
وســــط أجواء ثریة بالإبداع والتفكیر النقدي، ســــل َّط معرض جدة للكتاب 2024 الضــــوء على العلاقة المتشـابكة بین الفن والفلسـفة من خلال ورشـة عمل ممیزة قد َّمھا الدكتور بدر الدین مصـطفى. الورشـة، التي كـانـت جزءاً من البرنـامج الثقـافي للمعرض، جمعـت تحـت ســــقفھـا نخبـة من الفنـانین التشــــكیلیین،
المھتمین بالمجال الأدبي والفلسفي، و ُصن َّاع الأفلام، في نقاش فكري ممتع وملھم.
وفي حدیثھ، أشـار الدكتور مصـطفى إلى أن الفلسـفة تُعنى بفھم العالم عبر التفكیر النقدي والتحلیل العقلي المجرد، وأوضـــح أن القوانین التي تحكم المجتمع ھي ذاتھا التي تُشـــ ِّكل لغتھ وإدراكاتھ ومفاھیمھ وقیمھ وفنونـھ، وقـال: “على ضــــوء ھـذه القوانین، برزت ثقـافتنـا مثـالاً على وجود نظـام متكـامـل، وجمیع معـارفنـا
وفنوننا تدین لھذا النظام”.
وأضـفى مصـطفى بُعدًا عملیاً على الورشـة من خلال عرض مجموعة متنوعة من الأعمال الفنیة، بما في ذلك الرسـومات والصـور والأفلام، وناقش كیفیة تناول الفلسـفة لھذه الأعمال لخلق مفاھیم متعددة، وعل َّق: “الفن دائمـا مجـال للتـأویـل، حیـث تتعـدد وجھـات النظر حولـھ. لا یمكننـا محـاكمـة الفن فلســــفیـاً، ولكن من وعلى مدار أيامه، شــھد معرض جدة للكتاب 2024 إقبالاً كبیراً من الزوار وضــیوف البرنامج الثقافي، الذین تفاعلوا مع فعالیات ثریة شـملت ندوات وورش عمل وأمسـیات شـعریة وحدیث كتاب. ھذا التفاعل أســھم في إبراز المعرض بوصــفھ منصــة ثقافیة تجمع بین الأدب والفن والفكر، وســط حضــور ممیز لأسماء بارزة من داخل المملكة وخارجھا.