مكة المكرمة ـ شاهد الان
خطب وأم المصلين في المسجد الحرام فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط .
وعنوان الخطبة : «حفظ الفروع وتضييع الأصول»
وتطرق في الخطبة للاتي:
- المخرج من كُلّ صور تضييع الأصول وحفظ الفروع لا يكون إلا بدواء العلم والعمل؛ أما العلم: فلأنه يقفُ صاحبَه على القواعد والأصول، وينشئ فكرًا منظّما منضبطًا يضع الأشياء في مواضعها، وأما العمل فلأنه يقع صحيحًا موافقًا لما شرعه الله.
- التقوى سبيل الأيقاظ، ونهج أولي النُّهَى، وطريق أولي الأبصار؛ وفيها الأمنُ من العِثار، والفوزُ بالجنة والنّجاة من النّار، ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (52) ﴾ [النور: 52-53] .
- حين تستحكم الآفات وتستشري العلل وتكثر الأدواء: تضطرب الألباب؛ فتختلّ الموازين، وتنعكس الأمور، ويُقدَّمُ المؤخّرُ، ويُؤخَّرُ المقدّم، وتُصَغّرُ العظائم، وتُعَظّم الصغائر، وتُحْفَظ الفروع، وتُضَيَّعُ الأصول.
- في دنيا الواقع من صور حفظ الفروع وتضييع الأصول ما لا يكاد يُحْصى، فترى في الناس مَن يجتهد في ألوان القربات ليلَه ونهارَه، لكنه يقرن ذلك بما يفسد عليه جدّه ونصَبَه، ويُحبط عملَه واجتهادَه.
- من صور حفظ الفروع وتضييع الأصول: أن تَرى بعضَ من يُعنى بإقامة حروف القرآن وتجويدها وتحسين الصوت بالتلاوة؛ يُضَيِّعُ حدوده، ويهمل العمل بما أنزل الله فيه، ويغمض الأجفان عن تدبر معانيه والتأثر بعظاته والاعتبار بقصصه وأمثاله.
- لا ريب أن مبعث الانحراف ومصدر العِوَج في تضييع الأصول وحفظ الفروع إنما هو الخضوع لسلطان العادات، والإذعان لهيمنة الأعراف، بعيدًا عن أنوار الوحيين، وكذا اتباع الهوى بغير هدى من الله، وقلّة الناصح، ونُدرة المُعين.
- عظم الخسارة التي يُمنى بها من يحفظ فروعًا ويضيع أصولًا -لا سيما إذا كانت هذه الأصول توحيدًا وإيمانًا- خليقٌ بأن يحمل أولي الألباب على كمال العناية بهذا الأمر، وأي خسارة أعظم من أن يحبط عمل العامل.