تَسْتَقْبِلُكَ بترحيب حار وبشاشة ، ذات ثقة عالية، نحيلة القوام كالنحلة ، أداؤها كبير ، ولا حدود لطموحها، وتشغل منصب رئيس مكتب 15 في مجموعة اثراء 8 التابعة كمرأة وحيدة في هذا المنصب في شركة مطوفي حجاج أفريقيا غير العربية. تلك هي الأستاذة “رباب”، ابنة المطوف الراحل “عباس مطر” – رحمه الله – التقيتها في مكتبها ضمن تغطياتنا لموسم الحج ، وأجريت معها حواراً شيّقاً ومليئاً بالإلهام. هذه هي تفاصيل الجزء الأول من حديثها لصحيفة “شاهد الآن” الإلكترونية.
- انت ابنة مطوف لامع ومعروف ممكن نتعرف عليك أكثر ؟
أنا رباب عباس مطر سيدة عصامية، مكية المولد والمنشأ، كبرت وترعرعت وقضت مشواري التعليمي فيها، عاصرتُ جيلين في مجتمعي المكي الطيب، واعرف أحياءها الجميلة وشوارعها التاريخية، حاصلة على البكالوريوس في الخدمة الاجتماعية من جامعة أم القرى، والماجستير في الموارد البشرية، عَمِلَتْ بعد الدراسة في قطاعات عدة منها المالية والإدارية والضيافة والسياحة وفي القطاعين العام والخاص، حَظِيَتْ بشرف تكليفي بقيادة أحد المرافق الخدمية في شركة إثراء الخير التابع لشركة مطوفي حجاج أفريقيا غير العربية ، ضمن منظومة المملكة العربية السعودية لخدمة حجاج بيت الله الحرام هذا العام 2024م
أخترت للمهمة من بين 16 سيدة
- ماهي مهمتك في موسم الحج هذا العام ؟
مهمتي في الحج رئاسة مراكز خدمة الضيافة في شركة إثراء رقم (8) التابع لشركة مطوفي حجاج أفريقيا غير العربية واخترت -بفضل الله- من بين 16 سيدة متقدمة لهذه المهمة وأشكر رئيس شركة إثراء (8) الدكتور سمير برقة على هذه الثقة الغالية وأمل أن أكون عند حسن ظنه، وطبيعة عملنا خدمة الحاج منذ وصوله أرض المملكة العربية السعودية من جميع المنافذ حتى يغادرها من كل النواحي، إسكان، رعاية طبية، في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وتفاصيل بقائهم في منى ومزدلفة وعرفة، وآلية تفويجهم من وإلى الجمرات، إلى جانب كافة التسهيلات التي تعينه على أداء نسكه بسير وسهولة وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهد والقائمين على وزارة الحج والعمرة وكافة القطاعات العامة والخاصة، وبعد انتهاء مناسك الحج نتيح له فرصة التجول على الأماكن الأثرية والسياحية بجولات منظمة رفق مرشدين سياحيين مرخصين من وزارة السياحية
ورثت الطواف أبا عن جد
- لكن كيف وصلت إلى هذا الموقع ؟
أولا دعني اذكر لك أنني ورثت مهنة الطوافة أبا عن جدة فوالدي عباس مطر – -يرحمه الله- – مطوف ورث المهنة عن جدي الذي كان يتمتع بلقب “معلم” في تلك الحقبة والذي يطلق على الشخص الذي يتولى تقديم الخدمة للحجاج، فمن هنا أخذنا أنا واخواني واخواتي هذه المهنة، وأنا ولله الحمد واصلت تعليمي بالقدر الذي كتب الله لي، وعملت في مواقع مختلفة في خدمة حجاج جنوب اسيا والعمل في وزارة الحج والعمرة وتسلحت بالخبرة، ورزقني الله بثقة مدير اثراء 8 الدكتور سمير برقة الذي اختارني لتولي هذه المهمة هذا -باختصار- طريقي للوصول إلى هذا الموقع واسال الله التوفيق والسداد
حج زمان أهلنا للعمل الان
- وماهي أهم الذكريات عن الحج منذ ان كنت طفلة وايام الوالد – عليه رحمة- ؟
الحج زمان يختلف كليا عن الآن، فحج زمان أسهم في إِعْطَاؤُنَا الكثير وإكسابنا مهارات، ففي تلك الحقبة كان المطوف يذهب رفق الحجاج إلى المشاعر بأسرته ويشركهم جميعا في الخدمة فأنا عشت تلك الحقبة، وقلة الإمكانات وصعوبة الخدمة، لذلك من السهل الآن أن يقدم المكلف بالخدمة عملا مميزا في خدمة حجاج بيت الله الحرام لما تتوفر من إمكانات وتسهيلات وترتيبات تساعد على النجاح، وتقديم الخدمة بأرقى مستوى وأقل مجهودا، وأنا ولله الحمد ورثت من والدي الحزم في العمل، فأنا في ساعة الرخاء والهزل موجودة، وساعة الجد أكون حازمة جدا ، ولا أسمح بالخطأ – خصوصا- في خدمة الحجاج، إلى جانب الحرص والأمانة في أداء الخدمة
