توفي ابن الأخ فحزن عليه عمه حزنًا شديدًا، وأخفى حزنه عن أخيه والد الابن المتوفى، فكتب فيه هذه الأبيات:
بذكركَ يا أمينُ الدمعِ حاضرٌ
نغالبهُ ولكنْ لا يُغالَبُ
* * *
نُمنِّي النفسَ بالسَّلوى ولكنْ
خواطرُنا بطيفكَ والمراكبِ
* * *
رحلتَ ونحنُ أسرى إذْ نعاني
منَ الآم أكدى والمتاعبِ
* * *
رحلتَ وأيُّ رحلكَ ما نعاني
منَ الأحزانِ تكفي إذْ نُصاحبِ
* * *
أبوكَ بكلِّ وادٍ يبتلينا
إذا نادى المنادي أوْ يُخاطبِ
* * *
يَشُدُّ باسمكَ الكنيا صلبًا
ويأبى فيكَ قولًا أو يُعاتبِ
* * *
لمثلكَ يا أمينُ نُقِمُ مآتمَ
مراقدَ في النفوسِ لها قبابُ
* * *
ومثلكَ في الورى شمسٌ أصيلٌ
يُذكِّرنا بجدِّكَ في المراتبِ
* * *
أيا ولدا سَمَوتَ وأنتَ طفلٌ
بأهلِ اللهِ تُذكَرُ في المناقبِ
* * *
عروجٌ في السماءِ حزنٌ وغبطةٌ
مروجٌ في المشاعرِ لا تُغالبِ
* * *
بذكركَ يا أمينُ الدمعُ حاضرٌ
نُغالبهُ ولكنْ لا يُغالَبُ
وبعد فترة قصيرة، فُجِعَ بأخيه لاحقًا بابنه، فأكمل رثاءه وكتب في أخيه أربعة أبيات:
إذا ابتدأ الرِّثاءُ بقومِ عادٍ
ففقدك يا أخي قد خَتَمَ الرِّثاءَ
* * *
تبارى بالنقائضِ كلُّ نِدٍّ
وفقدك ندَّهُ كل الرِّثاءَ
* * *
لقد أبدلتَ عنوانَ المراثي
وحزتَ حروفَها من ألفٍ لِياءِ
* * *
إذا قالوا أرثهُ ما قلتُ إلا
عضيدي المصطفى لله باءَ