نفذت جمعية الشوامخ الرياضية بمكة المكرمة بالتعاون مع الدكتور نزار باهبري المتخصص في مجال الأمراض الباطنية والأمراض المعدية. والناشط الصحي والمجتمعي في وسائل التواصل الاجتماعية محاضرة عبر برنامج “زوم” بعنوان “الرياضة ضرورة وليست ترفًا”، وقد تولى إدارة المحاضرة المغامر والرحّال الدكتور رامي باشا، والتي أقيمت مساء اليوم السبت 23 ربيع الآخر 1446 الموافق 26 اكتوبر 2024 في تمام الساعة السادسة والربع بعد صلاة المغرب.
حيث بدأت المحاضرة بترحيب الدكتور باشا بالدكتور باهبري، وايضاً شكره لجمعية الشوامخ الرياضية على تنظيم هذه المحاضرة الهادفة ضمن مبادراتها المجتمعية. ثم توجه الدكتور باشا بسؤال إلى الدكتور باهبري حول تعريف الرياضة.
وكان رد الدكتور باهبري أن هذا السؤال بقوله، لو طرح علي هذا السؤال قبل أربع سنوات، لكانت إجابتي مختلفة وغير موثوقة، حيث كان وزني آنذاك (149) كجم، وكنت يعاني من أمراض العصر كالسكري والضغط ومشاكل في النوم وغيرها من سلبيات السمنة.
واسترسل حديثه، موضحًا أنه في تلك الفترة، التي استمرت (9) سنوات، عانا كثيراً من زيادة الوزن ولم يكن يغير نظامه الغذائي، مكتفيًا بتناول الأدوية الموصوفة من الأطباء. ونتيجة لذلك، أصبح يستخدم ثلاثة أنواع من أدوية السكري حيث ان التراكمي 13، ثم أصيب بارتفاع في ضغط الدم، مما أدى إلى تناوله أربع حبات يوميًا. لاحقًا، فقد تسببت السمنة لي مشاكل بالتنفس، ما اضطره لاستخدام جهاز للتنفس أثناء النوم. وفي مرحلة حرجة، كان لابد من إنقاص وزنه، لكن التكميم لم يكن خيارًا مناسبًا لأنه كان يشكل خطرًا على حياته بسبب حالته الصحية الحرجة، حتى أنه تم تنويمه في العناية المركزة لمدة “28” يومًا، وأصبح غير قادر على القيام بأموره الشخصية، حيث كانت الممرضات يقمن بمساعدته في احتياجاته الأساسية. مرّ الدكتور باهبري بتجربة صحية مؤلمة لا يتمناها لأحد.
وتابع حديثه قائلاً إنه بدأ بتنظيم نظامه الغذائي وممارسة الرياضة بانتظام، بهدف ألا يصبح عبئًا على الآخرين. والآن، وهو في سن “53” عامًا، فقد (66) كجم من وزنه، ويعمل حاليًا على زيادة الكتلة العضلية من 30% إلى (66)%.
وفي ختام المحاضرة، أوصى الدكتور باهبري بممارسة الرياضة ثلاث مرات أسبوعيًا على الأقل، لما لها من فوائد كبيرة، وأشار إلى بعض الفوائد المثبتة علميًا، وخاصة الرياضة الصباحية:
ترفع مستوى هرمون “الإندورفين”، مما يساعد على تخفيف آلام الجسم والمفاصل والعضلات.
ممارسة الرياضة يوميًا لمدة “20” دقيقة تقلل التوتر بنسبة 50%.
تزيد التركيز بنسبة 30%.
تقلل من أعراض القولون العصبي بنسبة 70%.
تقلل دهون الكبد بنسبة 50% مقابل فقدان 10% من الوزن.
تحسن جودة النوم.
ترفع مستوى هرمون السعادة.
تحسن حالات الأمراض المزمنة، وقد تختفي تمامًا.
وأوضح الدكتور باهبري أن كل ممارس للرياضة يواجه ثلاثة تحديات أساسية:
الاعتقاد بأنه ليس لديه وقت لممارسة الرياضة.
ممارسة الرياضة بمفرده إذا كان من أصحاب الكسل، والأفضل أن يبحث عن محفزين أو يمارسها ضمن مجموعات رياضية.
البدء بطريقة خاطئة تؤدي إلى عدم الاستفادة من التمارين وتسبب الخمول والاكتئاب.
كما قدم الدكتور باهبري ثلاث نصائح تجعل من الفرد ممارسًا ناجحًا للرياضة:
التحدي الأول: إعداد جدول دقيق لممارسة التمارين بأنواعها ومواعيدها.
التحدي الثاني: الالتزام بالجدول، ومعرفة كيفية التعامل في حال حدوث انتكاسة.
التحدي الثالث: التسامح مع الذات في حال عدم الالتزام الكامل بالجدول، مع التأكيد على أن تحقيق 25 يومًا من النشاط الشهري هو إنجاز شخصي.
وفي ختام المحاضرة، تم طرح بعض الأسئلة على الدكتور باهبري، وكانت إجاباته على النحو التالي:
من الضروري متابعة التمارين مع مدرب للحصول على أفضل النتائج، سواء من خلال الاشتراك في نادٍ أو عبر الإنترنت.
لا تُضر التمارين من خضع لعملية قسطرة القلب أو تركيب دعامات، لكن يجب اختيار الأنسب مع مدرب مختص.
من يعاني من خشونة في الركبة يمكنه استخدام الدراجة الثابتة، ويبدأ بتمارين خفيفة ثم يزيدها تدريجيًا.
من يعاني من مشاكل في العمود الفقري عليه مراجعة الطبيب لتحديد التمارين المناسبة له.
توزيع الجهد الرياضي على أيام الأسبوع أمر ضروري.
تغيير المكان والانضمام إلى تمارين جماعية يعد محفزًا لممارسة الرياضة.
من المهم تخفيف النشويات بشكل كبير، وليس فقط السكريات، للمساعدة في فقدان الوزن.
ممارسة الرياضة يوميًا لمدة “20” دقيقة على الأقل، والأفضل “50” دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع.
المشي جيد، لكن من الضروري ممارسة تمارين المقاومة التي ترفع معدل ضربات القلب إلى “120” نبضة في الدقيقة.
من يعاني من فيروس في الكبد يمكنه ممارسة الرياضة دون مشاكل.
شرب القهوة قبل التمارين غير مستحب لأنها تزيد من ضربات القلب، والأفضل تناولها بعد فترة من التمرين.
عملية التكميم تساعد في فقدان الوزن بسرعة، كما أن الحقن الخاصة بإنقاص الوزن فعالة لكنها تحتاج إلى صبر.
وفي ختام المحاضرة، شكر الدكتور باشا الدكتور نزار باهبري على تقديمه المتميز وتجربته المؤلمة التي أضافت الكثير من الفوائد للمشاهدين ولمن يبحث عن حلول للتعامل مع السمنة وزيادة الوزن المرضي. كما شكر جمعية الشوامخ الرياضية على جهودها في تقديم مثل هذه المبادرات الصحية المجتمعية، ووعد بتقديم المزيد من المحاضرات والمبادرات الرياضية في المستقبل لخدمة المجتمع المكي.