عملنا في ميدان الحج امتداد لاهتمام الدولة
- وكيف ترى تواجدك في هذا لموقع المهم ، ومدى توافق ذلك مع ما تحققه المرأة السعودية من قفزات الآن ؟
الحمد لله أولا نحن نعيش في المملكة العربية السعودية ونحظى كسيدات بالدعم والرعاية والتمكين من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد الله – أطال الله في عمره – وسمو ولي عهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير بن محمد سلمان – حفظه الله ورعاه – على ما يوليانه الشعب عموما والمرأة على وجه الخصوص وتمكينها ضمن مستهدفات الرؤية المباركة 2030 وهذا من أعظم الفرصة التي أتيحت لنا، وتواجدي هنا ضمن كوكبة العاملين في الحج هو تأكيد لدورة المرأة السعودية في تحمل أعباء الحياة، والمشاركة في إدارة عجلة التقدم في بلادنا في جميع النواحي، مع شقيقها الرجل جنبا إلى جنب ، ونصيحتي لكل مرأة سعودية في أي موقع أن تستغل الفرصة وتثبت وجودها فالمجال أمامنا لتولى المناصب القيادية الوزارية وغيرها
أوصى المرأة العاملة بالحج بالأمانة
- على ذكر النصيحة لو طلبت منك توجيه رسالة للمرأة السعودية خصوصا من تعمل في خدمة الحجاج ، ماذا تقولي لها ؟
أوصيها أولا بالأمانة ثم الأمانة في أداء العمل، وعليك أن تعد الحاج ضيفا عليك لأنه ضيف الرحمن، عليك بالعمل على إكرامه وخدمته بأفضل طريقة وحمله على كفوف الراحة والسعي على راحته، عاملي الحاج بالحسنة، بغض النظرعن جنسه أو لونه، لان دعوة حاجة ربما تسبب في نقلك إلى أعلى مراتب الدنيا الآخرة -إن شاء الله-
الخبرة في عمل الحج مطلب
- دعينا نذهب إلى التخصص العلمي واسالك هل تخصصاكم العلمية ستساعد على القيام بمهامك الوظيفية ، أم أن الخبرة مطلوبة في رايك ؟
نعم لكن ليست كل التخصصات، فتخصصي في مرحلة البكالوريوس أكثر دعما لي كونه تخصصا أهلني (كإخصائية اجتماعية) لها علاقة بالناس والاختلاط بهم والعمل معهم، وتقديم الخدمة لهم، وتظل الخبرة مطلب -خصوصا- تلك التي لها علاقة بعمل الحج، فسنوات العمل تعد خبرة تراكمية، كلما زادت سنوات العمل ارتفع مستوى الخبرة
على من يعمل في الحج ضبط النفس
- من خلال معرفتك بالحج مسبقا تدرك تمام أن العمل في ميدانه ليس سهلا فهناك عمل ميداني وسط أجواء حارة ، وعمل تحت رقابة صارمه ، وللمرأة خصوصيتها كيف ستواجهين تلك الظروف المنتظرة؟
بالنسبة لاستعدادي النفسي فأنا مهيئة تماما كوني على دراية بهذا العمل وآلية إدائه -خصوصا- في المشاعر وفي وقت الذروة، وبالنسبة الأجواء فأنا بنت مكة ولست قادمة من القطب، لكن كل إنسان وله طاقة والمرأة لها خصوصية وتحملها البدني، وأنا دائما أوجه من يعملون معي بضبط النفس والتعود على العمل تحت الضغط -خصوصا- في تعاملنا مع الحاج لانه قادم للعبادة وله حق علينا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الجزء الثاني من الحوار :
- العمل في الحج بالجنسين “الاناث والذكور” وهناك اعمال لاتستطيع المرأة القيام بها
- مجموعة العمل معي من السيدات من اختياري 100%
- عشت تفاصيل العيش في غرفة صغيرة طوال فترة الحج للانتفاع من بيوتنا
- اهوى القراءة واعشق الروايات البوليسية
- طموحي أن اصبح وزيرة دولة يوما ما
- على المراة السعودية أن تستغل الفرص المتاحة لها وتعمل باتقان واحترافية
انتظرونا …….