تحت شعار “السقوط للأعلى” أطلق مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) اليوم فعاليات مؤتمر تنوين الإبداعي بنسخته السابعة، والمنعقد خلال الفترة من31 أكتوبر وحتى 6 نوفمبر بحضور نخبة من المتحدثين الخبراء والمصممين من مختلف دول العالم.
وعلى مدار 4 أيام يناقش المؤتمر عدة محاور ضمن جلسات ثقافية تقام في المسرح يقدمها أكثر من 20 متحدثًا مسلطين الضوء على التصميم والإبداع باعتباره حدث المركز الأكثر تأثيرًا، موفرًا فرص للتواصل مع المصممين والمبدعين في مجال تخصصهم للاستفادة من خبراتهم، وذلك من خلال برنامج “بصحبة خبير” الذي يمكنهم من قضاء يومين برفقة زملاء يشاركونهم الاهتمام والتواصل مع الخبير بشكل مباشر وبقالب غير اعتيادي بعيدًا عن المنصات التدريبية التقليدية، ويسعى البرنامج لخلق فرص تعاونية تمتد على الصعيد الشخصي والمهني.
وخلال جلسة حوارية جاءت خلال الحفل الافتتاحي لمؤتمر تنوين تناقش التصميم والإبداع في رحلة الحج والتي شارك فيها الدكتور عبدالله القاضي المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة عبدالله القاضي للاستشارات التراثية والتاريخية والأستاذ هاني دهان نائب الرئيس التنفيذي لتجربة أداء النسك في برنامج خدمة ضيوف الرحمن والدكتور عمار بن عبدالله عطار مستشار تجربة ضيوف الرحمن بالهيئة العامة للعناية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي.
وأوضح القاضي بأن رحلة الحج عبارة عن لوحات من التصميم الإبداعي بتفاصيلها الدقيقة حيث أن رحلة الحج صممت بشكل احترافي وإبداعي، معرجًا على أن المواقيت مثال حي على كيفية رسم طرق ممهدة وسلسة تربط العالم بأطهر البقاع، مضيفًا أن طرق ودروب الحج حول العالم بالرغم من تناغمها مع الطبيعة إلا أنها لم تستثمر بالشكل الأمثل كما استثمرتها المملكة لتصبح اليوم طرق الحج طرقا عالمية ذات طابع إبداعي في التصميم.
من جانبه تحدث الأستاذ هاني الدهان نائب الرئيس التنفيذي لتجربة أداء النسك في برنامج خدمة ضيوف الرحمن، عن أحد أهم أهداف رؤية المملكة 2030 والذي يشكل تحديًا كبيرًا للمملكة وهو زيادة أعداد الحجاج في كل موسم مع التطوير والتحسين المستمر لتجربة الحاج، موضحًا أن ذلك يتطلب جهدًا كبيرًا وعملًا إبداعيًا في تصميم استراتيجية تسمح بتجربة استثنائية للحجاج فمنذ وصول الحجاج لمطارات المملكة يتوجه الحاج إلى وسائل النقل مباشرة دون إجراءات معقدة فيما تصل أمتعته إلى مقر سكنه بكل سهولة واحترافية.
وأضاف الدهان أن الإبداع في تقديم الخدمات قد طالت النسك حيث اهتمت المملكة بأدق التفاصيل كتوفير كتيبات للأدعية الخاصة بالحج، وتوفير دليل يساعد الحجاج في معرفة المواقع التاريخية والأثرية والمعلومات عنها، ساعين من خلال ذلك بأن يكون الحاج سفيرا للمملكة بعد عودته لبلاده.
كما أكد الدهان أن المملكة لا تعرف المستحيل، فمن خلال مشعر منى الذي تبلغ طاقته الاستيعابية مليون حاج فقط؛ استطاعت المملكة من خلال تصميم حركة ممهدة وسلسلة واستراتيجية إبداعية بأن تضاعف أرقامها باستقبال مليوني حاج في مشعر منى.
وأشار الدكتور عمار بن عبدالله عطار، أن أرقام وإحصائيات مواسم الحج ترتفع عامًا بعد عام بفضل الخطط الموضوعة التي تتسم بالكفاءة والجودة والتي لم تغب عنها اللمسة الإبداعية، مؤكدًا بأن الفرص التطويرية ما زالت سانحة في ظل التعاون المشترك بين قطاعات الدولة و القطاع الخاص الذي ساهم بشكل كبير في ابتكار حلول إبداعية ساهمت بخلق تجربة نوعية للحاج.
