تمنى الكاتب منصور الضبعان؛ على الجامعات السعودية والجهات ذات العلاقة، استحداث “مركز حماية التاريخ”؛ يتم فيه رصد التجاوزات، وتفنيد الآراء، وحسم الاختلافات، وكشف الحقائق، بكل أمانة ومسؤولية -على حد تعبيره-.
وقال “الضبعان”؛ في مقالة له بصحيفة الوطن السعودية: “أيود أحدكم أن تبنى الأجيال القادمة على تاريخ مزوّر مكذوب! لذا يجب حماية التاريخ من العبث، فكلنا مسؤولون، وإلى أن يكون لدينا «مركز حماية التاريخ» يجب علينا إيقاف عبث الأطفال الباحثين عن الشهرة، وجرأتهم على التاريخ بلا مصادر، ولا مراجع، ولا استشارة”.
وأضاف: “قد تبيّن الرشد من الغي، والشمس لا تُحجب بغربال، لذا ما المحاولات الحديثة «المضحكة»، في ليّ عنق الحقيقة، وتحميل الأحداث ما لا تحتمل، وإنكار الحقائق، وتكذيب الوقائع، وإيجاد مبررات واهية، واستحداث، وطمس، وتزوير، اتباعاً للهوى، في إطار «التفكير الرغبوي» إلا فسادٌ، وإفسادٌ، وتهديدٌ مباشرٌ للأمة، وأجيالها”.
وأكّد “الضبعان”؛ أن مَن لا يقرأ الماضي، «يلفظه» الحاضر، و«يرفضه» المستقبل، مضيفاً أن الحقيقة -بطعميها- فرضٌ عند الحديث عن الماضي، والقضايا التاريخية، ثم التحلي بالأخلاق، والموضوعية، والأمانة العلمية، والشجاعة، وتغليب المصالح العليا، حيث إن في قراءة التاريخ تثقيفاً، وتعليماً، وتوعيةً، وتربيةً، وإصلاحاً، وتطوراً.
وأشار إلى أن بيننا مراهقين يتجرّأون على معلومات تاريخية، وقصص، بطريقة مخجلة كاذبة خاطئة، بل منهم مَن يتكبّد الفتاوى، والقضايا الدينية، في عبثٍ ولهاثٍ خلف الأرقام، والطموحات التافهة.
وقال: “إن الأمم العظمى نهضت بالاستفادة من أخطاء الماضي من جهة، وتطوير الأعمال الصائبة الغابرة من جهة أخرى، نهضتْ عندما وضعت الماضي في «القرطاس»، بكل أمانة، وجاؤوا لكلمة سواء، ولم تسمح لنزاعات الماضي أن تؤثر في تطورها، وتغييرها، وإصلاحاتها، فالأمم الهائمة بالماضي، المتأثرة بأحداثه، معرّضة للانقراض والاندثار”.