بدأت مساء يوم الجمعة الماضي وقائع المؤتمر السنوي السابع والثلاثين لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، الذي ينظمه مركز الدعوة الإسلامية بجمهورية البرازيل الاتحادية بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية ويقام هذا العام بعنوان: (التعليم الشرعي في دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي وأثره في الحفاظ على الهوية) خلال الفترة 29-30 نوفمبر والأول من ديسمبر 2024م في مدينة ساوباولو البرازيلية، بمشاركة وزراء وعلماء وباحثين ومختصين من دول عربية وإسلامية ومختلف دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي.
وفي التفاصيل، أقيم الحفل الافتتاحي للمؤتمر مساء يوم أمس الجمعة في قاعة المؤتمرات في مقر المجلس البلدي لبلدية ساو برناردو كامبو بمدينة ساو بالو البرازيلية بحضور ممثلين عن الحكومة البرازيلية ووفود الدول المشاركة في المؤتمر من الدول العربية والإسلامية ومعظم دول أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، حيث استهل الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ، عقب ذلك عزف السلام الملكي السعودي والنشيد الوطني لجمهورية البرازيل الاتحادية، وشاهد الجميع فيلما تعريفيا عن المؤتمر ورسالته وجهود مركز الدعوة بأمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي.
وألقى رئيس مركز الدعوة الإسلامية في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي الدكتور أحمد بن علي الصيفي كلمة قدم من خلالها الشكر والتقدير إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان ــ حفظهما الله ــ على عنايتهما ودعمهما المتواصل واللامحدود لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي خاصة دعم المؤسسات الدينية والتعليمية ، لافتاً إلى أن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية لا تألو جهدا في الإشراف على المساجد والمؤسسات الدينية في أمريكا اللاتينية وهي صاحبة التجارب والخبرة الكبيرة في نشر التعليم الشرعي والدعوة إلى الله وهذا يلمسه كل مسلم ومخلص شريف من الجاليات المسلمة في هذه الدول .
وبين ” الصيفي ” أن هذا المؤتمر في دورته الحالية يتطلع إلى الوصول والنهوض بالتعليم الشرعي ونشره في مجتمع الأقليات المسلمة في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، ومواجهة التحديات التي تواجهه للوصول إلى أفضل السبل لتدريس اللغة العربية والعلوم الشرعية وايصالها لأبناء المسلمين في دول أمريكا اللاتينية ، كما إننا نتطلع إلى إنشاء كراسي للعلوم الشرعية واللغة العربية في الجامعات الرئيسية في أمريكا اللاتينية لتلبي الرغبة الكبيرة لأبنائنا للتعليم الشرعي والحضارة الاسلامية، مؤملاً أن يخرج المؤتمر بتوصيات وأطروحات علمية تخدم رسالته في هذا الظرف التاريخي .
عقب ذلك ألقى كلمة رئيس جمهورية البرازيل السيد لولا دا سيلفا في أعمال المؤتمر سعادة النائب الفدرالي السيد فيسنتينيو باولو دا سيلفا تناول فيها العلاقة الطيبة بين الحكومة والمسلمين في البرازيل والذين يتم التعامل معهم بكل احترام ولهم دور بارز في تنمية وازدهار المجتمع، مضيفا والعلاقة بين المملكة العربية السعودية والبرازيل هي علاقة تضامنية وسيادية وعلاقة احترام للحضارات لذلك البرازيل تكن المحبة للعرب جميعا من خلال المملكة العربية السعودية.
إثر ذلك ألقى كلمة المملكة في افتتاح المؤتمر نيابة عن معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ فضيلة وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية الدكتور عواد بن سبتي العنزي وأكد أن العلم هو الأساس لكل عمل صالح وبه تصح الاعتقادات والعبادات وبه يكسب صاحبه رفعة في الدنيا وأجرا وعمل يبقى حتى بعد انقطاع حياته له أثرا كبيرا على الإنسان، مشدداً على أهمية العناية بالعلم الشرعي الذي يسعى لتصحيح المفاهيم وتوضيح المقاصد التي تكون سبباً لرفع الجهل وإيضاح طريق الحق الذي مأمور اتباعه للنجاة في الدنيا والآخرة.
