في مثل هذا اليوم ذكرى توحيد هذه البلاد على يد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه،ولي مع هذه الذكرى وقفات:
أولها: مع قصة توحيد هذه البلاد، فإن فيها عبرة للمعتبرين،وردا على كل ناعق يزعم أن التخلف والذل هي من سمات الدين فوفقاً للمقاييس المادية لم يكن يتسنى للملك عبد العزيز ومن معه من الرجال أن يوحدوا أرض الجزيرة وأن يخضعوا قبائلها المتناحرة تحت راية واحدة،لكن لما قام بمساندة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب والتي تدعو إلى محاربة الشرك ونشر التوحيد،سانده الله ومكن له وتلك سنة إلهية وضعها الباري لنا في آيات تتلى إلى يوم القيامة حيث يقول:{..وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ(40)}الحج،ويقول جلَّ شأنه:{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ(55)}النور .
ثانيها: مع كل ذكرى لتوحيد هذه البلاد المباركة بإذن الله ينبغي أن يتذكر الأجيال نعمة الله عليهم ويجعلونها حاضرة في أذهانهم،فمن أعظم نعم الله علينا في توحيد هذه البلاد أنها بفضل من الله قامت على أساس الدين،فأصبح الناس يؤدون عباداتهم في يسر وسهولة وحرية لا يجدون مضايقة في ذلك، .
ثالثها: مع نعمة الأمن والأمان،وهي نعمة كبرى لا يعرفها إلا من فقدها عياذاً بالله،فبعد أن كانت أرض الجزيرة أرض خوف واضطراب،بعد أن كانت عبارة عن قبائل متناحرة يسطوا بعضها على بعض وينهب بعضها بعضاً،وبعد أن كان الرجل لايأمن على نفسه الخروج إلى أطراف المدينة ،بعد كل ذلك تحولت أرض الجزيرة إلى مضرب المثل في الأمن والأمان وما ذلك إلا بعد توفيق الله لولاة الأمر وهدايتهم إلى الحرص على تطبيق شرع الله {وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا}.
رابعها: بعد أن توحدت هذه الدولة كانت دولة فقيرة ليس لديها من المقومات الاقتصادية ما تقوم عليه دولة ، فالشعب تنتشر فيه الأمية والجهل،والأرض صحراء قاحلة،لكن من بيده خزائن السموات والأرض وعد من استقام على دينه بالرزق والحياة الطيبة حيث يقول سبحانه:{وَأَلَّوْ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا(16)}الجن،ويقول جلًّ شأنه:{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ(96)}الأعراف
خامسها : ان همم الاوطان تستمد من الله اولا ثم من همم ولاة امورها وولاة الامر يراهنون على همم ابناءهم المواطنين الذين يبادلون ولاة امورهم المحبة والدعاء وبناء الأوطان والتكاتف في سبيل ذلك.
وكل هذا يتمثل ولله الحمد في ( المملكة العربية السعودية ).ض
مناسبات
> كلمة فضيلة الشيخ ناصر فايز الدرعاني الشهراني بمناسبة اليوم الوطني94
كلمة فضيلة الشيخ ناصر فايز الدرعاني الشهراني بمناسبة اليوم الوطني94
21/09/2024 10:51 م
كلمة فضيلة الشيخ ناصر فايز الدرعاني الشهراني بمناسبة اليوم الوطني94
بيشة - محمد الشهراني
بيشة - محمد الشهراني
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/283797/