اليوم نسدل الستار على سلسة “اضاءة رمضانية” التي انطلقت في غرة شهر رمضان المبارك ، وقد وصلنا معكم إلى الجولة الأخير ، استعرضنا خلالها ملفات كبار الكشافة (الرواد) في الوطن العربي الكبير، من المحيط إلى الخليج، وسلطنا الضوء على مشوارهم الكشفي منذ بداياتهم وحتى مرحلة الرواد، متضمنة جوانب عديدة من حياتهم ، كنا وأياكم كل يوم نغوص معًا في أعماق ذكريات (رائد أو رائدة) من الكشافة الذين قضوا سنواتهم في هذا النشاط، وكانت تلك الفترة مليئة بالصولات والجولات التي أصبحت ذكرى جميلة لهم. مما أكسب السلسة أهمية ومتابعة ، اليوم نضيف السطر الأخير في السلسلة ، ونستعد واياكم للبدء والانطلاق في سلسلة جديدة في الفترة القادمة بعد استراحة قصير نستجمع خلالها قوتنا ونشحذ الهمم
وتمثل سلسلة “اضاءة رمضانية” جهدًا قيمًا وملهمًا في استعراض مسيرة كبار الكشافة في الوطن العربي، وهي تعكس القيم والمبادئ النبيلة التي يتمتع بها الكشافة والتي تعزز دورهم في خدمة المجتمع وبناء الشخصية. من خلال هذه السلسلة، تمكنتم من تسليط الضوء على قصص ومسارات حياة الرواد الكشفيين، مما يعكس التزامهم وتفانيهم في خدمة المجتمع وتعزيز القيم الإنسانية والاجتماعية.
هذه السلسلة لها أهمية كبيرة في تسليط الضوء على دور الكشافة في تربية الشباب وتنمية مهاراتهم وقيمهم الإنسانية. كما أنها تلقي الضوء على الذكريات والتجارب القيمة التي يمكن أن يستفيد منها الشباب والمجتمع عمومًا.
نشكركم على متابعتكم واهتمامكم بهذه السلسلة ونأمل أن تستمر هذه الجهود في إثراء المحتوى الكشفي وتشجيع الشباب على المشاركة في هذا النشاط الهام.
وفي هذا الإطار، ضيفنا (الثاني) في اليوم الثلاثين من شهر رمضان المبارك (الجولة 30) والأخيرة ، هو الرائد الكشفي باباه الحافظ الخرّاشي الجمهورية الإسلامية الموريتانية ، الأمين العام لرابطة رواد كشّافة ومرشدات موريتانيا ، أستاذ تعليم ثانوي في مادة الفيزياء والكيمياء ، والذي يعمل حاليا موظّف إطار بوزارة التّشغيل والتّكوين المهني
“ضيفنا ” انتسب إلى الحركة الكشفية ككشّاف في المرحلة الثّانوية بعد إعجابه بالنشاط الكشفي ومتابعته للأنشطة الكشفية التي كانت تتداول بين الكشّافة على نُدرتها، وفي الثّمانينيّات الميلادية وهو في المرحلة الجامعية ازداد اطّلاعه على كواليس الحركة الكشفية بفضل مجالسته لأخيه القائد الشّيخ الحافظ – رحمه الله- الذي كان من قادة الحركة الكشفية في موريتانيا ، لقد تأثّر به كثيرا حيث أنه كان – عليه رحمه الله – يهيئه لأن يكون قائدا وتعلّم منه الكثير كالتّخطيط للبرامج والمشاريع والإعداد للأنشطة وحتّى تحرير الرّسائل والرّدود على القادة ، وكان يتلقّى أسبوعيّا دوريّات ونشرات عن الحركة الكشفية من المكتب الكشفي العربي وسّعت مداركه إلى حدّ بعيد وزاد ذلك من انتمائه للحركة، وكان يكلّفه بفتح بريده والاطّلاع على تلك الدّوريّات التي تصله، وكان “ضيفنا” ، وكثيرا ما كان يطلع على مقالات للدكتور عبد الله عمر نصيف – أطال الله عمره- وافتتاحيّات في “آراء وأفكار” للقائد فوزي فرغلي -تغمّده الله برحمته الواسعة- وهو حينئذ أمينا عاما للمنظمة الكشفيّة العربيّة وغيرهم.
وفي سنة 1986 ميلادي وضيفنا كان جوّالا، حُول تحويلي إلى الشّمال الموريتاني قرب الحدود الجزائريّة الموريتانيّة وبالذّات إلى ثانويّة الزّويرات بولاية تيرس الزمور، فقرّر وهو يمارس التّدريس ، تكوين وحدة كشفيّة لأول مرّة في هذه المدينة التي تشتهر بمعادن الحديد، وأصبح قائدا إقليميّا للمنطقة بعد اعتماده من طرف جمعية الكشّافة والمرشدات الموريتانيّة، وعلى اثره ذلك اجتمع مع العديد من المهتمين بالحركة والعديد من الكشّافة القدماء المحليين الذين التقى بهم في تلك المدينة المنجميّة والذين يعملون في شركة معادن “سنيم” وفي غيرها من المؤسسات وخاصّة التعليمية.
