” بداخلي حلمٌ بريء لم تُلوثه الأحقاد ولم يخالطه أبداً اليأس ولن أسمح له أن يصبح حُطام ” .
نخلق جميعاً من تراب طاهر لا يلوثه آثام، ومع تقادم العمر يطوع المرء نفسه لتصبح أمارة بالسوء ثم يتدرج في الانصياع إلى ميوله الطماعة فيم لا يمتلكه ؛ حتى يتحول صاحبه إلى حاسد يدعي الغبطة؛ وهو بالأساس قد تمكن منه تمني زوال النعمة عن صاحبها وردها اليه جزماً منه انه الأحق بها .!
تلك الصفات الذميمة التي قد تعيق طموحاتنا وتعرقل مسيرتنا نحو ما نراه بداخلنا واقعاً ؛ يجب أن نمقتها ونحاربها في ذواتنا قبل غيرنا ، والحسدُ والغِلْ صفات لا يحصد صاحبها إلا هشيماً لا يسمنه ولا يغنيه من جوع .
لن يخلو أيٌ منا من السوء والنقص ، نسقط أحيانا ونتعثر في أهوائنا ولكن ينبغي ان يهزم كل شخص ما بداخله من سوءِ نوايا، فلن يأخذ أيٌ منا مالم يكن مكتوبٌ له قدراً محتوما.
وقد قيل : ” كلما قرأت كلمة الجهاد في القرآن فلا يذهب بالك فقط لجهاد الحرب فجهاد النفس اكبر وأعظم وهو داخل في معنى آيات الجهاد في سبيل الله فجهاد النفس جهاد في سبيل الله وإياك العناد فإنه مُهلك” .
جاهدوا من أجل أحلامكم الطاهرة بداخلكم، كرموها بالوصول وترك ما لا يعنيكم، باركوا نجاحات من حولكم ومسموحٌ لكم أن تغبطوهم قليلا فقط ، إياكم والاستسلام لصوتٍ آثم يدعوكم للحسد وكره ما لديهم؛ فذلك والله مقبرة أحلامكم والعمى الدائم الذي لن تتعافون منه، لن ترون أي نعمة لديكم ستعتادون الشعور بالشر تجاه غيركم وذلك يصبح عادة وهي غلابّة دائما ، وأي حياة سوف تحققونها على حد علمكم ؟.