“عزوف المواطن السعودي عن السياحة الداخلية” سنتحدث عن الموضوع مع أ – إسماعيل الغانم مدير العلاقات العامة
في تطبيق ريزورتانا resortana.com
مكتب ريزورتانا
الذي يعبر بوضوح عن الظاهرة المراد دراستها وتحليلها، وهي انخفاض اهتمام المواطنين السعوديين بالسياحة داخل المملكة العربية السعودية، رغم التطورات الكبيرة في هذا القطاع ولأن هذا العنوان يجذب الاهتمام لقضية تلامس المجتمع، ويعطي إطارًا واضحًا لدراسة وتحليل الأسباب والحلول المقترحة لتعزيز السياحة الداخلية.
في مقرّ هادئ واضاءة مناسبة وطاولة فوقها كوبين من القهوة السوداء مع علب ماء وتزين اللوحات الجدار وبعض قطع الأثاث الذي تعطي المكان الحياة، ذلك لتُمنح الراحة فالحديث والسلاسة في الإجابة على بعض التساؤلات، بدأت بالاستعداد لمقابلة ستكون مليئة بالمعلومات والفرص التي يجب علينا استغلالها سأبدأ بطرح سؤال سيخلق بعد ذلك جواً ممتع وعفواً حيث سيتحدث عمّا مرّ به في تجارب أكانت ممتازه أو سيئة
قبل البدء بالحوار كان هُناك بعض الحديث اللطيف الذي جرى بيننا بوّد فبدأت الحديث معه بالتساؤل وحيث اندمج بالحديث وبدأت بجذب ما يهتم فيه وكيف هي بدايته بطرح السؤال التالي:
الرحلة الأولى مُذهلة
بدأت ببعض الأسئلة الشخصية وبدأت بـ كيف كانت اول رحلة سياحية لك في المملكة وكيف كانت تجربتك للإطعمة هناك ومن كان رفيق الرحلة معك؟.
بدأ بالحديث، قال ان أول رحلة له كانت عن طريق البر إلى جنوب المملكة لمدينة أبها عاصمة منطقة عسير حيث كانت مسافة الطريق من الأحساء إلى أبها١٣٠٠ كليومتر ولكل ٤٠٠كيلومتر تقريباً طبيعة بيئية وتضاريس مختلفة حيث ابتدأت بـتلال الرمال الذهبية ثم المناطق الزراعية التي يختلف سعف نخيلها عن نخيل الاحساء ثم التضاريس الجبلية المخيفه نوعاً ما حيث ان بعض الطرق كانت توحي إلى قّرب سقوط بعض الصخورمن جبالها.
كنتُ برفقة من كان لهم في السفر متعة بشبابهم فهما والدي وعمي الذي يكبره سناً، كانت زيارتنا في فصل الربيع حيث كانت مزارع الفراولة مثمرة وعصيرها كان مشروبنا المفضل أما التين الشوكيّ فهي الفاكهة المميزة لها من بيئتيها المميزة نصيب في قساوة قشرتها، ومن أهل منطقتها حلاوة في الطعم وليناً في لُبها، كانت مطاعم الفطور تشتهر بالعريكة المليئة بالقيم الغذائية ومن الحنيذ غداءاً شهياً، واستمر بالحديث عن الأطعمة الشهيه والخدمة الممتازة هناك وكان مستمتعاً جداً.
ارتفاع تكاليف السفر والسكن
انتقل الحديث للمواضيع الأكثر جدية حيث سألته عن التحديات الأساسية التي تواجه قطاع السياحة الداخلي في جذب المواطنين السعوديين، لم يجب سريعاً انتظر للحظات ثم أومأ بيده لأخذ كوب القهوة الخاص فيه انتظرته حتى شرب منها وارجعها لمكانها ثم بدأ بالكلام قال:
إن قلة المعروض من المنتجات السياحية تحدٍّ كبير فزيادتها أمرٌ رائع لجذب المزيد من الزوار. ومن المهم أيضًا تدريب الكوادر المحلية على تقديم هذه المنتجات بأفضل صورة تُبرز جمالها وقيمتها. ولا ننسى أهمية تحسين البنية التحتية للطرقات لتسهيل وصول السياح إلى مختلف الوجهات. بهذه الخطوات، نستطيع أن نرتقي بالقطاع السياحي ونجعله مصدر دخل قوي. فالتكامل في الجهود هو سر نجاح أي قطاع حيوي. بعدما انتهى مما كان يقول سألته عن كيف يمكن للفرد اختيار الوجهة السياحية المناسبة له داخل المملكة
أخذ نفساً عميقاً وأجاب، في الواقع المملكة كبيرة جدًا من حيث مساحتها الجغرافية، فهي تضاهي مساحة ثلاث دول سياحية مجتمعة في المساحة. لذا، تقدم المملكة العديد من المنتجات التي تناسب مختلف مستويات الدخل. فالوجهات على البحر الأحمر تُعتبر من الوجهات الفاخرة ومرتفعة التكلفة بطبيعة الحال، وذلك أيضًا لحداثة افتتاحها وقلة المنتجعات المعروضة فيها. أما المناطق المطلة على الخليج العربي فهي مناسبة لأصحاب الدخل المتوسط والمنخفض أيضًا، وذلك لتعدد الخيارات فيها البرية والبحرية والزراعية أيضًا. بالتالي، نحتاج إلى تسويق السياحة الداخلية والتوعية بتحديد المنتج المناسب وعدم التركيز فقط على وجهات محددة. قلت له إذاً هل تُعتبر جودة الخدمات السياحية المحلية كافية لمنافسة الوجهات السياحية الخارجية؟
على صعيد الوجهات الحديثة، نعم بل وتتفوق على الكثير من الوجهات حول العالم. حيث اهتمت وزارة السياحة، بالتعاون مع الهيئات والوزارات ذات العلاقة، بالاهتمام بجودة رحلة السائح بالكامل.
