيعات عبر نقاط البيع، والمبيعات الإلكترونية، بلغ 1.32 تريليون ريال مقابل 1.24 تريليون ريال في عام 2022، في مؤشر إلى استمرار قوة الزخم في الطلب والاستهلاك المحلي، حيث استحوذ قطاع المشروبات والأطعمة على النصيب الأكبر من إنفاق السعوديين خلال عام 2023 بقيمة بلغت 95.75 مليار ريال، ثم قطاع المطاعم والمقاهي بـ89.37 مليار ريال، تلاهما قطاع الخدمات والسلع المتنوعة بنحو 67 مليار ريال.
الموازنة مطلب
يرى الاختصاصي في علم الاقتصاد الدكتور ماهر السيف أهمية الموازنة بين الاحتياج والشراء ومثله معرفة الفرق بين الحاجة والرغبة وقال «إن غالبية التجار يستهدفون السلوك الاستهلاكي الشره للعملاء، وهم في ذلك يتنافسون للحصول على أكبر شريحة من هؤلاء الاستهلاكيين العشوائيين مع علمهم أن الفكر الشرائي يغيب عن الأكثرية في العروض، لذلك يجتهد التجار في نشر الدعاية والإعلان عن العروض والتخفيضات سواء كانت حقيقية أو غير حقيقية في أيام معينة من السنة بحسب المواسم والمناسبات العامة والخاصة»
مضيفا «يعلم التاجر مدى أثر كلمة تخفيضات على العميل فهي كلمة تشجع الناس على الشراء بخاصة عندما يضاف لها نسبة تخفيض كبيرة مغرية أكثر، عند المشترين للدخول وممارسة السلوك الاستهلاكي أكثر من المعتاد».
مستشهداً بمناسبة رمضان والأعياد التي يراها أقوى المناسبات لدينا مبيناً أن التجار يسعون خلالها الى استهداف هؤلاء العشوائيين في عمليات الشراء، بل وقد يعمل البعض من التجار على تصفية بضاعته القديمة خلال العرض المزعوم دون علم العميل”.
الذكاء الاستهلاكي
وعن الحل قال” هنا لا بد لنا من استخدام الذكاء الاستهلاكي في عمليات الشراء، ومن أهمها وضع القائمة المسبقة للمشتريات دون النظر الى المغريات من التخفيضات إلا إذا كانت البضاعة المستهدفة والمكتوبة في القائمة تدخل ضمن التخفيضات، وإذا أردنا أن نشتري سلعة معينة بانتظار التخفيضات عليها يجب علينا أن نتابع سعرها ونسجله في ورقة من قبل 3 أشهر على الأقل لكي نتأكد أن السعر فعلا منخفض أقل من السابق، وهذا ما يسمى الذكاء الاستهلاكي.
أيضا من الذكاء الاستهلاكي أن نتابع أسعار التخفيضات في أكثر من مكان لكي نحصل على السعر الأنسب بالكمية التي نحتاجها فقط، ولا نتجه لشراء كميات أكبر من حاجتنا فقط لأنها ضمن التخفيضات التي مصيرها سيكون للرمي في المخلفات، ونكون بذلك أضعنا أموالنا بسبب سلوكنا العاطفي مع كلمة تخفيضات.
وأضاف يمكن كذلك استخدام الذكاء الاستهلاكي وذلك بشراء الأغراض المطلوبة التي تمثل حاجاتنا قبل بدء الموسم.