تجسد الروحانية التي يعيشها ضيوف الرحمن بمكة والمشاعر عنواناً للتآخي ومن نفحاتها تتجدد الدروس والعبر، وعبر الجهود التطوعية النبيلة المقدمة من جمعية الكشافة العربية السعودية لخدمة حجاج بيت الله الحرام تتوالى في موسم حج كل عام فصولاً من المبادرات الإنسانية في مساعدة الآخرين وتقديم العون لهم من خلال سلوكيات تترجمها أفعالهم فتجد الجميع من قادة فرق وجوالة وكشافة في سباق لجمع الحسنات أثناء أدائهم لمهامهم اليومية في خدمة ضيوف الرحمن.
وبين ثنايا هذا البذل والعطاء يشارك القائد الكشفي عبدالواحد بن عبدالملك خياط بعزيمة لا تعرف الكلل والملل ولم تقف سني عمره بعد أن شارف السبعين عاماً، حائلاً أمام حماسه المنقطع النظير في التفاعل مع خدمات ونشاطات جمعية الكشافة العربية السعودية، من خلال معسكرات الخدمة العامة التي يتطوع فيها منذُ أكثر من ربع قرن لم ينقطع من خدمة حجاج بيت الله الحرام من خلال معسكر العزيزية في مكة المكرمة، مستحضراً المقولة الكشفية العالمية «كشاف يوم.. كشاف دوم» مؤكداً أنه لا عمر للكشاف طالما هو على قيد الحياة وقادر على أن يوفي بالوعد الذي قطعه على نفسه في خدمة الآخرين..
وينفرد الرائد الكشفي عبدالواحد خياط عن زملائه من القيادات الكشفية بقدرته على التحدث بست لغات تشمل اللغة الإنجليزية والهوساوية والأوردية والإندونيسية والفارسية إضافة إلى لغته الأم العربية، مؤكداً أن خدمة الحجاج تبث روح الجماعة والتعاون بين أعضائها، وتعزز الشعور بالمسؤولية وأداء الواجب بصدق وأمانة.
وبين أن الشباب “عندما يشاهدون من هم في سن آبائهم يشاركونهم ذلك الشرف، تزيد همتهم فيدفعهم ذلك الإخلاص والحماس لتقديم الخدمة في أبهى صورها بحثاً عن الأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى”.