وتضمنت لقائتهم دورات كشفيّة وخرجات وسهرات في تلك المدينة أبرزت أهمية الكشفيّة للعديد من الآباء والأمّهات إل درجة أن الأهالي شراكو في العديد من برامج خدمة وتنمية المجتمع المحلّي ، وأشرف “ضيفنا” على إنشاء العديد من الوحدات مستفيدا من خبرة قائد كشفي سينغالي عضو في المكتب الدّولي للكشّافة ويحمل الشارة الخشبيّة بوسام أربع حبّات، كان يدربهم ويلقي لنا عليهم المحاضرات وتعلّموا منه التّهيّؤ والجراءة لحياة الخلاء التي هي من أساسيّات الحركة الكشفيّة.
وفي سنة 1989 نقل “ضيفنا” إلى نواكشوط لمزاولة التّدريس وأصبح مفوّضا إقليميّا لمنطقة نواكشوط من 1993م حتّى 1996م ، واستمرّت علاقته بالكشّافة في ولاية “تيرس الزّمور ” التي أصبح يتولّى قيادة الحركة الكشفيّة فيها بعده زميله القائد مولود بوبنّي الذي كان يزوده بالمنشورات الكشفيّة و” يتبادل معه المراسلات من حين لآخر.
و ” الخرّاشي ” في مشواره الكشفي شارك في العديد من اللقاءات الكشفيّة، وطنيّا وعربيّا ودوليّا. وتأثر كثيرا بالقائد علاء الدّين فنان من المملكة المغربية ، والذي قدم لهم العديد من الدّورات الكشفية في تسعينيّات القرن الماضي، وتجاوز اعجابه إلى رئيس اللجنة التنفيذية بالاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات في دورتها الأخير الرائد الكشفي فتحي فرغلي الذي تعلم منه الكثير في الحركة الكشفية وهو حينئذ مدير البرامج بالمنظّمة الكشفيّة العربيّة ،
وضيفنا يتذكر دورات عديدة وممتعة قُدمت لهم من قبل القائد علي محمد السّوسي من ليبيا ، ومازال عالق في ذهنه قدّمها القائد التّونسي عبد الحميد بن الأزرق -رحمه الله-
وفي مهام ضيفنا في مشواره الكشفي ، عمل مستشارا مكلّفا بمهمة لدى رئيس جمعيّة الكشّافة والمرشدات بتاريخ: 05/02/1997م، ثم مفوضا دوليّا للجمعية بتاريخ 02/02/1998 إلى غاية 2001 للميلاد، ثم منسّقا للّجنة الكشفيّة لرواد موريتانيا 2022م ، ويشغل حاليّا مهمة المفوض الدّولي لرابطة رواد كشّافة ومرشدات موريتانيا.
المناسبات
ضيفنا تولى رئاسة وفد الكشافة لبلاده في مخيّم الصداقة الدولي 16 بالجزائر1989م ، وشارك في دورة مساعد مفوض تنظيم وإدارة المخيمات المنظمة الكشفية العربية في نواكشوط في 1990م ،و شارك في دراسة التّدريب الأساسي لقادة الوحدات الاتحاد الكشفي للمغرب العربي في 1990م ، وشارك في دراسة قادة التّدريب بليبيا الاتّحاد الكشفي للمغرب العربي والحركة العامة للكشّافة والمرشدات بليبيا في 1991م ، وشارك في الدّراسة الوطنيّة المتقدمة للشّارة الخشبيّة بنواكشوط المنظمة الكشفية العربيّة، وشارك في اللقاء الثّاني عشر للجوالة بليبيا في العام 1997م ، وشارك في الدورة العربيّة الكشفيّة الأولى للأنشطة البيئيّة في العام 1998م في جزيرة السّماليّة بأبو ظبي في الإمارات العربية المتحدة، وشارك في المؤتمر السّادس للاتّحاد العربي لروّاد الكشّافة والمرشدات المنعقد في الأردن في عام 2010م بصفة مراقب، وشارك في المؤتمر العاشر للاتّحاد العربي لروّاد الكشّافة والمرشدات المنعقد في الأردن عام 2023م بصفة مراقب، وشارك في ملتقى التّحول الرّقمي (إبداع وابتكار) الذي انعقد بالكويت في عام 2023م ، وشارك في المؤتمر الاستثنائي للاتّحاد العربي لرواد الكشّافة والمرشدات الذي انعقد بالكويت على هامش ملتقى التّحول الرّقمي في عام 2023م ، ومؤخرا أختير عضوا في لجنة الإعلام والتّوثيق التّابعة للاتّحاد العربي لرواد الكشّافة والمرشدات.
وصلنا إلى خط النهاية
“ضيفنا” في الجولة الثلاثين قدم لنا مغامرة مثيرة ومليئة بالإلهام والتشويق. اختتمنا معه هذه السلسلة الرمضانية الرائعة، وقد وصلنا معاً إلى خط النهاية بعد رحلة ملهمة استمرت لثلاثين يومًا متواصلة. ومن هذه النقطة، نستريح قليلاً على أمل اللقاء مجددًا في سلسلة جديدة، حيث سنضيء لكم طريقًا جديدًا يحمل في طياته الكثير من الإثارة والتفاعل.
نود أن نعبر عن شكرنا العميق لكم جميعًا على متابعتكم الدائمة والمثيرة، وعلى تفاعلكم الجميل طوال هذا الشهر المبارك. إن تواجدكم ومشاركاتكم كانت مصدر إلهام لنا، وهي التي دفعتنا دائمًا لتقديم الأفضل.
باختتام هذه السلسلة، نستذكر اللحظات الجميلة التي عشناها سويًا، ونتطلع بشغف إلى مغامرات جديدة ولقاءات مثيرة في المستقبل القريب.





