ام المصلين لصلاة الجمعة اليوم بالمسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور: عبدالباري الثبيتي، إمام وخطيب المسجد النبوي .
وتلخصت خطبته عن الإيمان وحسن الظن بالله:
۞ في خضم تقلبات الحياة وتحدياتها، يجد الإنسان نفسه في حاجة إلى شعور يُبدد القلق ويمنحه الطَّمأنينة سكينة تطمئن القلب، وتبعد عنه الخوف والشَّك؛ مفتاح هذا الشعور هو حُسن الظنِّ بالله.
۞ الإيمان بأنَّ كل ما يجري في الكون يسير وفق نظام دقيق؛ والذي يملأ القلب يقيناً بأنَّ الخير حاضر حتىَّ في أشد المصائب، وأنَّ وراء كل محنة حكمة ورحمة سواء أدركناها في الحال أو تجلت لنا في المآل.
۞ مَنِ امتلأ قلبه بالثَّقة برحمة الله وعدله وحكمته رأى الفرج قريباً حتى في أحلك الظروف.
۞ المؤمن الحسن الظنِّ بربِّه يمضي قدماً في مسيرة حياته بثقة واطمئنان، موقناً أنَّ الله يَعِده المستقبل مشرق يعيش بالأمل في رحمة الله وعطاياه التي تفوق الوصف وتتجاوز التوقعات فتُحركه قوة الإيمان إلى السَّعي والإبداع بشجاعة وتفاؤل.
۞ مِنْ سنة الحياة الابتلاء الذي يأتي فجأة ليختبر الصَّبر، ويزيد اليقين، وهنا يبرز حُسن الظنَّ بالله كقوة تحول المحنة إلى منحة، والحزن إلى حكمة.
۞ مَنْ توكل على الله بصدق تشرب قلبه الثقة بأنَّ الله لن يخذله؛ بل يرى في الفتن طريقاً للنجاح وفي العقبات سُلماً للارتقاء وفي المحن صقلاً للذات.
۞ حُسن الظنَّ بالله ليس قاصراً على الأفراد، بل هو زاد الأُمَّة بأسرها ومصدر قوتها في مواجهة أصعب التَّحديات، ففي غزوة بدر حين كان المسلمون قلة في العدة والعتاد وقفوا أمام جيش المشركين الذين فاقهم أضعاف مضاعفة، ومع ذلك نصرهم الله لأنَّهم وثقوا به وأيقنوا أنَّ القوة والتَّمكين بيده وحدة.
۞ الإيمان العميق وحُسن الظنَّ بالله هُما السِّر الكامن وراء صمود الأٌمَّة وثباتها أمام أقسى الأزمات وأشدِّ المحن. فعلى مرِّ التاريخ واجهت الأُّمَّة الإسلامية تحديات جساماً هزّت أركانها، لكنَّها خرجت منها أكثر قوة وتماسكاً. كان يقينها بربِّها كالنَّجم الهادي، يضيء دربها، ويمنحها الطمأنينة، ويعجل بنصرها.
۞ إنَّ حُسنَ الظن ِّبالله هُو مصدر قوتها وسِر استمرارها، ذلك النَّور الذي يبدد ظلمات اليأس، ويفتح لها آفاق الأمل بمستقبل أكثر إشراقاً. إنَّها ثقةٌ راسخةٌ بقدرة الله وحكمته، تعمق في القلوب يقيناً بأنَّ النَّهضة والعزَّة قادمتان لا محالة، وأنَّ الله سيبدل حالها مِنْ ضعفٍ إلى قوة، ومِنْ انكسار إلى تمكين.
۞حُسن الظنَّ بالله لا يعني التَّواكل أو الركون إلى الكسل وترك العمل؛ بل هو قوة دافعة تحفز الإنسان على الجدِّ والاجتهاد، ومِنْ مقتضياته أنْ يبذل المرء جهده ويستفرغ وسعه لخدمة دينه وأُمَّته وبناء وطنه.