أكدت وزارة البيئة والمياه والزراعة أن تجربة المملكة الناجحة في ترشيد المياه في القطاع الحضري ممثلة في المركز الوطني لكفاءة وترشيد المياه للوصول إلى الاستدامة المائية؛ أسهمت في تحقيق وفورات مائية تجاوزت 8 ملايين م3 حتى الآن.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية تحت عنوان “تعزيز استدامة الموارد المائية في المملكة العربية السعودية، أدارها مستشار وزير البيئة والمياه والزراعة الدكتور منصور الحميميدي، أقيمت ضمن فعاليات اليوم الثاني من منتدى المياه السعودي في نسخته الثالثة المقام في الرياض حاليًّا.
وأوضحت الوزارة خلال ورقة عمل قدمها مدير عام الشؤون الفنية بالمركز الوطني لكفاءة وترشيد الطاقة “مائي” المهندس تركي القرني؛ أن المركز تمكّن خلال الفترة الماضية من تعزيز تجربة المملكة في ترشيد المياه في القطاع الحضري، عبر عدة مبادرات وتطبيقات تقنية رائدة؛ ومنها تطبيق “كشف” الذي يتم تطويره وتحديثه بشكل مستمر؛ لتحسين تجربة المستفيد ورفع جودة الخدمات المقدمة، لافتًا إلى أنه تحقق من خلال التطبيق كميات وفر مائي تراكمي تجاوزت الـ”8″ ملايين م3، وتقديم الخدمة لأكثر من “13” ألف مستفيد.
وخلال الجلسة تمّ استعراض جهود المملكة في ترشيد استخدام المياه في القطاع الحضري نحو تحقيق الاستدامة المائية، واستخدام مياه الإنتاج مرة أخرى في تبريد أبراج التبريد بشركة أرامكو السعودية، وسبل تحقيق وتعظيم الاستفادة من المياه المعالجة في المملكة بمعايير ومرتكزات تتوافق ومستهدفات رؤية 2030.
وتمّ خلال الجلسة استعراض تجربة إقليمية حول الوضع الحالي والرؤية الاستراتيجية المستقبلية لإعادة استخدام المياه ممثلة في جمهورية مصر العربية، قدّمها رئيس الأبحاث والتطوير بالشركة القابضة لمياه الصرف الصحي الأستاذ الدكتور رفعت عبد الوهاب.
إلى ذلك شهدت فعالياتُ اليوم الثاني من منتدى المياه السعودي جلسةً حوارية أخرى تحت عنوان “رفع كفاءة الأصول التشغيلية واستدامتها”، وتمحورت حول استراتيجية الأصول بشركة المياه الوطنية، وأفضل الطرق العالمية في رفع كفاءة الأصول التشغيلية واستدامتها، كما استعرضت أفضل المسارات العالمية في الحفاظ على الأصول التشغيلية، وعقود التشغيل والصيانة طويلة الأجل ودورها في رفع كفاءة الأصول واستدامتها.
وشهدت فعاليات اليوم الثاني “4” حلقات نقاش؛ كانت الأولى بعنوان “تعظيم مساهمة القطاع الخاص في قطاع المياه”، وجرت خلالها مناقشة تمكين القطاع الخاص في بناء وتشغيل المحطات وتعزيز المحتوى المحلي في توفير مياه آمنة، وجاءت حلقة النقاش الثانية حول “استدامة صناعة تحلية المياه”، وتم خلالها مناقشة دور المستثمر وصانع السياسات في تحلية المياه المستدامة، وتحسين كفاءة استخدام الطاقة في عمليات التناضج وأهمية الابتكار التقني لتحلية المياه المستدامة.
فيما جاءت حلقة النقاش الثالثة تحت عنوان “نقل المياه – المشاريع وفرص الاستثمار”، ونوقش فيها مستقبل نقل المياه والخزن الاستراتيجي في المملكة ودورها في الاستدامة المائية، وكذلك تعزيز مشاركة القطاع الخاصّ في محفظة مشاريع الشركة، والتحديات والفرص في نقل المياه والخزن الاستراتيجي، بالإضافة إلى الحلول التمويلية لتطوير مشاريع النقل والخزن الاستراتيجي.
واختتم المنتدى ثاني أيامه بحلقة النقاش الرابعة التي جاءت تحت عنوان “تخفيض تكاليف الإنتاج والمعالجة أساس لاستدامة القطاع”، وتم خلالها مناقشة الاستراتيجية والمبادرات والدروس المستفادة بالشراكة مع القطاع الخاصّ لخفض تكاليف الإنتاج والمعالج.
يذكر أن منتدى المياه السعودي الثالث يُعدُّ أحد المنصات المهمة التي تجمع القادة والخبراء والمطورين والمستثمرين والباحثين في قطاع المياه مع الجهات الرسمية ذات العلاقة؛ لمناقشة وتقديم خبراتهم واستراتيجياتهم تجاه التوجهات الإقليمية والدولية، والوصول إلى حلول تكاملية وشمولية للمشاكل والتحديات التي تواجه قطاع المياه في المنطقة والعالم.