أختُتمت مسابقة خادم الحرمين الشّريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله ورعاه – مساء اليوم المبارك يوم الجمعة 15 ربيع الثّاني 14464 للهجرة الموافق ل 18 اكتوبر 2024 م، وذلك بقصر المؤتمرات بالعاصمة نواكشوط، إثر كلمة مسجّلة استمع إليها الجميع ألقاها وزير الشّؤون الإسلامية والدّعوة والإرشاد بالمملكة العربية السّعودية الدّكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ.
وفي مشهد بهيج زيّنته شواهد على عظمة القرآن العظيم والسّنة النّبوية، اغتصّت القاعة الكبيرة ب136 متسابقا من 16 دولة في غرب إفريقيا، يحيط بهم حشود كبيرة من المهتمين بالقرآن المبين والسّنة النّبوية المطهرة، ترصّدوا هذه المناسبة الغالية على كل الموريتانيين وقدِموا من كل حدب وصوب ليشهدوا مختلف محطاتها، ولقد كانت أغلبيّتهم من خرّيجي الجامعات المتنقلة على ظهور العيس المعروفة عند الشّناقطة ب”المحاظر”، ويتقدم تلك الحشود مشايخ هم سدنة العلم والمعرفة في هذه الرّبوع من البرزخ القصي من الوطن العربي الكبير، إما مشايخ كتاتيب قرآنية أوأئمة مساجد أودكاترة وأساتذة معتمدين في الجامعات والمعاهد الإسلامية والقرآنية المنتشرة في موريتانيا.
كان الجو حقيقة جوّا قرآنيا بحتا يشاهد على أوجه المتسابقين وغيرهم، فأحيانا تسمع القرآن غضّا من أحد المتسابقين يشنّف به آذان الجمهور بمقرإ ورش أو قالون عن نافع، وأحيانا تشنف آذانهم السّنة النّبويّة العطرة، وهي التي يفوح عبيرها والحق يقال من أفواه المتسابقين فلا تسمع إلا همسا من هنا أو هناك، فيخترق مسمعك بلطف ما هو معتمد في صحيح البخاري أو صحيح مسلم أو سنن التّرمذي أو أبي داوود أو النّسائي أو ابن ماجه ..إلخ.
في هذا الجو المليء بالكتاب والسّنة، تواجد على المنصة الأمامية الوفد الرسمي الذي يشرف على اختتام المسابقة برئاسة سفير خادم الحرمين الشّريفين الدّكتور عبد العزيز بن عبد الله الرّقابي مرفوقا بوكيل وزارة الشّؤون الإسلامية والدّعوة والإرشاد بالمملكة العربية السّعودية الشيخ سليمان بن فهد الخميس والأمين العام لوزارة الشّؤون الإسلامية والتعليم الأصلي بالجمهورية الإسلامية الموريتانية الدّكتور بيت الله ولد أحمد لسود ولفيف من المسؤولين من كلا الجانبين.
بدأ الحفل بتلاوة آيات من الذّكر الحكيم استمع إليها الجمع الغفير كأن على رأسه الطّير، وبعد الكلمة التي ألقاها سفير خادم الحرمين الشريفين بنواكشوط بدأ توزيع الجوائز على المتسابقين وأشرف مدير التوجيه الإسلامي بالجمهورية الإسلامية الموريتانية الدّكتور محمد الامين ولد الشيخ أحمد على تتابعهم لأخذ جوائزهم أولا بأول بكل توؤدة واطمئنان مما أعطى للمتسابقين جوّا مريحا مليئا بالغبطة والسّرور.
وقد سلّمت الجوائز لأصحابها وفق تقرير لجان التحكيم(مرفق الجدول)، وأعرب الجميع عن بالغ الشّكر والتقدير لخادم الحرمين الشّريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله ورعاه – ولولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء.