انطلقت قصة جمعية النشامى من داخل أسوار أحدى مدارس التعليم العام بمكة المكرمة ، حيث بدأها مجموعة من الشباب في نشاط مدرسي تحت إشراف معلمهم الذي كان يحثهم دائمًا على العمل الجماعي والتطوعي. كان الهدف من هذا النشاط الأولي تعليمهم أهمية العمل التطوعي وتطوير مهاراتهم في خدمة المجتمع. لم يكن لديهم حينها سوى النية الطيبة والرغبة في العمل الصادق.
ومع مرور الوقت، تحولت هذه المجموعة المدرسية إلى فريق تطوعي أكثر تنظيمًا. بدأوا في المشاركة في عدة فعاليات خدمية داخل مدرستهم، سواء كانت متعلقة بالأعمال التطوعية عبر خيمة النشامى أو تنظيم الفعاليات الاجتماعية أو حتى مساعدات صغيرة للعائلات المحتاجة في منطقتهم ، خصوصا في أوقات العصيبة في ازمة كارونا كوفيدا-19 . كان تطوعهم ينبع من شعورهم بالمسؤولية تجاه مجتمعهم.
بعد ذلك أدرك هؤلاء الشباب أن لديهم القدرة على تقديم المزيد من الدعم للمجتمع بشكل أوسع وأشمل. لذا، قرروا تأسيس “نادي النشامى التطوعي”، وهو نادي يهدف إلى تعزيز الروح التطوعية في المجتمع، ويقدم خدمات متنوعة للأفراد والجماعات في شتى المجالات الاجتماعية والخيرية.
ومع مرور السنوات، استمر النادي في تقديم خدماته التطوعية، حتى تم تطويره وتحويله إلى “جمعية النشامى” والتي ستركز على خدمة ضيوف الرحمن، فكان لهم دور بارز في مساعدتهم خلال موسم الحج والعمرة الفائين. بدأوا بتنظيم برامج ومبادرات لدعم الزوار في مكة المكرمة، مثل تقديم الخدمات اللوجستية، الإرشاد، وتوزيع الماء والطعام.
منذ ذلك الحين، أصبح لجمعية النشامى تأثير واضح في مساعدة ضيوف الرحمن، حيث يسعى أعضاء الجمعية جاهدين لتقديم الدعم والتسهيلات لهم في كل خطوة من رحلتهم. وتبنى أعضاء الجمعية مهمة إسعاد الزوار وتوفير الراحة لهم، معتمدين على العمل الجماعي وحب خدمة الآخرين.
خدمة تطوعة عقدين من الزمن
واليوم، وبعد أكثر من عقدين من الزمان، أصبحت جمعية النشامى واحدة من أبرز الجمعيات التطوعية النوعية التي تعمل في مجال خدمة ضيوف الرحمن، وهي تستمر في تقديم برامجها المتميزة وتوسيع نطاق خدماتها، إيمانًا منها بأهمية العمل التطوعي في بناء مجتمع إنساني يعتني بكل من يمر عبر أرض مكة المكرمة.
المعلم القائد مستمر في العطاء
والقائد المعلم الأستاذ صالح الزهراني استمر في مسيرته التعليمية والتطوعية بكل تفانٍ، محافظًا على دوره القيادي في تشكيل وتوجيه أجيال من الطلاب الذين أصبحوا فيما بعد من القادة البارزين في مختلف المجالات. بفضل رؤيته الحكيمة وجهوده المستمرة، نجح في تمكين طلابه من اكتساب المهارات القيادية التي أهلتهم لتولي مناصب مهمة في عدة مواقع، منها وزارة الحج والعمرة، حيث ساهموا في تحسين وتطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.
اليوم، أصبح الأستاذ صالح الزهراني رئيسًا لمجلس الإدارة في جمعية النشامى، حيث يواصل دوره الريادي في تعزيز العمل التطوعي والتوجيه المستمر للأجيال الجديدة. من خلال منصبه، يعمل الزهراني على تطوير المبادرات الخدمية التي تقدمها الجمعية في خدمة ضيوف الرحمن والمجتمع بشكل عام، ويسعى دائمًا لإلهام الشباب للانخراط في العمل التطوعي وتحقيق التغيير الإيجابي.
إنه من الواضح أن مسيرة الأستاذ صالح الزهراني في التعليم والعمل التطوعي قد تركت بصمة كبيرة في حياة طلابه، والذين أصبحوا اليوم في مواقع قيادية بفضل ما تلقوه من توجيه ورعاية من معلمهم وقائدهم.
مقر نموذجي
وفي مطلع هذا الأسبوع دشنت الجمعية مقرها لاواقع بضاحية الشرائع بحضور رجل الأعمال الأستاذ رائد بن طنف الدعجاني ، والشيخ الدكتور ستر بن ثواب الجعيد عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى سابقا رئيس مجلس إدارة جمعية الدعوة وتوعية الجاليات بالشرائع ، و الأستاذ صالح راشد الزهراني رئيس مجلس إدارة جمعية النشامى لإسعاد ضيوف الرحمن ، ونائبه الأستاذ محمد بكر برناوي وعدد من داعمي الجمعية والإعلامين والمتطوعين
واستمع الحضور إلى شرح مفصل من المدير التنفيذي للجمعية محمد بن صالح آل مسفر عن الأهداف الرئيسية للجمعية والتي تركز في مجملها على تكامل الخدمات مع الجهات المعنية لخدمة ضيوف الرحمن خلال مواسم العمرة والحج وشهر رمضان المبارك وتقديم أعمال نوعية ومميزة للحجاج والمعتمرين والزوار من حيث الإعاشة والاحتفاء والترحيب بهم والمساندة لهم وتثقيفهم دينياً ليتمكنوا من أداء النسك على الوجه الأكمل وأضاف أل مسفر ان هناك تقديم الخدمات لذوي الإعاقة وكبار السن من الحجاج وعابري السبيل والمنقطعين وكذلك تقديم برامج السقاية والرفاه لهم وتوديع ضيوف الرحمن عبر المراكز ومنافذ الخروج وكل هذه الأعمال يقوم بها فريق عمل تطوعي مؤهل من الجنسين من أجل خدمة وإسعاد ضيوف الرحمن في شتى المجالات والجوانب الحياتية والحرص على تمكينهم من أداء نسكهم بكل يسر وسهولة