قائد كشفي، هادئ الطبع، سمت ، لا يتحدث كثيرًا، مثقف، مطلع، حديثه مرتب ومنمق، أنيق الملبس ، ذلك هو الأستاذ الجامعي الدكتور إبراهيم بنفراج. التقيته في غابة محمية رودني الطبيعية الغنّاء الواقعة في الشمال الشرقي للعاصمة واشنطن على هامش حضورنا مخيم السلام الدولي، فتحدث إلينا حديثًا شيقًا منمقًا القى خلاله الضوء على مشواره العلمي والعملي الكشفي والاجتماعي. إليكم ما جاء في الجزء الاول من حديثه:
- نتعرف عليك أولا ؟
أنا إبراهيم بنفراج، أستاذ التعليم العمومي في المملكة المغربية. حاصل على الدكتوراه في القانون العام والعلوم السياسية، وحاصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة “سمارت” الدولية. أدرّس في التعليم العمومي بالمرحلة الثانوية وفي المرحلة الجامعية في جامعة أغادير وجامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء. وأنا أب لثلاثة أطفال.
- متى التحقت بالحركة الكشفية ؟
التحقتُ بالحركة الكشفية مبكرًا بسبب اهتمامي بهذا الجانب، لانتشار الحركة الكشفية في المنطقة التي أنحدر منها، وهي إحدى ضواحي إقليم أغادير. وكانت بدايتي في العام 1999م.
- ومن المؤثرين الذين كانوا خلف التحاقك بالحركة الكشفية ؟
كنت أدير جمعية وطنية تُدعى “حركة الطفولة” وكنت على علاقة مهنية ببعض زملائي في الدراسة ، وهناك الحاج عزيز لطيف الذي حاول إقناعي بالانتماء إلى الحركة الكشفية، فأصاب الهدف وأقنعني ، وحرصت بعدها على حضور العديد من الفضاءات واللقاءات والمخيمات الكشفية التي رسخت حب الحركة في نفسي بشكل أكبر ، بعد ذلك سعيت إلى تطوير مشاركتي بالبحث عن التأهيل، وتلتها خطوات عديدة حتى وصلت إلى ما أنا عليه الآن.
- انت متخصص في الديمقراطية وحقوق الانسان ، فهل وجدتها في الاطار الكشفي ؟
انتمائي إلى الحركة الكشفية ساعدني كثيرًا في النجاح في العمل المدني، حيث أسهمت الحركة في صقلي دراسيًا ، فالحركة الكشفية عبارة عن مدرسة تكوينية وإعدادية تصقل المواهب، وتسعى إلى تحقيق الديمقراطية بكل معانيها، لاسيما وأن الطفل في صلب اهتمامات منظومة حقوق الإنسان، والكشافة تعنى بهذا الجانب كثيرًا. وبلادي المغرب خطت خطوات واسعة على مستوى الكشفية وحقوق الإنسان. الكشفية دائمًا تخدم الرسالة الحقوقية الإنسانية عبر برامجها المتنوعة، وتسعى للإعلاء بقيمة وحقوق الطفل. ففي الكشفية، هناك فرص واسعة وفضاءات متناهية الأطراف تساعد على اكتشاف الإنسان نفسه، وهذا هو عمق التربية الحقوقية.
- كيف أسهمت الكشفية في استفادتك في مهنتك في التعليم ؟
أنا أعتبر الكشفية مدرسة موازية للتربية والتعليم، وإن كانت غير أكاديمية، لكنها تعنى بالممارسات المثلى، والعمل بالمواثيق النظرية والأكاديمية والنصية بعد تطبيقها عمليًا لتصلح كممارسة حياتية يعمل بها المنتسبون إلى الحركة الكشفية. رغم تفرعاتها العديدة، أرى أن الكشفية مكان لبناء ثقافة حقوق الطفل، وهي النواة الأساسية لتقويم اعوجاجات المجتمع الذي أصبح فيه الطفل عرضة للانتهاك وأصبح هشًا يمكن اختراقه. من الكشفية نسترجع طاقتنا الروحية، ونعتمد عليها في ترجمة كل ما نتلقاه داخل المدرسة وفي صفوف التعليم. فالمدرسة والمجتمع في صف واحد، وتأتي الكشفية في صف آخر كوجهين لعملة واحدة، عناصرها كلها تعتمد على التحدي، والممارسة، والتعلم. لذلك تسعى جميعًا لصناعة جيل مثقف وواعٍ يراعي كل ما هو صالح للكشفية والمجتمع.
- دعنا تخرج قليلا عن الحديث عن الكشفية وأذهب إلى وضعك الاجتماعي واسالك ، انت رب اسرة ومعلم أجيال صفلي كيف تتعامل مع الاسرة والأطفال في محيط المنزل ؟
تختلف القبعات داخل البيت أحيانًا، لذلك تكون مضطرًا في بعض الأحيان لتكون أكاديميًا صرفًا أو أستاذًا ومربيًا للأجيال إذا ما تطلب الأمر تحقيق الرسالة التربوية التعليمية التعلمية. فعندما تخاطب طفلك، تكون مضطرًا لارتداء قبعة الأستاذ المدرس. وعندما تحاول كسر جليد التعليم والتعلم، فإنك تقوم بدور المنشط التربوي الكشفي. وبين هذه وتلك تسير مجموعة من القيم التي يفرضها عليك مجتمعك، وفي نفس الوقت تأتي الضرورة الملحة التي تجعلك أستاذًا مربيًا كما لو كنت في المدرسة، ومنشطًا وقائدًا كشفيًا كما لو كنت في مخيم كشفي. وتأتي القبعة الثالثة والأخيرة التي تجعلك تحاول المزج بين كل القبعات وترتدي قبعة الأب الحنون العطوف الذي يقول “لا” عند الضرورة، ويقول “نعم” عند الضرورة الأخرى بأشكال أخلاقية.
- وهل من ابناءك أحد تأثر بالحركة الكشفية لوجودك فيها ؟
نعم جميعهم تأثروا فالابنة الكبرى التي تدرس تخصص العلوم الرياضية ، والبنت الوسطى التي تدرس مرحلة الإعدادية ، وهناك طفل صغير فجميع افراد اسرتي بما فيهم الزوجه المصونه قد تربوا تربيًا كشفية ، ويعرفون الأزياء والمناديل الكشفية والشارات بأنواعها ، ولدينا متحفا أو معرضا مصغر في المنزل فيها كل مابتعلق بالكشافة من ملابس وأدوات مطبوعة عليها شعارات كشفية مختلفه ، فهم استفادوا من جميع المخيمات والمعسكرات الكشفية التي تقام على المستوى المحلي ، وحضروا معي العديد من المناسبات الكشفية خارج حدود المدينة ، وكذلك الزوجة قد اقتنعت بالحركة الكشفية تماما وعاشتها معي ، فعندما تزوجت ذهبت بعد 3 اشهر من الزواج إلى مناسبة كشفية ، وفي اول صيف ذهبت إلى مخيم أخر