أكد معالي رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن السديس أن المملكة العربية السعودية تأسست على أقوى قاعدة وأرسخ أساس؛ ألا وهي العقيدة الإسلامية الصحيحة، والتوحيد الخالص، والأخذ بالكتاب والسنة، وفهمها وفق منهج السلف القويم.
وقال رئيس الشؤون الدينية خلال تقديمه الورقة العلمية في ندوة جهود المملكة العربية السعودية في صيانة جناب التوحيد والتحذير من الشرك؛ التي تنظمها الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف بجامعة أم القرى بعد صلاة المغرب اليوم: إن رئاسة الشؤون الدينية اضطلعت بدور عظيم رئيس في بث العقيدة الصحيحة والدعوة إلى توحيد الله تعالى، والتنبيه على منهج السلف طوال تاريخها وتطورها منذ تأسيسها مجلسًا لإدارة الحرم في عهد الملك عبدالعزيز، مرورا بإدارة الإشراف الديني، وحتى إنشاء رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي؛ موضحا أن أهمية دورها يكمن في أن الحرمين الشريفين وجهة الحاج والمعتمر ومقصده ومبتغاه، وفيهما يقضي أكثر وقته، ويؤدي جل عبادته، وفيهما يتسع وقته للنهل من العقيدة الصحيحة من منبعها الأول ومصدرها الصافي، حيث مأرز الإيمان ومجمعه، مصداقا لقول الله تبارك وتعالى: {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه}، وقوله تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لاَّ تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُود} [الحج: 26].
وأردف قائلا: إدراكا لهذه المكانة الجليلة، وهذا الواجب المقدس؛ وهو تبليغ الدعوة إلى الله تعالى، وبيان عقيدة التوحيد أوضح البيان، وتجلية ما يخالفها للقاصدين، واغتناما لاجتماع هذه الأعداد المليونية المختلفة الأعراق والألسن، والتي يرجى أن تكون رسل دعوة وإصلاح وإرشاد؛ قامت الرئاسة باتخاذ كل الوسائل والأساليب والإمكانات، بل تسارع في تسخير وسائل التقنية الحديثة في سبيل قيامها بمهامها.
وأضاف أن ملوك بلادنا المباركة ؛ منذ الدولة السعودية الأولى اهتموا بحماية حمى التوحيد والذود عن الإسلام، والدعوة إليه بكل ما تملكه من أدوات وطاقات وإمكانات بشرية ومادية.
وتابع قائلا: لقد أنشأت الدولة العديد من الأجهزة الحكومية التي جعلت رأس مهامها تحقيق الدعوة إلى التوحيد والعقيدة الصحيحة، ومحاربة الانحرافات العقدية، ومنع الوسائل المفضية إلى الشرك والبدع ووأدها في مهدها، في تعاون وتكامل، كل في ميدانه، وبما لديه من اختصاصات وإمكانات.
وتحدث رئيس الشؤون الدينية عن أهم أعمال الرئاسة وأنشطتها خصوصا في مجال الخطابة والخطباء، وبين أن لمنبري الحرمين الشريفين مكانة سامية، فهما منبران عالميان، يشهدهما ملايين المسلمين بالحرمين الشريفين، ويصل صداهما إلى مئات الملايين حول العالم عبر الوسائل الحديثة.
وأضاف: من هنا حرص خطباء الحرمين الشريفين على الدعوة إلى التوحيد والتنويه به، فأفردوا له الخطب العديدة طوال العام، ولا سيما في موسمي الحج والعمرة.
وفيما يتعلق بالدروس قال معاليه: إن الدروس الدائمة والمحاضرات التوجيهية، والدورات العلمية المتخصصة تعد من مرتكزات الرئاسة لإيصال رسالة الحرمين الشريفين لعموم المسلمين، ولا يكاد يخلو يوم في الحرمين الشريفين من عدة دروس في التوحيد، وبيان مسائل الإيمان وصحيح الاعتقاد، وتعزيز التوحيد وتصحيحه، وترسيخه في نفوس القاصدين والزائرين، ويلقي هذه الدروس عدد من أصحاب المعالي والفضيلة العلماء طوال السنة، حيث يدرسون كتب العقيدة، ويجيبون عن الأسئلة، ويكشفون الشبهات، ويحلون المعضلات، ويبينون العقيدة الصحيحة أحسن ما يكون البيان.