
روان الدوسري – فاطمه العبيدان – بنين الحسن – زينب الصالح
الألعاب الإلكترونية، عالم افتراضي يجمع بين المتعة والإثارة، أصبح اليوم أحد أكثر وسائل الترفيه جاذبية في مجتمعنا. ولكن، متى تتحول من مجرد وسيلة تسلية إلى مصدر خطر يهدد حياتنا اليومية؟ وما هي الأسباب التي تجعل البعض يقضون ساعات طويلة أمام الشاشة غير مكترثين بالعواقب؟ تحقيقنا التالي يكشف النقاب عن هذه الظاهرة وتأثيراتها النفسية والاجتماعية.
مدمن أم مجرد هاوٍ؟
تعريف الإدمان:
تُعرف منظمة الصحة العالمية إدمان الألعاب الإلكترونية بأنه “استخدام قهري للألعاب الرقمية، يؤدي إلى ضعف في السيطرة على الوقت، وزيادة الأولوية للألعاب على حساب الأنشطة الأخرى، رغم ظهور عواقب سلبية واضحة”.
علامات الخطر:
من أبرز الأعراض التي تظهر على مدمني الألعاب الإلكترونية:
• اجتماعيًا ونفسيًا: التوتر والانزعاج عند الانقطاع عن اللعب، تراجع الأداء الدراسي أو العملي.
• جسديًا: إجهاد العينين، الصداع المستمر، والإرهاق الناتج عن قلة النوم.
الأسباب: لماذا ندمن؟
عند التعمق في الأسباب، نجد أن الإدمان لا يأتي من فراغ:
1. سهولة الوصول: الهواتف الذكية وأجهزة الألعاب مثل البلايستيشن جعلت الألعاب متاحة للجميع.
2. التصميم الجذاب: تقدم الألعاب بيئة تفاعلية مليئة بالتحديات والإنجازات السريعة التي تشبع الشعور بالرضا الفوري.
3. الهروب من الواقع: يجد البعض في الألعاب متنفسًا للتغلب على ضغوط الحياة اليومية.
تأثيرات سلبية: ضريبة المتعة
• الأداء الدراسي والعمل: الإدمان على الألعاب يؤثر بشكل مباشر على التركيز والإنتاجية.
• الصحة النفسية: مدمنو الألعاب معرضون لمشاعر التوتر والقلق، وأحيانًا الاكتئاب.
• العلاقات الاجتماعية: الانغماس في العالم الافتراضي يعزل الفرد عن أصدقائه وعائلته، ما يخلق فجوة اجتماعية يصعب جسرها.
العلاج: كيف نكسر الدائرة؟
لمواجهة إدمان الألعاب الإلكترونية، ينصح المختصون بعدة خطوات:
1. العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد الأفراد على التعرف على السلوكيات الإدمانية والعمل على تعديلها.
2. وضع حدود زمنية: تنظيم وقت اللعب لتجنب الاستخدام المفرط.
3. تشجيع الأنشطة البديلة: كالرياضة أو القراءة، لتعويض الوقت المخصص للألعاب.
4. التواصل العائلي: دور الأسرة مهم في دعم المدمن للتعافي من الإدمان.
آراء الخبراء:
خلال تحقيقنا، تواصلنا مع عدد من الخبراء والمهتمين في المجال، ومن أبرز الآراء:
• “الألعاب الإلكترونية ليست المشكلة بحد ذاتها، بل الطريقة التي نستخدمها بها”، يقول أحد المتخصصين في العلاج السلوكي.
• مدمنة سابقة للألعاب تحدثت إلينا عن تجربتها: “كنت أهرب من الواقع باللعب، حتى بدأت أفقد السيطرة على حياتي الاجتماعية. العلاج السلوكي أنقذني.”
خاتمة:
الألعاب الإلكترونية ليست عدوًا، ولكن الاستخدام المفرط يجعلها كذلك. يكمن الحل في التوازن: استمتع، ولكن لا تدع العالم الافتراضي يسرق منك حياتك الواقعية. تحقيق التوازن مسؤولية شخصية ومجتمعية، تبدأ من الفرد وتمتد إلى الأسرة والمجتمع.