توحدت خطب اليوم الجمعة الرابع والعشرين من شهر ربيع الأول الجاري بجميع الجوامع في مختلف مناطق المملكة للحديث عن عناية الإسلام بالأسرة والتحذير من خطورة التساهل في الطلاق وما يترتب عليه من أضرار كبيرة وأثار سلبية على الفرد و المجتمع وذلك إنفاذاً للتوجيه الذي أصدره معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ .
وأكد خطباء الجوامع على أن نعمة اجتماع الأسرة وصلاحها من أعظم النعم التي امتّن الله بها على عباده ، مشيرين إلى أنها ركناً أساسياً في المجتمعات وسبباً رئيسياً في استقرارها وازدهارها ، متناولين في ذلك ما شرعه الله من الحقوق والواجبات بين الزوجين للحفاظ على هذه الأسرة و استقرار الحياة الزوجية .
وحذر خطباء الجوامع في خطبهم من خطورة التساهل في الطلاق وما يترتب عليه من أضرار و أثاراً سلبية على الفرد والمجتمع ، مستعرضين في الوقت نفسه الآثار الإيجابية لأثر الألفة والاستقرار بين الزوجين على الأبناء والمجتمع بشكل عام .
كما أشار الخطباء إلى أهمية حسن العشرة و بذل المعروف بين الزوجين وذلك من خلال التأكيد على وجوب قيام كلٍ من الزوجين بما أوجب الله عليهم من الحقوق الزوجية، مستدلين في بما ورد في ذلك من الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة .
وأكد خطباء الجوامع على أهمية التغاضي عن الزلات والهفوات بين الزوجين، وضرورة تعزيز جانب المودة والرحمة، وذلك عملاً بقول الله تبارك وتعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) .
كما حذّر الخطباء من تساهل الأزواج بالطلاق وتسرعهم فيه، وكذلك الزوجات من طلبه، وأن لايكون اللجوء إليه إلا في أضيق الأحوال، وأن يسعى الأزواج إلى حل ما قد يقع بينهم من الخلاف بالتفاهم بينهم وتغليب جانب العقل والحكمة عملاً بالتوجيه الإلهي : (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) .
كما نبه الخطباء على ضرورة أن يلتزم من عزم على الطلاق بالأحكام والآداب الشرعية الواردة في الكتاب والسنة، وأن يحذر الوالدان بعد طلاقهما من الإضرار بأبنائهم .
الجدير بالذكر أن تخصيص خطبة الجمعة للحديث عن هذا الموضوع الهام يأتي في إطار الجهود التوعوية المتواصلة التي تقوم بها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بتوجيه ومتابعة من معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ لتسخير المنابر الدعوية والتي من ضمنها خطب الجمعة في توعية الناس بكل ما ينفعهم بأمور دينهم ودنياهم وللمساهمة في نشر الوعي المجتمعي في جميع المجالات.