حدد أستاذ الإعلام في جامعة أم القرى الدكتور سالم علي عريجه حلولاً عملية لتعزيز استثمارات مؤسسات الإعلام التقليدية في المملكة العربية السعودية، أعتبرها داعمة لتلك القطاعات الإعلامية والتي تراجعت عائداتها بفعل دخول أدوات الإعلام الجديد ، وبين الدكتور عريجة أن في مقدمة هذه الحلول صناعة منتجات إعلامية ذات قيمة، تلبي رغبات، واحتياجات الجمهور، وتتناول اهتمامات كل الشرائح، من خلال الاعتماد على سياسة تحريرية مواكبة للمتغيرات التي طرأت على المشهد اليومي، بحيث تجتذب الفئات المستهدفة، ومن ذلك صناعة التقارير، والأبحاث، والتحليلات، كمنتجات خاصة وفريدة، في مختلف المجالات الاجتماعية والصحية والاقتصادية،في ظل اتجاهات الأحداث، بحيث تكون هذه المنتجات أشبه بمواد للبيع عن طريق الاشتراكات الرقمية المدفوعة.
وبين الدكتور عريجة أن هناك نماذج ناجحة لمؤسسات تقليدية سعودية نجحت في تحقيق عائدات مالية باشتراكات رقمية تتراوح من 18 إلى 30 ألف ريال سنوياً، من صناعة منتجات خاصة بها ذات قيمة، وفيها مهنية عالية، مثل التقارير النوعية الاحترافية، عن الأسواق، والقطاعات، والشركات، وتقديمها لخدمات التغطيات الشاملة لأخبار وبيانات مشاريع الشركات الحالية، والمستقبلية، والمصنفة وفقاً للقطاعات الاقتصادية، وتقديم أراء وتوصيات المحللين للأسواق، ومتوسط التوقعات، وعرض الرسوم البيانية التفاعلية، لأسواق الأسهم، والسلع والنقل البحري، مدعمة بأدوات ذكية للتحليل الفني، أو بتقديم معلومات تفصيلية عن الشركات المدرجة بالسوق المالية، وقاعدة معلومات متكاملة لمعلومات الاكتتابات الأولية والثانوية، وتقديم خدمات أرشيف الأخبار، وكذلك الا فصاحات الخاصة بالشركات، والاطلاع على أخر التقارير المالية الصادرة من شركات الأبحاث، والتغطية الكاملة للقوائم المالية، وتشمل الدخل، والميزانية، والتدفقات المالية، وغيرها من الخدمات التي تحتاجها الشركات و الأفراد.
وقال الدكتور عريجة في ورشة إعلامية نظمتها هيئة الصحافيين السعوديين بمنطقة مكة المكرمة، أن تراجع الصحافة الورقية يختلف من دولة لأخرى، مشيراً إلى أن وسائل الإعلام تتنوع من حيث رأس المال، من وسائل إعلام خاصة، وحكومية، وشبهة حكومية، وشعبية تأخذ دعمها من الشعب، مبيناً أن إيرادات المؤسسات الإعلامية التقليدية تأتي إيراداتها من رسوم الاشتراك، والمبيعات، والإعلانات والرعاية والدعم الحكومي والرعاة، والشركاء، إضافة إلى الإيرادات الرقمية.
ووسع الدكتور العريجه من أحلام العاملين في قطاع الإعلام التقليدي وقال إن التحدي في إرجاع القارئ هو تقديم محتوى يحمل قيمة جيدة وخاصة لا تصل إليه وسائل الإعلام الجديد مشيراً إلى أن وسائل الإعلام تتنوع وتتطور ولا يشيخ المحرر الصحافي الذي يعتبر الجزئية الأهم في تقديم المحتوى الإعلامي.
ولفت الدكتور عريجه الانتباه إلى أن فهم متغيرات الجمهور السلوكية، واستثمار الذكاء الاصطناعي، وتطوير الكوادر الإعلامية في المؤسسات التقليدية، وفهم اتجاه واهتمامات الأجيال الحالية والقادمة، من شأنها إعادة مؤسسات الإعلام التقليدي إلى دائرة اهتمام الرأي العام وسوق الإعلان.
وقال إن وسائل الإعلام الحكومية عادة ما تكون أكثر مصداقية ونقاوة للأهداف، من الإعلام الخاص، وأضاف ” فكلما كانت رأس المال والدعم المالي عاماً كلماً كان المحتوى أفضل”.
وأشار إلى أن من أبرز التحديات التي واجهت الصحافة الورقية التطور المتنامي والمذهل في عالم الاتصالات، والانتشار الكبير للأنترنت، والهواتف الذكية، مما حول وسائل الإعلام إلى منصات ومصادر رئيسية للمعلومات، والأخبار مع تغير سلوك الجمهور المستهدف، وخاصة الجيل الجديد الذي اتجه بشغف إلى استهلاك المحتوى الرقمي، والفيديوهات القصيرة والمقالات الإلكترونية والتدوينات المصغرة، بدلاً من التلفزيون، والصحافة.
وأبان أن من العوامل التي أثرت بجلاء على قطاع المؤسسات الإعلامية التقليدية تراجع إيرادات الإعلان في ظل المنافسة القوية بين وسائل الإعلام الرقمية خاصة اليوتيوب والبودكاست، إضافة إلى التكلفة العالية للإنتاج في وسائل الاعلام التقليدية، مقارنة بوسائل الإعلام الرقمية الأكثر كفاءة، والأقل التكلفة، مع تغير أنماط الاستهلاك والتحول الجماهيري نحو البث الرقمي، وخدمات الفيديو، والذي أثر بجلاء على عدد المشاهدين للقنوات التقليدية.
ورشة العمل الإعلامية، حضرها عدد من الصحافيين والمهتمين بالإعلام الجديد وتضمنت تقديم رئيس هيئة الصحافيين بمكة المكرمة فهد الإحيوي هدية الهيئة للدكتور عريجة مبيناً إلى أتجاه الهيئة في تقديم الفعاليات النوعية التي تخدم الوسط الصحافي بمنطقة مكة المكرمة.