وجّه مدير التوجيه بوزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي في موريتانيا، الدكتور أحمد محمد الأمين بن شيخنا الشيخ أحمد، ثلاث رسائل مهمة. الرسائل كانت موجهة إلى: الشعب الموريتاني في الجمهورية الإسلامية الموريتانية ، وإلى حكومة المملكة العربية السعودية، ممثلة بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ، وكافة الوزارات في الجمهورية الإسلامية الموريتانية.
جاءت هذه الرسائل في سياق الجزء الثاني من حواره مع صحيفة شاهد الآن الإلكترونية. وخلال حديثه، تناول (الدكتور أحمد) العديد من الجوانب المتعلقة بمسابقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية، والتي تُنظَّم لصالح دول غرب إفريقيا ، اليكم تفاصيله :
نتائج المسابقة
- دعني أعود إلى مسابقة خادم الحرمين الشّريفين في القرآن والسّنة المطهرة وأسألكم عن النّتائج التي حققتموها على أرض الواقع من إقامة هذه المسابقة المهمّة؟
أما النّتائج التي تحققت من إقامة هذه المسابقة في بلادنا، فهي نتائج كثيرة بصراحة ومهمة، أوّلها إبراز مكانة الجمهورية الإسلامية الموريتانية بلاد شنقيط بلاد العلم والمعرفة، حيث أصبحت موريتانيا قبلة لدول غرب إفريقيا، يتنافس فيها المشاركون في حفظ كتاب الله جلّ جلاله وفي حفظ سنّة نبيه عليه الصّلاة والسّلام. كما أن هذه المسابقة أظهرت مكانة وقوّة حفظ طلاب العلم الشّرعي في بلادنا، فكما تعلم أو كما تابعت، معظم الجوائز حصدها المشاركون من بلادنا، وهذا شيء بصراحة – ولله الحمد – يدلّ بجلاء على ما يوليه فخامة رئيس الجمهورية السّيد محمد ولد الشيخ الغزواني للعلم والمعرفة وما يوليه بشكل خاص للقرآن الكريم وللحديث الشّريف، فهناك مسابقات أخرى في هذا الإطار تنظم دائما في بلادنا كمسابقة حفظ الفنون والمتون المحظريّة التي سبق أن شارك فيها بعض المتنافسين في هذه المسابقة، فهذا ولله الحمد يدل بجلاء على أن بلادنا حقّقت الكثير من الإنجازات في هذا الصّدد.
كذلك كان من النّتائج الهامة للمسابقة هذا التّلاقي والتّقارب بين المشاركين من مختلف بلاد دول غرب إفريقيا حيث التقى المشاركون بمختلف مشاربهم وتبادلوا المعارف وتنافسوا في حفظ كتاب الله جلّ جلاله وفي سنّة نبيه عليه الصّلاة والسّلام. كما كان للمسابقة أيضا جانب آخر مُشرق وهو إظهار مكانة المملكة العربية السّعوديّة والدور الذي تقوم به في خدمة الإسلام والمسلمين في العالم أجمع وفي إفريقيا بشكل خاص. إذن فهذه نتائج ظاهرة وبيّنة وجليّة للجميع، وقد تحققت ولله الحمد من خلال هذه المسابقة.
تطورات منتظرة
- هل تسعون إلى إدخال المزيد من التّطوير على المسابقة في الأعوام القادمة في حالة استمرارها؟
كما تعلم فعلا هذه المسابقة تظل دائما محتاجة لمزيد من التّطوير وإدخال التحسينات وإعادة النّظر إليها من حيث إدخال بعض الأمور التي تفيد الجميع، فهذه كانت أول تجربة، ولا بد أن يكون هناك نقص في بعض الجوانب، ولذلك سيكون هناك لقاء تقييمي لما حصل في هذه النّسخة من المسابقة ومحاولة تلافي ما وقع فيها من نقص مهما كانت طبيعته، ومع أن النّواقص كانت قليلة لكن مهما يكن فثمّة بعض الأمور التي نريد تحسينها أكثر مستقبلا، لذلك ستعقد جلسات تقييمية إن شاء الله تعالى وننظر في ذلك حتى يتم التّغلب عليه في النّسخ القادمة، فالمسابقة ستعقد سنويّا في بلادنا.
دعم الحكومة الموريتانية للمسابقة
- وكيف وجدتم دعم حكومة الجمهوريّة الإسلاميّة الموريتانيّة؟
طبعا حكومة الجمهورية الإسلامية الموريتانية قامت بالكثير من الدّعم لهذه المسابقة في مختلف المجالات، فمثلا كان هناك إعفاء من الضّرائب لكل الأمور المتعلقة بالمسابقة التي تم إدخالها عن طريق البر أو البحر مثل مختلف اللوازم والمعدّات، كما تم الإعفاء من تأشيرات الدّخول للوافدين من الدّول فضلا عن التّسهيلات الأمنية واللوجستيّة، كل ذلك تم تسهيله وتوفيره بالتّعاون طبعا حتى مع الجانب السّعودي. إذن هناك تسهيلات كثيرة ومتابعات حتى عرض الإعلانات والإشهار في الشّوارع كل ذلك قامت به الحكومة الموريتانية لأنها أولت للمسابقة كثيرا من الاهتمام لأن فخامة رئيس الجمهورية يهتم بها كثيرا وكذلك الوزير الأول المختار ولد أنجاي هو الآخر الذي كان يتابع المسابقة باهتمام كبير حتى آتت أكلها.
