المدينة المنورة ـ شاهد الان  

خطب وأم المصلين في المسجد النبوي  فضيلة الشيخ الدكتور عبد الباري الثبيتي.

وكان عنوان الخطبة : حقيقة مسار الحياة، وصور مراحل خلق الإنسان.

وتطرق فيها للاتي :  

 تغرسُ في القلوب أدب العبودية، وتزرع في النفوس تواضع المخبتين، فلا يطغى الإنسان بعِلْمِه، ولا يغترّ بقُوّته.

* من أهدر شبابه فقد أهدر عمره كله، فهو لحظة عابرة في زمن الحياة، ومن استثمره في الخير والنفع خلَّدَ أثرًا طيِّبًا، وجنى ثمارًا يانعة في الدنيا والآخرة.

* الطفولة هي الصفحة الأولى في كتاب الحياة، تبدأ ببراءة ناصعة، وضعف يحفُّه لطف الله ورحمته، طِفْلٌ صغير لا يملك من أمره شيئًا، أودع الله في قلوب مَن حوله حبًّا وحنانا، وأحاطه بأيدٍ ترعاه وتخفف عنه ضعفه!

* حقيقة مسار الحياة، وصور مراحل خلق الإنسان: تغرسُ في القلوب أدب العبودية، وتزرع في النفوس تواضع المخبتين، فلا يطغى الإنسان بعِلْمِه، ولا يغترّ بقُوّته.

* خرج الإنسان من بطن أمه لا علم له ولا قدرة، في عجز تامٍّ وجهل مطبق، ثُمّ فتح الله له أبواب العلم، ووهبه السمع والبصر والفؤاد لينهل بها من معين التعلُّم والمعرفة، وكل ما اكتسبه من علمٍ أو قوة هو هبة من الله، وعطاءٌ من كرمه.

* كل ذرة من قوة الإنسان، وكل حركة في جسده، هي نعمة تستوجب شكرًا دائمًا وخضوعًا كاملًا، فالعبد مهما علا شأنُه يظلُّ فقيرًا إلى ربه، محتاجًا إلى فضله في كل لحظة، حياته كلُّها هبة من الله، تستحق الحمد في كل حين.

* مرحلة الشباب هي ذروة القوة ونبض الحياة، شعلة النجاح التي تضيء طريق المستقبل، وهي العمر الذي تزدهر فيه الطاقات، وتفتح فيه الأحلام، وترسم معالم الجد، وتكتب أعظم قصص الكفاح، وتبنى أقوى صروح الحضارة.

* القوة ليست في الجسد وحده، بل هي مزيجٌ من روحٍ قوية، وهمة عالية، وعزيمة لا تلين! كم من جسدٍ قويٍّ يحمل همّةً واهنة وعزيمة خاملة، فلا يصنع شيئًا، ولا يثمر عملًا، يضيع شبابه، ويصبح عالة على من حوله، عاجزًا عن بناء نفسه ومستقبله.