وذكر الدكتور عمار بأن تحدي إثراء رحلة ضيوف الرحمن” 2024“ يحاول أن ينقل الاحساس بتحديات الحج للمشاركين حتى يستطيعوا عيش التجربة والاحساس بتفاصيلها من خلال تبسيط رحلة الحج و شرح العوامل المؤثرة كالبعد التنظيمي والشرعي والخصائص المكانية والأبعاد الزمانية، وكذلك محورية الطيف كما تم توفير مجموعة من الخبراء والمتخصصين في كل مجال حيث تم إعداد برنامج نقاشي متكامل نهدف من خلاله الوصول الكامل لفهم التحدي مما سيساهم في تصميم حلول إبداعية تجمع بين قلة التكلفة ومراعية لكافة الظروف مشكلة قيمةمضافة للحج والحجاج.
ويأتي تحدي “إثراء رحلة ضيوف الرحمن” بهدف تعزيز الابتكار في تيسير وإثراء تجربة الحج، عبر ثلاث مسارات أساسية وهي: “التواصل“ لتعزيز وتطوير خدمات التوجيه والإرشاد، و “إدارة المخلفات“ لإعادة تصور إدارة النفايات خلال موسم الحج، و“ الصحة“ لابتكار طرق جديدة في تخفيف أثر المجهود البدني للحجاج.
من جهة أخرى اشتمل مؤتمر تنوين لعام 2024 على 5 معارض ملهمة تستعرض أعمال خريجي كليات العمارة والتصميم من أرجاء العالم، وحصيلة مشاريع وتعاونات مختبر الأفكار لمدة عام كامل، بالإضافة إلى المشاريع الفائزة في كافةتحديات تنوين، ومعرض الإقامة الخاص بـ “الحلول الإبداعية”، ومعرض يضم مجموعة مختارة من أعمال مصممين وفنانين محترفين يسلطون الضوء من خلال أعمالهم على دور التصميم والإبداع استلهامًا من شعار المؤتمر لهذا العام “السقوط للأعلى”.
وصممت ورش عمل “تنوين” البالغ عددها 8 ورش، بشكل تفاعلي لتطوير المهارات المهنية والتقنية سعيًا لتحفيز الإبداع الكامن لدى المصممين، وتمكينهم من اسكتشاف جوانب جديدة في عالم التصميم وتنمية نمط تفكيرهم الإبداعي.
وكما ينضم “إثراء” بالتعاون مع برنامج خدمة ضيوف الرحمن تحدي تنوين الكبير بعنوان “إثراء رحلة ضيوف الرحمن“، والذي يشارك فيه 60 مصممًا من حول العالم اجتازوا الكثير من المراحل للوصول للمراحل الأخيرة، حتى الإعلان عن أسماء الفائزين يوم السبت القادم، ويعد التحدي فرصة للمبتكرين والمبدعين للبحث عن حلول إبداعية وعملية ضمن أطر زمنية قصيرة وموارد محدودة.
عن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء”
يُعدّ مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، وجهة ثقافية وإبداعية متعددة الأبعاد، ومساحة مُلهمة لاكتشاف الذات، والتحفيز على الابتكار والإبداع كما يسعى المركز إلى دعم اقتصاد المعرفة في المملكة العربية السعودية والإسهام في تطوير كافة الأصعدة الثقافية والمعرفية من خلال الانفتاح على مختلف ثقافات العالم، وذلك من خلال توفير ورش العمل التفاعلية والعروض والأنشطة المصمّمة خصيصًا لإثراء المجتمع بمختلف الفئات العمرية، وقد تم افتتاح المركز للزوّار منذ عام 2018م في مدينة الظهران شرق المملكة العربية السعودية؛ ليصبح منصّةً للإبداع، تُجمع فيها المواهب للتعلّم ومشاركة الأفكار، ويشمل المركز مختبر الأفكار، والمكتبة، والمسرح، والمتحف، والسينما، والقاعة الكبرى، ومعرض الطاقة، ومتحف الطفل، وبرج إثراء.