يعدّ المسجد الشرقي بمركز اليمامة بمحافظة الخرج , شاهداً معاصراً على الطراز المعماري النجدي القديم, حيث رجحت المصادر التاريخية أن بناءه كان بين عامي 1050 – 1100 للهجرة.
وبني المسجد على طراز معماري هندسي يلائم الظروف المناخية, حيث وضع للمسجد “خلوة” وهو دور بني أسفل مستوى الأرض, ليضمن الدفء للمصلين وطلبة العلم آنذاك في فصل الشتاء, ومناسبة للصلاة في النهار صيفاً, وملجأ من البرد والظروف المناخية القاسية, وسقفه مسطح بني بأخشاب الأثل, ثم سقف بطبقة متينة مستوية ليكون له سطح يعتمد على محراب الدور الأرضي تتم فيها الصلاة السرية شتاءً والجهرية صيفاً لاعتدال الأجواء في المناطق الزراعية.
المهتم بالتاريخ المحلي الأستاذ عبدالعزيز بن إبراهيم السعيس أوضح تفاصيل البناء, حيث بني بجوار المسجد غرفة للوضوء والاغتسال, بجوارها بئر في الجزء الشمالي الغربي من المسجد ، جهة البئر الشرقية تخدم المسجد, والجهة الغربية تخدم أهل الحي حيث كانت مصدر المياه الذي يقصده السكان بجوار المسجد, وللخلوة من الداخل فتحات, تضيئ للمسجد نهارا بالاعتماد على الشمس وتعتبر مصدر للهواء والتكييف الذي يعتمد على العوامل الطبيعية بني بطريقة تضمن دخول وخروج الهواء, ومعاليق للمصابيح لاستخدامها ليلا, وباحة تسمى ” سرحة المسجد ” تفصل الخلوة والمسجد العلوي عن المصابيح ” وهو مصلى في المقدمة سمي بالمصابيح لأنه مفتوح من الخلف، ويتسع لحوالي 40 – 60 مصلياً.
وظلّ المسجد عامراً بالمصلين حتى عام 1432 هـ نظراً لقدم المسجد وحاجته للترميم, نظراً لكونه أحد الشواهد التاريخية التي تستلزم وقوف مختصين للحفاظ عليه وطرازه وهويته, وقد آثر الأهالي أن يبقى كما هو، ووضع بجواره حواجز لحمايته من السقوط.
من جانبه أوضح الدكتور عبدالله بن سعد السعال الخالدي، أن وثيقة تاريخية تحتفظ بها أسرته، أشارت إلى أن محمد بن سعال اشترى أملاكا في اليمامة في أوائل القرن الثاني عشر، وتم وقف ساقي مياه يسمى الحمبوصية وهو مصدر الماء للقرية وخصصت بئر للمسجد ومرافقه.
وقد لحق بالمسجد أضرار كبيرة في العام 1170 هـ حسب الوثائق, وتم ترميمه, حيث أن بناء المسجد كان من البيئة المحلية, وجلبت ” عروق طينية ” وهي صلبة متحجرة, ثم بطبقة من الطين المخلوط بالجس وهي مادة محلية يتم جلبها وغليها تشبه مادة الجبس الطبيعي وسعف النخيل والأثل، وآخر ترميم للمسجد كان قبل 70 عاماً تقريباً.