في حوار حصري، نستضيف الدكتور محمد الأمين بن شيخنا الشيخ أحمد، مدير التوجيه الإسلامي بوزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي، للحديث عن نجاح مسابقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية في موريتانيا. والدكتور تناول في حديثه أهمية هذه المسابقة من الناحية الدينية والثقافية، والدور الذي تقوم به في نشر القيم الإسلامية وتعزيز الروابط بين دول غرب إفريقيا والمملكة العربية السعودية. كما يسلط الضوء على مهام إدارته وخططها المستقبلية لنشر تعاليم الإسلام، ودورها الفاعل خصوصا خلال شهر رمضان اليكم تفاصيل الجزء الأول من حواره :
- نتعرف عليك أولا ؟
أنا الدّكتور محمد الأمين بن شيخنا الشّيخ أحمد مدير التّوجيه الإسلامي بوزارة الشّؤون الإسلاميّة والتّعليم الأصلي، المنسّق العام لمسابقة خادم الحرمين الشّريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لحفظ القرآن الكريم والسّنة النّبوية المنظّمة لصالح دول غرب إفريقيا
- نبارك لكم نجاح مسابقة خادم الحرمين الشّريفين في القرآن والسّنة المطهرة على الأرض الموريتانيّة أرض العلم والمعرفة، كيف ترون ذلك؟
نحمد الله جل جلاله على نجاح هذه المسابقة الفريدة من نوعها والأولى التي تنظّم بالتّعاون بين وزارة الشّؤون الإسلامية والتعليم الأصلي في موريتانيا ووزارة الشّؤون الإسلامية والدّعوة والإرشاد في المملكة العربية السّعودية الشّقيقة. وهذه المسابقة مهمّة لعدّة اعتبارات أولا لأنها مسابقة باسم جلالة الملك خادم الحرمين الشّريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سُعود الذي أراد أن يجعل من هذه المسابقة منهجا مباركا لنشر وسطيّة الإسلام واعتداله، ولربط شباب دول غرب إفريقيا بكتاب الله جلّ جلاله وبسنّة نبيّه عليه الصّلاة والسّلام. فكانت هذه المسابقة مسابقةً رائدة وهي تجسيد عملي لنهج قائدي البلدين الشّقيقين فخامة رئيس الجمهوريّة السّيد محمد ولد الشّيخ الغزواني وجلالة الملك خادم الحرمين الشّريفين سلمان بن عبد العزيز، فمنهجهما منهج مبارك في نشر الإسلام في ربوع العالم الإسلامي عامّة وخاصّة دول غرب إفريقيا ووفق نهج وسطيّة واعتدال شريعتنا الإسلاميّة الغرّاء، فالمسابقة إذن جاءت لتحقيق هذا الهدف وترسيخ هذا النّهج المبارك بين قائدي البلدين الشّقيقين. أمّا كون موريتانيا تستضيف هذه المسابقة، فذلك له أكثر من دلالة منها أولا ما عُرف به علماء شنقيط من نشر لوسطيّة هذا الدّين الحنيف ونشره في العالم الإسلامي أجمع وخاصّة في القارّة السّمراء، فكما تعلمون نحن عُلماؤنا هم من نشر الإسلام في ربوع إفريقيا، فقد كانوا فعلا تجّارا لكنهم كانوا مُوازاة لذلك ينشرون الإسلام ويبثّون العلم النّافع، فلا تكاد تجد سندا إفريقيّا إلاّ ويمرّ بعالم شنقيطي، فبطبيعة الحال في السّنوات الأخيرة هناك أسانيد مشرقيّة لكن في السّابق كان السّند الموريتاني هو السّائد أساسا في إفريقيا. ونظرا إلى ما عُرف به علماء شنقيط من علم نافع فقد كانت لهم اليد الطّولي في نشر العلم النّافع والثّقافة الإسلامية عموما في ربوع العالم أجمعه. إن اختيّار موريتانيا لتنظيم هذه المسابقة المباركة لم يكن وليد الصّدفة وإنما جاء اعتبارًا لما يحظى به الشعب الموريتاني من مكانة خاصّة ومحبّة راسخة عند الشّعب السّعودي الشّقيق، فملوك المملكة العربيّة السّعودية آل سعود على مرّ تاريخهم المبارك خدموا العلم والمعرفة وأقاموا علاقات قويّة مع علماء شنقيط الذين جاؤوا إلى بلاد الحجاز خصوصا وإلى المملكة العربيّة السّعوديّة بشكل عام، فقد أكرموا وفادتهم وأحسنوا إليهم وأعطوهم المكانة اللّائقة بهم.