قلة الوعي بأهمية السياحة الداخلية
تقدم الحديث وازداد عُمقه بدأ هو بالحديث ان قلة وعي المواطن هو من له تأثير ع البلد بشكل كامل في حين لو كان هناك وعي سينمو الاقتصاد الداخلي سيزداد عدد السياح الداخلي في المملكه ومن الممكن ان يأتوا من خارج المملكة للإستمتاع ب المناطق السياحية كيف ؟ عبر تداول المواطنين للصور ومقاطع الفديو في مواقع التواصل سألته مباشرة بعد ان انتهى ما الدور الذي يمكن أن تلعبه الحملات الإعلامية والتوعوية في زيادة وعي المواطنين بفوائد السياحة الداخلية؟ إن لزيادة وعي المواطنين بمزايا السياحة الداخلية عدة أدوار مهمة، لكني سأتحدث من الناحية التسويقية والاقتصادية. حيث أن تجربة المواطنين للسياحة الداخلية سوف تزيد من المحتوى المحلي الإعلامي على منصات التواصل الاجتماعي على وجه الخصوص، وما يسمى في علم التسويق بالتسويق الشفهي Word of Mouth Marketing، وهو من أنجح أساليب التسويق فيما له من قوة ومصداقية وشفافية، والتي ستساعد في جذب سياح الخارج. بالتالي سيعاد استثمار رأس المال المحلي في مصب الاقتصاد محليًا. أيضًا سيفتح فرصًا كبيرة لجلب الاستثمار الأجنبي. سألته سؤال آخر وهو: كيف يمكن دمج موضوعات حول أهمية السياحة الداخلية في المناهج التعليمية لتعزيز ثقافة السياحة بين الأجيال القادمة؟ يتشعب الموضوع ولا يمكنني حصره في عدة كلمات، لكن ربطه بالتراث التاريخي والحضاري وفخر التقدم العمراني والترفيهي أحد تلك الأساليب .كانت المقابله ملئيه بالتحديات التي تحاربها المملكة ف قلت ان هناك سؤال واحد بقي يشغل عقلي ان تسمح سأطرحه عليك، تقبل بصدر رحب وقال تفضل قلت له ما هي الجهود التي يجب أن تبذلها الهيئات السياحية لتعريف المواطنين بالمناطق السياحية والثقافية والتراثية المتنوعة في المملكة؟ في الحقيقة تعمل وزارة السياحة بقيادة معالي الأستاذ أحمد بن عقيل الخطيب عملًا جادًا في تعريف سياح الداخل بالتراث الحضاري وتعدد البيئات السياحية بالتنسيق مع صندوق التنمية السياحي وبما أننا ذكرنا صندوق التنمية السياحي فهو في أكتوبر الماضي كان له جولات حول مناطق المملكة للتعريف بمنتجات التمويل للمشاريع المتوسطة والصغيرة. فبالتالي تعددت طرق التعريف بالوجهات عبر وسائل التواصل الاجتماعي متمثلة بروح السعودية Visit Saudi.
وها قد انتهت جلستنا الطويلة، جلسة تمازجت فيها الأحلام والتحديات والحلول.
وبينما كنت أجمع أوراقي وألقي نظرة أخيرة على ملامح ذلك الحوار، شعرت أن وراء كل كلمة قالها شغف يسكن في أعماق المملكة، شغف ينبض بالاعتزاز بجمال الوطن وبكنوزه التي تتطلع لتكون وجهة محلية قبل أن تكون دولية. كان حديثه يعبر عن أمل كبير بأن تصبح السياحة الداخلية جزءًا من الهوية وعادة راسخة تشد السعوديين إلى كل زاوية من زوايا وطنهم.
ربما ما تحتاجه السياحة الداخلية ليس فقط تذليل العقبات أو بناء منتجعات جديدة؛ بل هي أيضًا مسألة عاطفة، حب للبلد، ووعي بأن كل خطوة نحو جبال عسير أو شواطئ البحر الأحمر ليست مجرد رحلة، بل هي اكتشاف آخر لماضٍ عريق وحاضر طموح. وفي ظل رؤية المملكة، يبدو المستقبل واعدًا، حيث تتسارع الجهود لتجعل من السعودية وجهةً سياحية تضاهي أشهر المواقع العالمية، وتستقبل زوارها بابتسامة الضيافة التي تعكس كرم أهلها، وبهاء طبيعتها، وتنوع ثقافاتها.
بينما كنت أغادر، كان يخالجني إحساس بأن ما سمعته اليوم هو أكثر من حوار. إنه نبض وطن يطمح أن يتعرف أهله على كنوزه، وأن يحتضنهم بين جباله وشواطئه وواحاته الخضراء. كنت أتخيل كيف سيكون شكل السياحة الداخلية بعد سنوات قليلة، وقد ملأت صورها ألبومات الهواتف، وذكريات الناس، وأحاديثهم في المجالس. حينها، سيكون من الصعب على السعوديين التخلي عن كنوز بلادهم، وسيغدو حب الوطن جزءًا من رحلاتهم اليومية، وسيحملون الفخر مع كل خطوة يخطونها في أرجاء المملكة.
ربما يأتي اليوم الذي تصبح فيه رحلة داخلية مجردةً من مظهرها الاعتيادي لتكون بمثابة رحلة استكشاف حقيقية، ليس فقط لجمال الطبيعة أو الأماكن الأثرية، بل لاستكشاف الذات ومعرفة الهوية، وتثمين الإرث الثقافي الذي يحملونه
وآخر دعواهم ان الحمدلله ربِّ العالمين
التاريخ 14/12/2024