ونوه الدكتور عواد بن سبتي العنزي بالتجربة الفريدة التي قامت بها المملكة العربية السعودية في العناية بالعلم ونشره في حواضر البلاد وبواديها ، مؤكدا أنها فرضت التعليم إجباري على المواطنين وأنفقت أنفاق غير محدود على ميزانية التعليم إيمانا بأن التعليم له خير على المجتمع وقام التعليم في المملكة العربية السعودية على الشريعة السليمة والبعد عن المعتقدات الخاطئة السلوكية والفكرية والأخذ بأسباب التقدم العلمي وفتحت المملكة مجال العلوم التطبيقية وابتعث الطلاب في التخصصات التي تحتاجها حتى أصبحت المملكة اليوم تفاخر بأبنائها المتميزين في مجال العلم بمختلف مجالاته.
وأوضح ” العنزي ” أن للمملكة دور كبير في نشر العلم من خلال بناء المدارس حول العالم والجامعات وفتح باب العلم للطلاب المسلمين من خلال برنامج المنح الذي يعد شراكة علمية حقيقية، مستعرضا جانباً من جوانب عناية وزارة الشؤون الإسلامية في نشر العلم الشرعي في مختلف دول العالم وإسهاماتها العلمية والتربويّة التي قامت بها عبر ملحقياتها الدينية والمراكز الثقافية والإسلامية التي تشرف عليها الوزارة بدول العالم بدعم ومتابعة دؤوبة من معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ.
وبين ” العنزي ” أن العلم تشتد له الحاجة في هذه الأيام العصيبة التي يشهدها العالم بتقلباته الفكرية والاجتماعية والسياسية والتأثير على الجيل الحديث بمسخ هويته وهنا يأتي دور العلماء لاسيما في بلاد الأقليات من خلال تحديد هذه التحديات وسبب علاجها والتأكيد على أهمية العلم الصحيح المستمد من كتاب الله وسنته وفهمه فهما صحيحاً وفق وسطية الإسلام، مشدداً على العلم الصحيح هو الذي ينير الطريق ويرسم المعالم بخطى ثابتة تبني ولا تهدم وتجمع ولا تفرق.
وفي ختام كلمة المملكة تقدم فضيلة وكيل وزارة الشؤون الإسلامية بالشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين على عنايتهم البالغة بكل ما يخدم الإسلام والمسلمين في العالم، كما قدم الشكر والتقدير لحكومة البرازيل وشعبها على دعمها للأقليات المسلمة في جمهورية البرازيل ولرئيس مركز الدعوة في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي أحمد الصيفي على جهوده في خدمة رسالة الإسلام السمحة وكل من شارك في إنجاح فعاليات هذا المؤتمر السنوي المهم الذي يلامس حاجة الأقليات المسلمة في هذا الجزء المهم من العالم.
فيما تركزت كلمات رؤساء الوفود والبعثات المشاركة في الحفل الافتتاحي للمؤتمر حول أهمية المؤتمر بتوقيته ومضمونه والإشادة بدور المملكة ممثلة بوزارة الشؤون الإسلامية في احتضانه ورعايته والمساهمة في إثراءه بمشاركة باحثين ومختصين من دعاة الوزارة وأساتذة الجامعات السعودية .
يشار إلى أن المؤتمر سوف يناقش في جلساته التي تنطلق اليوم السبت على مدى يومين ستة محاور رئيسية هي : أهمية العلم الشرعي في الإسلام ومنزلته، واقع التعليم الشرعي في دول أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، وسبل تعزيز ونشر العلم الشرعي في مجتمع الأقليات المسلمة، أثر التعليم الشرعي في الحفاظ على الهوية الإسلامية وتماسك المجتمع ، التحديات التي تواجه التعليم الشرعي في مجتمع الأقليات المسلمة، سبل مواجهة التحديات التي تواجه التعليم الشرعي في مجتمع الأقليات المسلمة.
وفي ختام الحفل الافتتاحي للمؤتمر نقل وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور عواد بن سبتي العنزي لنقل تحيات وسلام معالي الوزير الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ لفضيلة رئيس مركز الدعوة في أمريكا اللاتينية الدكتور أحمد الصيفي ولكافة الوفود المشاركة في أعماله وتمنياته بنجاح أعمال المؤتمر في دورته الحالية، كما سلم وكيل الوزارة درع الشؤون الإسلامي لرئيس مركز الدعوة الإسلامية بالبرازيل تقديرا لجهوده وإسهاماته في دعم مسيرة المؤتمر .