مهام إدارة التوجيه
- ما هي أهم مهامكم في إدارة التّوجيه الإسلامي، وما هي خططكم المستقبلية؟
بالنّسبة لمهام إدارة التّوجيه الإسلامي فهي بطبيعة الحال متنوعة ومتعدّدة، فهي إحدى الإدارات المركزيّة بوزارة الشّؤون الإسلاميّة والتّعليم الأصلي، تسعى دوما إلى نشر رسالة الوزارة المتعلّقة بتعاليم ديننا الحنيف الإسلامي الحنيف والتّمسك بشريعتنا الغرّاء وفق منهج الوسطيّة والاعتدال، وتتنوّع مجالاتها فمنها ما يتعلّق بالإشراف على المسابقات الوطنيّة والدّوليّة، ومنها ما يتعلّق بإيفاد البعثات الرّمضانيّة في الدّاخل والخارج، أو ما يتعلّق بإحياء شهر رمضان المبارك في وسائل الإعلام المحليّة بما يُفيد الصّائمين في دنياهم وآخرتهم، كما تقوم الإدارة كذلك بتنظيم النّدوات والملتقيات العلميّة والثّقافية والفكريّة، أضف إلى ذلك مجالات متنوعة تتدخّل فيها وتشرف عليها من خلال أنشطة متعددة تتمحور أساسا حول التّوجيه الإسلامي للمجتمع والتنويه بالتّمسك بالكتاب والسّنة المطهّرة ونبذ المسلكيات الضّارة للمجتمع والشّعوذة والتّطرف والشّذوذ بمختلف أنواعه والانحراف. كما أننا نسعى – بإذن الله – إلى تحقيق العديد من الأهداف في المستقبل، منها ما يتعلّق بخدمة كتاب الله جلّ جلاله نشرا وحفظا وأداء وتجويدا، بالإضافة إلى السّعي إلى تحقيق الكثير من الأهداف المتعلّقة بنشر هذا الدّين الحنيف وإظهار وسطيّته واعتداله وربط شبابنا بتعاليم الشّريعة الإسلاميّة الغرّاء، وقد اخترنا أن يكون ذلك عن طريق توعيّة متواصلة عن طريق النّدوات والمسابقات والملتقيات والدّورات التّكوينيّة. كما نسعى دائما إلى أن نجعل من شهر رمضان المعظّم مدرسة إيمانيّة رائدة من خلالها يأخذ أبناء الأمّة الإسلاميّة المنهج السّويّ المستنبط من كتاب الله ومن سنّة نبيّه عليه الصّلاة والسّلام.
- تعتبر إدارة التوجيه الإسلامي من أهم الإدارات بوزارة الشّؤون الإسلامية والتّعليم الأصلي، ما هي أهم البرامج التي تقومون بها في المناسبات الدّينيّة وخاصّة في شهر رمضان محليّا وإقليميّا وعربيّا؟
بطبيعة الحال شهر رمضان فرصة مباركة لنشر قيم ديننا الإسلامي الحنيف ولتعليم الناس وتفقّههم في أمور دينهم، لذلك تقوم إدارة التوجيه الإسلامي بالإشراف على ما يُعرف بالإحياء الرّمضاني.
