خرج من بيته في سلام وأمان يقصد قوت يومه.. وإذا الموت يباغته فجأة وهو لا يدري عن أجله ولا بأي أرض يموت ( وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير)
وما نحن في الدنيا إلا عابري سبيل.. وما حقيقتها إلا أنها فانية ونعيمها زائل.. وهي كما يقول أحدهم كالزهرة النضرة التي لا تلبث أن تذبل ويذهب بريقها
لذلك لا يغتر المؤمن بطول الأمل والمكوث فيها أي الدنيا.. ولا التعلق في زخارفها الفانية.
وإنما خُلقنا لعمارة الأرض بما يرضي الله والبناء للآخرة.. ثم أيها المؤمن المتيقّن بحقيقة الموت لا تتعلق بغير الله ولا تركن إلى الدنيا.. ولا لأحد فيها
أما سمعت بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما جاءه جبريل عليه السلام فقال : (يا محمَّدُ ! عِشْ ما شئتَ فإنَّك ميِّتٌ ، وأحبِبْ من شئتَ فإنَّك مفارقُه ، واعمَلْ ما شئتَ فإنَّك مجزِيٌّ به ، ثمَّ قال : يا محمَّدُ ! شرفُ المؤمنِ قيامُه باللَّيلِ ، وعِزُّه استغناؤُه عن النّاسِ) رواه الطبراني
وإذا تأملنا الحديث وجدنا أنه يشتمل على وصايا فيها من التفكر والتدبر.. أن مهما طالت أعمارنا في الدنيا فالنهاية هي الموت (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)
والموت قد يأتِ بغتة لذا لا بد أن نكون مستعدين له… و أحبب من شئت من زوجة أو ولد أو جاه ومنصب فإنها كلها زائلة
ثم إن الاستعداد لفراق الأحبة يخفف وطأة الألم والحزن.. واليقين التام بأن الدنيا دار ممر
واعمل ما شئت فإنك مجزي به
(فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ )
وشرف المؤمن قيامه بالليل
وهو التعويض عما يفوقه من شرف الدنيا…. وعزه استغناؤه عن الناس
والاستغناء عن الناس وعدم التعلق بهم.. هو العزة وبيده العزة سبحانه
والمتعلق بالله لا يُهزم ولا ييأس حين تشتد به الكروب والمصائب.. يقول ابن الجوزي رحمه الله
ضاق بي أمراً أوجب غمّاً لازماً دائماً، وأخذتُ أبالغ في الفكر في الخلاص من هذه الهموم بكل حيلة وبكل وجه،
فما رأيت طريقاً للخلاص، فعرَضت لي هذه الآية:
(ومن يتق الله يجعل له مخرجا)؛
فعلمتُ أن التقوى سبب للمخرج من كل غم، فما كان إلا أن هممت بتحقيق التقوى فوجدت المخرج.
أيها المؤمن سلم أمرك لله واعلم أننا له وإليه راجعون.
مقالات
> التعلق الذي لا ينقطع
التعلق الذي لا ينقطع
27/04/2024 8:24 م
التعلق الذي لا ينقطع
بقلم أ. فاطمة محمد الخماس
بقلم أ. فاطمة محمد الخماس
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/258734/
التعليقات 1
1 pings
سحر رحمه
28/04/2024 في 12:33 ص[3] رابط التعليق
جزاكِ الله خيراً يا فاطمه على هذا المقال المغيد وبارك في علمك وقامك❤️🌹