بدأت طموحها في تحسين نمط حياة الافراد، وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن التغذية حتى حصلت على التصنيف المهني من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية وصحيفة شاهد الآن التقت بها وأجرت معها في حوار تحدثت خلالها عن أمور كثيرة تتعلق بأعمالها إليكم تفاصيل ما جاء في حديثها:
- نتعرف عليك أولا؟
لمياء مرحومي، أخصائية تغذية علاجية، خريجة جامعة ام القرى، وحاصلة على التصنيف المهني من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية.
أركز اهتمامي على اضطرابات الأكل (Eating Disorders) لأنني أؤمن ان التغذية ليست مجرد طعام، بل هي جزء أساسي من الصحة النفسية والجسدية.
كما أنني مهتمة بتغذية أمراض الجهاز الهضمي، لدي خبرة في العمل مع مرضى السكري، حيث أساعدهم على إدارة حياتهم بشكل صحي ومستدام من خلال التغذية المتوازنة، كما أنني اعمل على تحسين صحة المرأة، خاصة في المراحل الحساسة مثل الحمل والرضاعة.
شغفي في هذا المجال ينبع من إيماني بأن لكل شخص قصة مختلفة مع الطعام وأن التغيير يبدأ من الداخل.
- كيف كانت بدايتك في عالم التغذية الصحية وماهي أبرز قصص نجاحك ؟
كانت بدايتي بدافع شغفي بالصحة والتغذية، حيث كنت أطمح لأن أساهم في تحسين نمط حياة الافراد، وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن التغذية.
من أبرز قصص النجاح التي أفتخر بها هي مساعدة احدى المريضات المصابة بأحد أنواع اضطراب الاكل (Anorexia Nervosa) فقدان الشهية العصبي، على استعادة علاقتها الصحية بالطعام وتحقيق توازن نفسي وصحي.
- ما الذي تحبينه في نفسك؟
أحب قدرتي على التواصل بفعالية مع الآخرين وإيجاد حلول مخصصة لكل فرد بناءً على احتياجاته.كما أنني أتمتع بالصبر والشغف الذي يدفعني للتعلم المستمر في مجالي.
- كيف تري وجهتك القادمة مستقبلاً في هذا التخصص؟
أسعى في المستقبل الى إطلاق برامج توعية ومبادرات صحية تركز على أهمية التغذية العلاجية لتحسين جودة الحياة، بالإضافة إلى التعاون مع فرق طبية متعددة التخصصات لتقديم رعاية شاملة للمرضى.
- رتبي أهم الأولويات في حياتك؟
أولويتي هي تحقيق التوازن ما بين حياتي المهنية والشخصية، بالإضافة إلى الاستمرار في تطوير معرفتي ومهاراتي لأكون قادرة على إحداث تغيير إيجابي في حياة الاخرين.
- ما هو التحدي الأكبر الذي يواجه لمياء؟
التحدي الذي أواجه هو إيجاد طرق مبتكرة لتحفيز المرضى على الالتزام بخطط التغذية الصحية خاصة مع الضغوط اليومية التي تؤثر على عاداتهم
- لكل شخص مواقف يمر فيها ما بين محرجة أو صعبة أو سعيدة حدثينا عن بعض المواقف التي لا تنسيها؟
أحد المواقف التي لا أنساها في عيادة التغذية كان مع شاب يعاني من مرض كرونز (Chohn’s diseases)، فقد كان التحدي في مساعدته على تقليل الأعراض من خلال تعديل نمط التغذية، خاصة أنه كان يعاني من صعوبة تقبل الطعام وفقدان الوزن بشكل كبير.
استغرق الامر وقتاً، ولكن بفضل الله ثم الالتزام بخطة غذائية متخصصة وتثقيفه عن المرض، تمكنا معاً من تحسين جودة حياته واستقرار حالته الصحية.
- رسائل أو نصائح لكل من فقد الشغف في ممارسة الرياضة بالإضافة إلى جانب التغذية لاسيما مقبلين إلى شهر رمضان المبارك ؟
في البداية اود ان أقول لمن فقد الشغف بالرياضة ان الامر لا يتعلق بالكمال، بل بالاستمرارية.
إبدا بخطوات بسيطة وضع أهداف صغيرة وقابلة للتحقيق، مثل ممارسة رياضة المشي لمدة 15 – 20 دقيقة يومياً، او تجربة أنشطة جديدة مثل السباحة او التمارين الجماعية.
المفتاح هو إيجاد النشاط الذي تستمع به ليصبح جزاً من أسلوب حياتك.
أما من الناحية الغذائية، فرمضان فرصة رائعة لتبني عادات صحية، ركز على كسر الصيام بوجبة خفيفة مثل التمر والماء، ثم تناول وجبة متوازنة تحتوي على البروتين مثل اللحوم او الدجاج، والكربوهيدرات المعقدة مثل الأرز او الشوفان، والخضروات الغنية بالألياف لتعزيز الهضم.
