أقام نادي رواد الثقافي بالأحساء أولى فعالياته بعد تأسيسه في منصة هاوي وهي ندوة بعنوان (مفهوم الهوية المجتمعية في مؤلفات الباحث الدكتور عادل الأمير) ،
حيث استضاف فيها النادي سماحة الشيخ الدكتور عادل بن علي الأمير
وذلك مساء الخميس 26/ 12/ 2024 في قرية الأحساء التراثية بمدينة الهفوف ( قهوة السيد ) ، بحضور أكثر من 150 شخصية من المشايخ والمثقفين والأدباء والإعلاميين.
وبدأت الندوة التي أدارها الشاعر أمير المحمد صالح بآيات من القرآن الكريم للقارئ محمد الأمير
بعد ذلك تناول الدكتور عادل الأمير خلال الندوة الهوية المجتمعية بالشرح حيث أشار إلى حداثة التنظير لمصطلح الهوية الاجتماعية والهوية المجتمعية ما يعرف الأول بأنه الطريقة التي نعرف بها أنفسنا بدلالة انتمائنا لمجتمع معين ، الهوية المجتمعية له هي السمات التي تميزه عن غيره ، من لغة وقيم ودين وتقاليد وموروث ثقافي ومظاهر اجتماعية ..
وأشار إلى أنه فضلاً عن رسالة كل إصدار له في مجاله المعرفي يمكن الإشارة إلى إمكانية تصنيفها في أحد الجوامع المشتركة بينهما، وهو اهتمامها بالهوية المجتمعية لواحة النخل “الأحساء” من وطننا العزيز.
فقد تتبع في كل إصدار انطوى عليه مشروعه الكتابي قيمة في التاريخ أو الفقة أو الأدب ذات علاقة بهذا المجتمع على مستوى التحليل أو العرض .
حلقة “كشكول من خلال عشيرتي”: مقاربة للمجتمع الأحسائي من خلال
أنموذج من لبناته ، لن يجد القارئ صعوبة في تلمس وصف لظواهر وتغيرات اجتماعية كما هي عليه بشكلها الواقعي بحسب قراءة الكاتب، وتأمل نحو بناء تصورات أو فرضيات تفسر تلك الظواهر الاجتماعية، بتناول رابط بالعلوم الإنسانية الأخرى كالتاريخ والاقتصاد والفقه والسياسة وعلم النفس والتاريخ والأنثروبولوجيا والفلسفة والميثولوجيا، ما تتلمس فيه خصائص تشبه تلك التي لعلم الاجتماع، وإذا كان ثمة ظواهر يفترض أن تلفت النظر في هذه الأطروحة، فلون من تكامل البنية الاجتماعية الاحسائية
وفي حلقة كتاب “ثلاث قامات من بلادي” ، توقف بنفس تلك الخلفية من خلال ثلاث شخصيات عاصرها وارتبط بكل منها بعلاقة أو تجربة خاصتين، شخصيات علمية تربوية ذات اهتمام بالشأن العام في هذا المجتمع الأحسائي ، لكل منهم مشروع .
بحسب قراءته ، يفضي تناوله بالتحليل الاجتماعي لتقدم في مشروعه الثقافي المشار إليه، لن يجد القارئ صعوبة في تلمس مقاربات وصفية لظواهر تغيرات اجتماعية من خلال تلك الشخصيات،
وفي كتاب (الصيفى مما وقفنا عليه من أوراق الفقيه الهاجرى )قدم أنموذجا للفقه بلونه الأحسائي في القرن الهجري الرابع عشر على مستوى العناوين والاهتمامات، يصنف في الفقه ذي المنهج العرفى، القائم على الظهور اللغوي للنص بلحاظ سياقاته ، من خلال ما هو مرتكز لدى العرف أيام الصدور ، باستخدام علوم كالنحو والصرف والبيان والبديع ، وصولا لما يحتج به من ظهور.
و توقف في كتاب ( إيماءات فقيه ) عند هوية تفاعل هذا الموذج الفقهي الأصيل مع المدارس الأصولية الفقهية السائدة في حينه.
ومما أشار إليه في حديثه :” أنه يندر ماتجد عالماً أو مثقفاً أحسائياً في سياقات زمنه غير موسوعي وعملي مبدع وفي أكثر من مجال.
ولم يفت الباحث الأمير استشهاده بأبيات شعرية من ضمنها أبيات في البشت الحساوي تفاعل معها الحضور وشدتهم بمجد الأحساء الذي لا يحد في مختلف الفنون ، وأحداث كان لها ارتباطها الوثيق بالذاكرة الأحسائية مثل سنة الرحمة ( سنة الطاعون ).
وعبر عن هوية المجتمع الأحسائي بأنها وجه آخر لجمال النخلة وعذب كعذوبة مائها مستشهداً بأبيات شعرية منها :
قيل هجر فقلت يا ألف معنى
ياتقى طبت للتعدد حضناً
كان يرنو بها المشقر شبعاناً
يهدي سليسل حسناً
وبها في العقير يعزف بحر
عانق الأصفر المدلل لحناً
والعيون العيون حيث المواويل
على جالها تدقدق أذناً
وبها الواحة الفريدة سحر
أين منه جمال ليلى ولبنى
وحول بدايات المشروع الثقافي للباحث “الأمير” فتعود لسنة 1412هـ حيث كان صاحب فكرة مسابقة الغدير للبحوث والترجمة ضمن مهرجان الغدير الذي أقيم في مدينة الهفوف ، واستمر في إسهاماته بالكتابة حول العديد من الشخصيات والرموز البارزة في الأحساء ،
جدير ذكره بأن الدكتور “الأمير” حاصل على البكالوريوس من كلية العلوم الإدارية والتخطيط بجامعة الملك فيصل بالأحساء، وشهادة الماجستير إدارة تعليمية من جامعة اليرموك، وشهادة دكتوراة في الفلسفة من الجامعة العالمية بلندن.
وتجدر الإشارة أيضاً بأن نادي رواد الثقافي هو امتداد لمنتدى رواد الثقافي الذي أسسه الشيخ الدكتور عادل الأمير في 1-7-2018 ويرأسه حسين عبدالله الأمير.