أسفرت الجهود التي تقوم بها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” عن تصدر المملكة المؤشرات العالمية في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، وفي مقدمتها مؤشر الاستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي، وفقًا للتصنيف العالمي للذكاء الاصطناعي، وحلت الثانية عالميًا في الوعي المجتمعي بالذكاء الاصطناعي، وفقًا لمؤشر جامعة ستانفورد الدولي للذكاء الاصطناعي 2023م، وحصلت منظومة “توكلنا” على جائزة الأمم المتحدة للخدمة العامة 2022 عن فئة المرونة المؤسسية والاستجابات المبتكرة لجائحة كوفيد-19، في تأكيد دولي لريادة المملكة تقنياً ورقمياً.
وجاء هذا التميز العالمي نظير ما تقوم به سدايا منذ إنشائها عام 2019م من جهود كبيرة في سبيل قيادة التوجه الوطني للبيانات والذكاء الاصطناعي للإسهام في الارتقاء بالمملكة إلى الريادة ضمن الاقتصادات القائمة على البيانات والذكاء الاصطناعي، وتكثيف الجهود الرامية لرفع مكانة المملكة في المؤشرات العالمية المعنية بالبيانات والذكاء الاصطناعي، وذلك في إطار ما تحظى به من دعم وتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي.
وتميزت “سدايا” في أدائها المهني مما أهلها لنيل شهادات عالمية منها : 4 شهادات من منظمة ICMG الدولية الرائدة بالتميز في هيكلية البنية التقنية في العالم، وشهادة التميز في فئة الوصول إلى المعلومات والمعرفة، وحصول مركز المعلومات الوطني على شهادة الاعتماد الدولي لمراكز البيانات Tier III، فضلاً عن الحصول على شهادة مستوى النضج الخامس في مجال تطوير البرمجيات، وشهادة مستوى النضج الثالث في مجال تقديم الخدمات.
كما نالت مؤخرًا 3 شهادات آيزو للنظام الإداري المتكامل في كل من نظام إدارة الجودة ISO 9001 ، ونظام إدارة الصحة والسلامة المهنية ISO 45001، ونظام إدارة البيئة ISO 14001 ؛ نظير تبنيها أفضل المعايير والإجراءات والسياسات لرفع مستوى إدارة الجودة والبيئة والصحة والسلامة المهنية بالهيئة، وشهادة (ISO22301) لإدارة استمرارية الأعمال.
ووسط هذا الأعمال المتميزة حصلت منصة إحسان التي تشرف سدايا على تشغيلها تقنيًا على جائزة الحكومة الرقمية لأفضل خدمة رقمية عن خدمة تيسرت، وتسجيلها بموسوعة “غينيس” للأرقام القياسية نتيجة تحقيقها أكبر تبرع يومي خلال 24 ساعة على مستوى العالم، كما أسهم التحول الرقمي للمدن الذكية في المملكة الذي تقوده الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية في صعود خمس مدن سعودية بمراتب مؤشرIMD للمدن الذكية بالعالم لعام 2024م الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية.
وتتكامل هذه الجهود مع ما تقوم بها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي من أدوار وطنية أخرى تصب في صالح دعم التحول الرقمي في المملكة عبر برامج رؤية السعودية 2030 التي ترتبط مستهدفاتها بالبيانات والذكاء الاصطناعي بشكل مباشر بنسبة 70 % ، وذلك بما يُعزّز من مكانة البلاد لتصبح دولة رائدة في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي ولتعظيم الاستفادة من هذه التقنيات المتقدمة لتسهيل الإجراءات الخدمية على المواطنين والمقيمين.
وعملت “سدايا” على تحقيق مستهدفات برامج الرؤية، ومنها برنامج جودة الحياة عبر مبادرات ومشروعات عدة منها : (تطبيق توكلنا) الذي عزز من مفهوم جودة الحياة لأكثر من 30 مليون مستخدم في المملكة، من خلال أكثر من 240 خدمة رقمية استفاد منها الأفراد والجهات بطرق رقمية متقدمة سهلت الوصول إلى الخدمات الحكومية بكل يسر وسهولة، كما أسهمت من خلال تطبيق النفاذ الوطني الموحد (نفاذ) في إيجاد تجربة ميسرة وموثوقة للمستخدم من خلال دعم وصول الفرد إلى خدمات الجهات الحكومية بطريقة منظمة وميسرة.
وفي الجانب الإنساني هيأت “سدايا” للمنصة الوطنية للعمل الخيري “إحسان” أعلى مستويات تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي من أجل تسهيل تبرع المحسنين وضمان وصول تبرعاتهم لمستحقيها في أسرع وقت، لينعكس أثر هذا الجهد، ويصل إجمالي تبرعات المنصة حتى هذا اليوم، إلى أكثر من 6 مليارات ريال، استفاد منها أكثر من 4.8 ملايين مستفيد ومستفيدة.