تجنب الأطعمة المقلية والمشبعة بالدهون قدر الإمكان، واستبدلها بالمشويات او المأكولات المطهية على البخار واستخدم المقلاة الهوائية.
ولا تنس أهمية وجبة السحور، فهو يمنحك الطاقة طوال فترة الصيام، ومن الأفضل ان يحتوي على مزيج من البروتينات والألياف مثل الزبادي مع الشوفان او البيض مع الخبز الأسمر.
أما عن الرياضة في رمضان، اختر الأوقات المناسبة مثل ممارسة تمارين خفيفة قبل الإفطار بساعة او بعد الإفطار بساعتين لتجنب الإرهاق. تذكر أن الهدف الأساسي هو الحفاظ على نشاطك.
- ما هو التحدي الأكبر الذي يواجه معظم الرياضيين اليوم ؟
التحدي الأكبر الذي يواجه معظم الرياضيين اليوم هو تحقيق التوازن بين احتياجاتهم الغذائية وأهدافهم الرياضية في ظل المعلومات المتناقضة المنتشرة حول التغذية الرياضية. الكثير منهم قد يتبعون حميات غذائية غير متوازنة بناءً على نصائح غير علمية أو الشائع على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يؤثر سلباً على أدائهم وصحتهم على المدى الطويل.
بالإضافة إلى ذلك، يعاني البعض من صعوبة الالتزام بتناول كمية كافية من السعرات الحرارية أو المغذيات الأساسية لدعم التدريبات المكثفة، خاصة مع الجداول المزدحمة أو الالتزامات اليومية. هناك أيضًا تحديات نفسية، مثل الضغط لتحقيق نتائج سريعة، مما قد يؤدي إلى تجاهل أهمية الراحة والتعافي أو اللجوء إلى مكملات غذائية غير مناسبة.
التعامل مع الإصابات الرياضية يمثل تحدياً آخر، حيث يجب أن يوازن الرياضي بين استمراره في النشاط البدني وبين التكيف مع خطة علاجية تُعيده إلى الأداء الأمثل دون تفاقم الإصابة.
من هنا تأتي أهمية التعاون مع مختص تغذية رياضية لتقديم خطة غذائية مخصصة تأخذ في الاعتبار طبيعة الرياضة، الهدف الشخصي، ومستوى النشاط. كما أن التثقيف المستمر حول أهمية تناول الوجبات المتوازنة والتركيز على عناصر مثل البروتين، الكربوهيدرات، والدهون الصحية يمكن أن يساعد الرياضيين على تحقيق أفضل أداء والحفاظ على صحتهم.
- مساحة عامه تود تختم فيها هذا الحوار؟
أود أن أستغل هذه الفرصة لأؤكد على أهمية الوعي بدور التغذية السليمة في تحسين جودة حياتنا اليومية، سواء كنت رياضيًا تسعى لتحقيق الأداء الأمثل، أو شخصًا يسعى لتحسين عاداته الغذائية.
التغذية الصحية ليست فقط وسيلة لفقدان الوزن أو تحقيق شكل معين للجسم، بل هي أساس صحتنا الجسدية والنفسية.
رسالتي للجميع هي أن التغيير يبدأ بخطوة صغيرة، فلا داعي لوضع أهداف كبيرة وشاقة منذ البداية. ابدأ بتغييرات بسيطة مثل شرب المزيد من الماء، إضافة الخضروات إلى وجباتك اليومية، أو تخصيص وقت قصير لممارسة الرياضة. التقدم التدريجي هو المفتاح للاستمرارية والنجاح.
كما أنني أدعو الجميع إلى عدم التردد في طلب المساعدة من المتخصصين، سواء كان ذلك من أخصائي تغذية أو طبيب، لأن التوجيه الصحيح يُحدث فرقًا كبيرًا في النتائج.
وأخيرًا، أطمح بأن أكون مصدر إلهام لكل شخص يعتقد أن الوصول لحياة صحية أمر صعب. أؤمن بأن كل شخص يمكنه تحقيق أهدافه الصحية إذا تبنى التزامًا حقيقيًا ونهجًا متوازنًا.
شكراً لصحيفة شاهد الأن على هذه الفرصة التي سمحت لي بمشاركة شغفي ورؤيتي، وأتمنى أن تكون كلماتي قد ألهمتكم للبدء في رحلة التغيير نحو الأفضل.





التعليقات 1
1 pings
محمد برناوي
06/02/2025 في 3:36 م[3] رابط التعليق
حوار مرتب ومعمول باحترافية .. بارك في المحاور والمحاور