كشفت دراسة، نشرتها “سي إن إن” مؤخراً، عن عدم صحة ما كان يتردد بخصوص أن وضعية «التراخي slouching»، أي الجلوس أو الوقوف بشكل غير مستقيم، تلحق الضرر بالعمود الفقري وأنها مصدر لآلام الجسم والعمود الفقري خاصة.
وتوصلت الدراسة إلى عدم وجود أي دليل على أن الأشخاص الذين يجلسون بشكل غير مستقيم أكثر عرضة للمعاناة من آلام الظهر أو الرقبة مقارنة بغيرهم.
وقال د. دنيل سافوري من مؤسسة الخدمات الصحية البريطانية: لا دليل واضح على أن التراخي أثناء الجلوس على مكتبك أو أثناء استخدام هاتفك يسبب ضرراً للعمود الفقري. وأحدث توجيهات حكومية بريطانية بشأن العمل باستخدام الشاشات تركز بشكل أقل على الوضع المثالي في العمل. وبدلاً من ذلك، تؤكد التوصيات على أهمية اتخاذ أوضاع مريحة، وتغيير الأوضاع الثابتة (بالحركة والوقوف كل فترة من الزمن) وتجنب الأوضاع السيئة، التي أثبتتها الدراسات، مثل ثني أو تقويس الظهر أو الرقبة. وكل هذه النصائح ستساعد في تقليل خطر الإصابة بالألم وإرهاق العضلات.
وأضاف: إذا كنت تعاني من آلام الظهر أو الرقبة، يمكنك الاطمئنان إلى أن الوضعية التي تتبناها عند المشي أو الجلوس غالباً ليست السبب وراء ذلك. وبدلاً من ذلك، فمن المحتمل أن يكون الأمر مرتبطاً بعادات حياتية أخرى، مثل جلوسك الثابت لساعات طويلة أو تعرضك المفرط للتوتر أو قلة النشاط البدني أو تكرار تقوس الظهر أو حتى إذا كنت قد عانيت سابقاً من آلام الظهر.
وأشار إلى أن العمود الفقري مصمم للسماح بحركات متنوعة مثل رفع الأثقال والحركة والركض، ولن يتضرر بسبب الجلوس قليلاً، ولكن الوضع يختلف عندما يكون الجلوس أو الوقوف أمراً ثابتاً في أسلوب حياتنا اليومي، فالعمل المكتبي يتسبب في جلوس الكثيرين لأكثر من سبع ساعات واتباع أسلوب الحياة الكسول يعني أن الشخص يجلس عدد ساعات مماثلًا بعد العمل، وهذا الثبات في الوضعية ليس مريحاً للعمود الفقري بل له تأثيرات ضارة.
وأردف: أفضل شيء يمكنك القيام به لجعل جسمك يشعر بالراحة ولزيادة إنتاجيتك وتعزيز إحساسك الإيجابي بالرفاهية، هو تقسيم فترات الجلوس الطويلة في مكتبك عبر فترات من الراحة تقوم خلالها بالمشي أو تمارين التمدد أو الوقوف.
وأشارت الدراسة إلى أن التراخي أثناء الجلوس له تأثير سيئ مثبت يسهم في ضعف استرجاع المعلومات والذاكرة وسوء الحالة المزاجية عند مقارنتها بالجلوس في وضعية مستقيم. وتبين أن مشاكل الذاكرة والمزاج هذه تتحسن بسرعة عند الانتقال من وضعية التراخي إلى وضعية الانتصاب والاستقامة، مما يدل على أن تراخي القوام له تأثيرات نفسية سلبية.
وقال الدكتور دانيل: تشير الأدلة بشكل كبير إلى عدم وجود وضعية واحدة مثالية، وفي الواقع، تختلف وضعية الجسم بشكل طبيعي من شخص لآخر، ويمكن أن تختلف اعتماداً على العرق والجنس وحتى الحالة المزاجية. لذا، إذا كنت مرتخياً في القوام، فتأكد من أن هذا ليس سيئاً، ولكن تذكر أن العمود الفقري صمم ليكون متحركاً وليس ثابتاً في وضعية واحدة لفترات طويلة، ولهذا السبب فإن الحركة وتغيير وضعيتك طوال اليوم أمر مهم لتقليل التعب ومخاطر الألم لاحقاً.