وقدمت سدايا من خلال المنصة الوطنية للمدن الذكية تحليلات متقدمة من خلال نماذج محاكاة تدعم بناء الخطط والتوجهات المستقبلية بحلول قائمة على خوارزميات الذكاء الاصطناعي، ومراكز عمليات المدن الذكية، وخدمة التصديق الرقمي ومن خدماتها الختم الرقمي، ومنصة نبأ، ومنصة إيفاء، ومنصة شموس، فضلاً عن تقديم مشروع صوتك وهو نظام ذكاء اصطناعي يتيح تحويل الكلام إلى نصوص عبر خاصية التعرّف على الصوت باللغة العربية الفصحى وباللهجات المحلية، ويمكن استخدامه في أتمتة تدوين الاجتماعات وتطوير بوتات للمحادثة وبناء أنظمة صوتية تفاعلية.
وفيما يخص برنامج خدمة ضيوف الرحمن أحد برامج الرؤية، قدمت “سدايا” خدمات تقنية عالية المستوى للإسهام في خدمة ضيوف الرحمن ومنها إنشاء منصة “سواهر”، ومنصة “بصير” التي تم تطويرهما لتمكين تنظيم الحشود في المسجد الحرام وإدارة الحركة وفقاً للطاقة الاستيعابية في كل موقع، وشملت الجهود بناء خدمات تقنية متكاملة لدعم مبادرة طريق مكة، وصالات استقبال الحجاج عبر 15 منفذاً جوياً وبحرياً وبرياً بالمملكة وفي مكة المكرمة والطرق المؤدية إليها والمشاعر المقدسة.
وأعدت سدايا البنية الرقمية لنظام المسافرين الذي يعد أحد الأنظمة التقنية المتطورة عالية الدقة التي وفرتها في جميع المنافذ الجوية والبرية؛ بهدف تسجيل دخول وخروج المسافرين، وأسهم النظام في سرعة تسجيل دخول المسافرين وخروجهم، نظرًا لتوفر جميع البيانات اللازمة التي تتوفر من خلال التكامل والترابط مع الأنظمة مع إضافتها لخدمة الحقائب المتنقلة.
وكثفت جهودها لدعم برنامج تحول القطاع الصحي، فأطلقت مركز التميز للذكاء الاصطناعي في الصحة، ضمن تعاونها مع وزارة الصحة لتطوير الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي في مجال الصحة، وبناء أساسيات ومعايير البيانات الصحية وقدرات الذكاء الاصطناعي، كماد دشنت مركزًا وطنيًا للابتكار في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي بالقطاع الصحي، وأطلقت مع مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون، وشركة لين، والشركة السعودية للذكاء الاصطناعي (سكاي) حل “عيناي” الذي طُور محليًّا على أيدي مهندسين وخبراء سعوديين متخصصين في الذكاء الاصطناعي، ليشكل هذا ثورةً في مجال التشخيص الطبي على المستوى الإقليمي.
ويعد حل “عيناي” أحد الحلول الطبية الرائدة في المملكة الذي يُسَخّر قوة الذكاء الاصطناعي للكشف عن اعتلال الشبكية السكري وتشخيصه بدقة من خلال الاستفادة من التحليلات المتقدمة والخوارزميات الذكية، وصُمِّمَ هذا الحل لتبسيط عملية الفحص وتسريعها، ومعالجة التحديات التي تفرضها الموارد المحدودة، والفحوصات التي تستغرق وقتًا طويلًا، والتكاليف المرتفعة.
وطورت سدايا في إطار هذا البرنامج برنامج الكشف المبكر عن سرطان الثدي باستخدام الذكاء الاصطناعي، ومختبر الذكاء الاصطناعي للصور الطبية بالتعاون مع وزارة الصحة، عبر تجهيز البنية التحتية والقوة الحاسوبية وطورت نماذج الذكاء الاصطناعي للصور الطبية، حيث يهدف المشروع إلى توفير مصدر موحد للبيانات والصور الطبية اللازمة لعمليات التطوير، وتوفير بيئة لتشغيل وتطبيق النماذج المطورة بالبرنامج، لتتمكن من إنجاز مشروعات: الكشف عن سرطان الثدي، الكشف عن أمراض الجهاز التنفسي، والكشف عن تكلسات الأوعية الدموية.
وفي سبيل تحقيق مستهدفات برنامج تنمية القدرات البشرية، أقامت “سدايا” عبر أكاديميتها معسكرات وبرامج تدريبية قصيرة المدى وطويلة المدى مع شراكات أكاديمية ومؤسسات تقنية عالمية، محققة أثرًا معرفيًا في الوصول إلى أكثر من 617 ألف مستفيد ومستفيدة من أبناء وبنات الوطن، الأمر الذي كان له بالغ الأثر في رفع الوعي بالذكاء الاصطناعي في المملكة.
