طالب متخصصون في الإرشاد السياحي، باستثمار البعد التاريخي المرتبط بسيرة نبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم لقرية حليمة السعودية جنوب شرق مدينة الطائف بمسافة تصل إلى 60 كم، والتي أصبحت واجهة سياحية يقصدها معتمرون وسياح، من مختلف دول العالم، وسط تنامي واضح في الأعداد، من خلال إنشاء مركز ثقافي بقاعات تعليمية لمتحف تاريخي وقاعة عرض تلفزيوني، ونزل إيواء (فندق ريفي) وسوق شعبية لمحلات تجارية تؤسس سوقاً للأسر المنتجة، ولمزارعي المنطقة، والمتخصصين في الحرف والمشغولات.
وقال المرشد السياحي والإعلامي عبد الله الذويبي لـ الرياض أن 1500 حافلة العدد المتوسط الشهري للحافلات التي تنقل المعتمرين والسياح والزوار من مكة المكرمة وبقية المدن السعودية لزيارة الموقع التاريخي الذي يحتضن إرثًا ثقافيًا ودينيًا يمتد لقرون، وشهد تفاصيل قصة رضاعة النبي محمد ﷺ كما شهدت اول لقاء بين الملائكة والنبي من خلال عملية شق الصدر وهي اول عملية قلب مفتوح أجريت للبشرية أجريت لمحمد ﷺ أو للاستمتاع بجمال الطبيعة وهدوء الريف.
وقال الذويبي ” هذه القرية ليست مجرد محطة سياحية عابرة، بل هي مركز نابض بالحياة، يحتضن مختلف الأنشطة الزراعية التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من اقتصاد المنطقة. ومع ازدياد اهتمام الحكومة السعودية بتنمية المناطق الريفية وتحسين جودة الحياة فيها، تتزايد فرص الاستثمار والتنمية في سراة بني سعد، مما يجعلها منطقة واعدة بمستقبل اقتصادي مزدهر.
ولخص مهتمون أبرز احتياجات الموقع التاريخي لتعزيز وإثراء تجربة الزوار والسياح، من خلال توفير ساحات حول المسجد، مما يسهل على الزوار أداء صلواتهم، وتركيب كراسي جلوس لضمان راحة الزوار والسياح خاصة كبار السن، وتركيب شبكة من أعمدة رذاذ الماء لتبريد أجواء الموقع، وتحسين الإنارة لضمان الأمان وجعل الأماكن العامة أكثر جاذبية في الليل، إضافة إلى تعزيز خدمات السياح والزوار، مثل توفير مراكز إرشادية وتوجيه خلال زيارتهم للقرية.
ملمح أخر تتميز به قرية حليمة السعدية في سراة بني سعد هي زراعة صنوف متنوعة من الفواكه والخضراوات مثل الرمان، التين، والبرشومي، والعنب، والخوخ، بالإضافة إلى جميع أنواع الخضراوات. حولتها إلى فرصًا اقتصادية هائلة للمنطقة، تدعم نجاح إنشاء سوقاً تجارية ملحق بالمرز الثقافي وتدعم إمكانيات القوى البشرية في المنطقة من الجنسين ويساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي. كما يفتح منافذ بيع للأسر المنتجة من خلال تقديم المأكولات الشعبية مثل خبز المجرفة، والقرصان، العصيدة، والسويق، والسمن والعسل والزبدة والجبن البلدي، إضافةً إلى المشغولات اليدوية والهدايا التذكارية.
ولفت الذويبي الاهتمام إلى أن إن قرية حليمة السعدية في سراة بني سعد بموقعها الاستراتيجي وإمكاناتها الاقتصادية والسياحية تعتبر منطقة واعدة للتنمية. من خلال تنفيذ مجموعة من الأفكار والمشاريع التنموية، يمكن تعزيز مكانة القرية كمركز ثقافي واقتصادي، وتحسين جودة الحياة لسكانها وزوارها على حد سواء. إن الاهتمام بتنمية هذه القرية سيسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تطوير المناطق الريفية وتعزيز التنوع الاقتصادي، مؤكداً على أن مثل هذه المشاريع الاقتصادية والتنموية تلعب دورًا كبيرًا في الحد من الهجرة السكانية إلى المدن الكبيرة. من خلال تطوير البنية التحتية وتحسين جودة الحياة في القرية، يمكن تشجيع السكان على البقاء في قراهم والمساهمة في نمو الاقتصاد المحلي، مما يعزز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة