هكذا يكتبنا الرحيل لغة فقدٍ وألم.. تتعالى من سكناتها حروف الأنين..
وقد أصابت صدورنا سهام الوجع..
آه ما أقسى وقع الجرح على القلب..
ولا أعلم ماذا جرى..
هل كبرنا؟
أم هرمنا؟
أم شاخ الزمان بنا؟!
حلقات كانت متصلة كسبحة نفيسة الثمن، ولكن القدر آلٌ أن يحركها، ويقطع خيطها بأصبعه الخاطف صوب المنون!
نعم، كلما أدرت بوصلة عمري للوراء وبالتحديد قبل ثلاثة عقود.. استحضرت المكان والزمان والرائحة.. فذاك الذي كانت ابتسامته تزين المكان رحل وترك وراءه البرواز من دون الصورة!
ومن كانت يده تمسح على رؤوس أولاده وأهله وجيرانه.. هاجر على متن قارب الوداع!
ومن تزينا بطلته كثوب عيدٍ يفرح به الأطفال مضى إلى عالم البرزخ فرحماك يا الله.
.. بالأمس القريب تتبعت خطوات المارة بالحنين، وها أنا ذا اليوم أضمد جراحات من كان التراب أصله فعاد والتحف به!
أجل، مشينا على جمر الآهات والحسرات خلف جنازتك أيها العابد لله، فانظر دموع الأحبة كيف أشعلت مجمر ذكرياتها.. فرحمك الله يا كريم العطر وبخور الذكر..