وهناك أنشطة كثيرة نقوم بها في رمضان من بينها البعثات الرّمضانية التي يتم إيفادها إلى دول الخارج لنشر العلم والمعرفة في إفريقيا وفي أوروبا، وقد كان لهذه البعثات الدّور الكبير في التّعريف بعلماء شنقيط وبدورهم المبارك في نشر العلم والمعرفة. وهناك كذلك المسابقات الرّمضانية في مختلف العلوم الإسلامية كاللّغة والفقه والقرآن والحديث والسّيرة النّبويّة، وهناك أيضا المحاضرات على مستوى التّلفزة والإذاعة، وحتّى في جريدة الشّعب توجد مقالات إسلاميّة في غاية الأهمية، أي أن إحياء رمضان متنوع المجالات ولله الحمد، هناك كذلك النّدوات التي تعقد أحيانا في الدّاخل. وعلى العموم كل هذا يأتي إحياء لشهر رمضان المبارك وسيرا على نهج السّلف الصّالح في نشر العلم والمعرفة.
تعاون وزاري
- ما هو تقييمكم للتّعاون والتّنسيق الذي تمّ بين الوزارتين المشرفتين على المسابقة في بلدينا الشّقيقين؟
بالنسبة للتّعاون والتّنسيق الذي تمّ بين الوزارتين فيما يتعلّق بتنظيم مسابقة خادم الحرمين الشّريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لحفظ القرآن الكريم والسّيرة النبوية لدول غرب إفريقيا، كان تعاونا وديّا وتنسيقا مباركا وفق خطّة تمّ الاتفاق عليها بين الطّرفين وبرعاية معالي وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي السّيد سيدي يحي شيخنا لمرابط والأمين العام للوزارة الدّكتور بيت الله أحمد لسود الذي تابع المسابقة بمختلف مراحلها. فكان في الحقيقة تعاونا بنّاء حيث شُكلت لجان من أجل السّهر على سير المسابقة على أحسن وجه، فهناك لجنة تُعنى باستقبال الضّيوف في المطار وهناك لجنة لمتابعة القرّاء والضّيوف على مستوى الفنادق وهناك كذلك لجنة تتعاون على مستوى إجراء المسابقة في قصر المؤتمرات وهناك لجنة إعلاميّة وهناك لجنة تنظيميّة، أي أن اللجان المختلفة كانت تعمل بانسجام وهي مشكّلة بطبيعة الحال من وزارة الشّؤون الإسلامية ومن سفارة المملكة العربيّة السّعودية بنواكشوط وكذلك من المتعهّد الذي هو الآخر كان له دور في كل هذه اللجان، إذن كان التّعاون تعاونا بنّاء منذ عدّة أشهر حتّى آتت هذه المسابقة أكلها وجاءت على أكمل وجه.
دور سفير خادم الحرمين الشريفين
- ما هو تقييمكم للدّور الذي قام به سفير خادم الحرمين الشّريفين بنواكشوط سعادة الدّكتور عبد العزيز بن عبد الله الرّقابي، لإنجاح المسابقة؟
بالنّسبة لصاحب السّعادة سفير خادم الحرمين الشّريفين للمملكة العربيّة السّعوديّة بنواكشوط الدّكتور عبد العزيز بن عبد الله الرّقابي بارك الله فيه، فقد كان دوره دورا بنّاء، حيث كان يتابع باهتمام هذه المسابقة ويحرص على نجاحها هو ومعالي وزير الشّؤون الاسلاميّة والتّعليم الأصلي السّيد سيدي يحي الشّيخ المرابط، فكانت هناك متابعة دائمة لمختلف هذه المراحل، حيث عُقدت اجتماعات بينهما من أجل متابعة العمل وإتقانه في المسابقة، فكان لسعادة السّفير الدّور الكبير ـ جزاه الله كل خير ـ في نجاحها، ومن الجميل وحسن الطّالع أن هذه المسابقة جاءت في بداية عهده كسفير لخادم الحرمين الشّريفين في بلادنا، فهذا خير ما يفتتح به عمله في بلادنا بارك الله فيه وجزاه الله كل خير على جهوده التي يقوم بها خدمة للإسلام والمسلمين.
ـــــــــــــــــــــــــ
*مدير مكتب الصحيفة بنواكشوط