ثلاث رسائل مهمة
- لو طلبنا من معاليكم توجيه ثلاثة رسائل، الأولى إلى الشّعب في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، والثّانية إلى حكومة المملكة العربية السّعودية ممثّلة بوزارة الشّؤون الإسلامية والدّعوة والإرشاد الجهة المشرفة على المسابقة، والثّالثة إلى كافة وزارات الجمهورية الإسلامية الموريتانية، فما ذا تقولون لهم؟
بالنسبة للرّسائل فقد نوجّهها إلى كل من يهتم بالمسابقة، فعلينا أولا أن نحمد الله جلّ جلاله في الجمهورية الإسلامية الموريتانية على إقامة هذه المسابقة في بلادنا، ونشكر المملكة العربية السّعودية الشّقيقة ملكا ووليّ عهد وحكومة وشعبا على اختيار بلادنا، فهذا من فضل الله علينا بل إنها نعمة من نعم الله على بلدينا الشّقيقين مكّنتهما سويّا من الاهتمام الدّائم بالقرآن الكريم والسّنة النبويّة المطهّرة، وبطبيعة الحال المملكة العربية السّعودية كانت لها اليد الطّولى في هذا الشّأن، فقد عُرفت بعطائها المعرفي وبمحبتها للشعب الموريتاني اعتبارا لقوّة وعراقة وأصالة ما يربط البلدين من علاقات ضاربة في التّاريخ كما بيّنت سابقا، فلا غرابة إذن أن تنظّم هذه المسابقة في بلادنا، كما أن وزارة الشّؤون الإسلامية والدّعوة والإرشاد في المملكة العربية السّعودية هي الأخرى كان لها دور بارز وجلي ومبارك وواضح في التّعاون البنّاء مع وزارة الشّؤون الإسلاميّة والتعليم الأصلي في بلادنا، فقد كان هذا التعاون مطبوعا بالانسجام المبارك والمحبة والأخوة، كل ذلك كان سببا مباركا ومباشرا في نجاح هذه المسابقة في جميع مجالاتها ولله الحمد حتى آتت أكلها ومرّت على أكمل وجه.
وافر الشكر
- اقتربنا من النّهاية، وقبل الختام إذا كان لديكم إضافة فالمسافة الباقيّة متروكة لحضرتكم؟
شكرا أخي الأستاذ الفاضل باباه الحافظ على إتاحة هذه الفرصة، كما أشكر من خلالكم هذه الصّحيفة المباركة صحيفة ” شاهد الآن”، وجزاكم الله كل خير على ما تقومون به من خدمة لدينكم ولأمتكم والقيّام بكل ما ينفع الناس ويمكث في الأرض، فهذا منهج مبارك أشكركم عليه.
ففي الحقيقة – فقط – أجزم بأنه يتعيّن علينا جميعا أن نعلم أنه، بربط شبابنا بكتاب الله جلّ جلاله وبسنة نبيّنا عليه الصّلاة والسلام، نقوم بتحصينه ضدّ أي تيارات فكرية وافدة فتّاكة. فكتاب الله وسنّة نبيّه المطهّرة هما الأصلان لهذا الدّين الحنيف وهما المنهج الأول في التّشريع الإسلامي، فكانت هذه المسابقة تجسيدا عمليا لهذه الرّؤية وتجسيدا مباركا لكل ما نريد أو كل نصبو إليه وما تصبو إليه المملكة العربية السّعودية الشّقيقة والجمهورية الإسلامية الموريتانية معا من نشر قيّم الاعتدال والوسطيّة التي جاء بها ديننا الإسلامي الحنيف، ولا شك أن قائدي البلدين الشّقيقين فخامة رئيس الجمهورية السّيد محمد ولد الشّيخ الغزواني وجلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظهما الله ووليّ عهده الأمير محمد بن سلمان يسعون جميعا لكل ما يخدم الإسلام والمسلمين ويحرصون أكثر من غيرهم على نشر سماحة هذا الدّين الحنيف وإظهار وسطيّته واعتداله بين أبناء الأمّة الإسلاميّة في مشارق الأرض ومغاربها وفي ربوع إفريقيا بشكل خاص. وفي الختام أتقدّم بكامل الشّكر لكم جميعا وأتمنّى لكم التّوفيق والنّجاح ودامت العلاقات الأخويّة الصّادقة والمحبّة بين البلدين الشّقيقين.
ـــــــــــــــــــــــــ
*مدير مكتب الصحيفة بنواكشوط