كما سعت إلى تقديم مبادرات نوعية تدعم برامج الوعي في مجالات: التوعية الأساسية، والتوعية العامة، والتوعية المتخصصة، والتوعية الإلزامية، والتوعية التشاركية وذلك بالتعاون مع كبرى شركات التقنية في العالم، وعملت على دعم نشر المعرفة حول الذكاء الاصطناعي التوليدي من خلال الوصول إلى جامعات المملكة، وإقامة منتديات معرفية تجمع أساتذة الجامعات والطلاب لزيادة المعرفة بهذه التقنيات، وقدمت برامجًا متخصصة في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي لتدريب القيادات السعودية في عدد من الجهات الحكومية.
وفيما يتعلق ببرنامج التحول الوطني عملت سدايا على تمكين منظومة البيانات المفتوحة عبر تعظيم الأثر الاقتصادي للبيانات المفتوحة في المملكة وتوفير بيانات مفتوحة قيمة وقابلة لإعادة الاستخدام، مما يؤدي إلى تعزيز شفافية القطاعات الحكومية، وإعداد الإطار الوطني لنضج البيانات (نضيء)؛ لقياس نضج إدارة البيانات في الجهات الحكومية من خلال قياس التزامها بالضوابط والمواصفات وحوكمة وحماية البيانات الشخصية، وقياس مدى تقدم عملياتها على المستوى التشغيلي ، وتطوير البيئة التشريعية الخاصة بالبيانات للإسهام في تعزيز الشفافية في جميع الجهات الحكومية عبر تطوير، وإنفاذ السياسات والأنظمة المتعلقة بتصنيف البيانات وحرية تداول المعلومات ورفع مرتبة المملكة في المؤشرات العالمية، ومنصة حوكمة البيانات التي تهدف لتسجيل الجهات المشمولة بنطاق تطبيق نظام حماية البيانات الشخصية؛ بغية رفع مستوى التزام هذه الجهات بأحكام النظام.
وتحقيقاً لمستهدفات برنامج الاستدامة المالية قدمت “سدايا” عبر منصة استشراف لدعم اتخاذ القرار وفورات وصلت إلى أكثر من 51 مليار ريال، وتمكنت من خلال بنك البيانات الوطني الذي يهدف إلى تعزيز عملية مشاركة البيانات في المملكة من تحسين جودة البيانات الوطنية والمساهمة في بناء اقتصاد رقمي قائم على البيانات إلى جانب ما تقوم به عبر مشروعاتها الأخرى : منصة “بروق”، ومتجر “بيان”، ومنصة “مركز الأعمال السعودي”، و”مسرعة غاية”.
وضمن إطار برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية أطلقت سدايا مع وزارة الصناعة والثروة المعدنية مركز التميز للذكاء الاصطناعي في الصناعة والتعدين الذي يرمي إلى تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي ومعالجة تحديات القطاع، ودعم تحقيق الأهداف الإستراتيجية للإسهام في جعل المملكة قوة صناعية رائدة ومركزًا لوجستيًا عالميًا من خلال البيانات والذكاء الاصطناعي.
كما أعلنت مع وزارة الطاقة عن إطلاق مركز الذكاء الاصطناعي للطاقة؛ للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في دعم مبادرات هذا القطاع التنموي، والإسهام في تحقيق أهداف مبادرة السعودية الخضراء في تقليل الانبعاثات الكربونية، ومركز التميز للذكاء الاصطناعي في البيئة والمياه والزراعة بالشراكة مع وزارة البيئة والمياه والزراعة لابتكار حلول الاستدامة وتطبيقات باستخدام الذكاء الاصطناعي في البيئة والمياه والزراعة، ومركز الأبحاث المشترك للذكاء الاصطناعي مع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
وفي إطار تحقيق مستهدفات الرؤية في أن تكون المملكة وجهة دولية رائدة، نظمت (سدايا) القمة العالمية للذكاء الاصطناعي على نسختين، حيث حملت نسختها الثانية شعار “الذكاء الاصطناعي لخير البشرية” التي أقيمت بالرياض بحضور أكثر من 10 آلاف شخص و200 متحدث من 90 دولة يمثّلون صانعي السياسات في مجال الذكاء الاصطناعي ورؤساء كبرى الشركات التقنية في العالم، ونظمت أول منتدى عالمي للمدن الذكية بالرياض تحت شعار (حياة أجود) بمشاركة 100 متحدث يمثلون 40 دولة حول العالم، وتنظيم منتدى البيانات المفتوحة بالرياض.
ولتعزيز مجتمع المعرفة أطلقت سدايا بالتعاون مع وزارة التعليم ومؤسسة موهبة الأولمبياد الوطني للبرمجة والذكاء الاصطناعي (أذكى) الذي يعد أكبر مشروع تقني في المملكة وشارك فيه 260 ألف طالب وطالبة من المرحلتين المتوسطة والثانوية في رحلة علمية امتدت أكثر من 6 أشهر تفاعل معها الطلبة والمعلمون وأهالي الطلبة، وخلقت جوًا من المعرفة العميقة تجاه تقنيات البرمجة والذكاء الاصطناعي.