جيل بعد جيل استمر أهل مكة المكرمة في تقديم الخدمة لحجاج بيت الله الحرام فهو شرف خص الله به هذه البلاد المباركة ومزية لأهل مكة المكرمة وسكانها .
وقد شهد المسجد الحرام العديد من التوسعات المباركة ليستوعب الأعداد المليونية من الحجاج والمعتمرين بطوابقه المتعددة وأروقته وساحاته الخارجية المتوفر بها جميع الخدمات المتكاملة التي تساهم في راحة وطمأنينة ضيف الرحمن .
ولإختلاف الأجيال التي تعاقبت في الخدمة لنتعرف على ضيفنا :
الاسم الرباعي : محمد عبدالله لمفون .
تاريخ الميلاد : 1392هـ
الدرجة العلمية : بكالوريوس تربية فنية .
الوظيفة : رئيس مركز ” 111″
جهة العمل : شركة رواف منى ـ نزلي .
الحالة الإجتماعية : متزوج .
عدد الأولاد : أربعة أبناء وكنيتي ” أبو طارق “
محل السكن : مكة المكرمة ـ بطحاء قريش .
في أي عمر بدأت مشاركتك الفعلية في أعمال الحج؟
بدأت العمل مع والدي عندما كان الحج يتم عن طريق سؤال الحاج عن المطوف أي في سن العاشرة تقريباً بعد أن تكونت لدي الفكرة الكاملة بأعمال الحج من خلال المرافقة والمشاهدة للوالد واخوتي خلال الأعوام الماضية من بداية سن التمييز .
الطوافة مهنة وراثية ارتبطت بعدة أسر وعوائل توارثوها عن الآباء والأجداد، عمن ورثت هذه المهنة؟
ورثتها عن ابي رحمة الله عليه ـ عبدالله لمفون ، والذي كان مطوفاً لحجاج جاوه وفي العرف حجاج جاوه جميع الحجاج القادمين من دول جنوب شرق آسيا تقريباً بإختلاف أعراقهم وتقارب لهجاتهم .
الحياة معترك يتأثر فيها الإنسان بمن حوله ويتخذ قدوات في حياته فمن كان قدوتك؟ :
اقتديت وتعلمت من الوالد رحمة الله عليه والذي كان يعمل مدرسا ومطوفا فاكتسبت وتعلمت منه الكثير من الخبرات والمعارف تربويا في الحياة وعملياً في التعامل مع الناس وخاصة فيما يتعلق بأمور الحجاج وخدمتهم .
التدرج الوظيفي في الحج ؟
بدأت العمل مراقباً للعمال مع الوالد رحمة الله عليه.
ثم عندما اصبح عمري 18 سنة أصبحت عضواً للجوازات وكان العمل يتطلب الدقة والمتابعة فيما يسمى ” شيت ” وهو عبارة عن جداول تشبه الاكسل ولكن تعبئ بطريقة يدوية تشمل جميع بيانات الحاج .
ثم عضو نقل وتصعيد.
ثم عضو مشاعر .
ثم نائب رئيس .
والحمدلله الآن وصلت لرئيس مكتب مركز خدمة ( 111) الذي يقدم الخدمة لأكثر من (5000) حاج من دولة ( إندونيسيا ) .
يتطلب العمل في موسم الحج الكثير من الإجراءات في وقت مبكر كما يتطلب الكثير من الصبر والتفاني لتحقيق موسم حج ناجح وضح لنا ذلك؟
كل مؤسسة ولها أنظمتها وإجراءاتها وقد تطورت خدمة الحجاج في عدة مراحل إلى هذا الوقت الذي شهد تطورا ملموساً وشفافية في تقديم الخدمات.
كيف كان يتم الترتيب والتواصل بينكم وبين الحجاج من الدول المختلفة لأداء فريضة الحج؟
كانت سمعة المطوف هي العامل الأساس في تقديم الخدمة بجودة الخدمات التي يقدمها وتعامله مع الحجاج تكون له رصيد وسمعة تجعل الحجاج يتوافدون إليه لسمعته وكرمه .
تختلف لغات الحجاج ولهجاتهم فما هي طريقة الحوار بينكم وخاصة في حال حدوث إشكال وكيف يتم إرضاء الحجاج؟
ولله الحمد اتقن بعض اللهجات الإندونيسية والتي تمكني من التعامل مع الحجاج وحل إشكالاتهم .
كيف كنتم تستعدون في وقت مبكر لاستقبال الحجاج ؟
وفق جدول الأعمال وجدولة الرحلات يتم الاستعداد عند وصول الحجاج يتم استقبالهم وتقديم الخِدمات المناسبة لهم.
قد يصدف أن يمرض الحاج او يتعرض لعارض صحي أثناء الحج فكيف تساعدونه في اكمال حجته؟
في كل مجموعة حجاج يوجد دكتور من البعثة وإذا تطلب الأمر نقل الحاج للمستشفى فالدولة ـ حفظها الله ـ وفرت الرعاية لجميع الحجاج منذ وصولهم وحتى مغادرتهم بالمجان حسب ما يتطلبه وضع كل حاج .
عشرة ذي الحجة أيام مباركات كيف تعيشونها مع الحجاج في خدمتهم؟
هذه الأيام لا نعرف فيها النوم والعمل متواصل على مدار الساعة .
أيام التروية تبدأ من فجر اليوم السابع ما هي المشقة التي توجهونها ؟
بداية قمة الذروة في عمل الحج وكل عمل يتطلب النجاح يتطلب التضحية والمشقة في سبيل النجاح وإذا كانت الخدمة مقدمة لضيف الرحمن فلا تقاس المشقة بقدر الأجر من الله سبحانه وتعالى.
يوم عرفة يوم عظيم حدثنا عن عما تقومون به في ذلك اليوم؟
قمة الذروة في عمل الحج قال تعالى” وشاهد ومشهود ”
صباح يوم عيد الأضحى المبارك يعقب يوم عرفة مباشرة وقد أنهك مقدمي الخدمة التعب فأين يكون موقعهم في ذلك اليوم؟
نساعد ونوجه الحجاج لتفويجهم لرمي الجمرات حسب الجداول ونحرص أن لا يتعرض الحجاج للتدافع والزحام.
بماذا يستقبل مقدم الخدمة الحجاج في يوم العيد؟
يفرح مقدم الخدمة لفرحة الحاج فيستقبله بالبشر والسرور والفرح ويقدم له جميع سبل الراحة والطمأنينة بعد الوقفة ورمي الجمرات والتحلل من الإحرام .
كيف تودعون الحجاج عند مغادرتهم وما هي المشاعر المتبادلة؟
أعظم ما يناله المطوف عند الوداع رضى الحاج وهو أهم ما يصبو إليه مقدم الخدمة.
اذكر لنا احدى الفوائد التي جنيتها خلال عملك في خدمة الحجاج؟
الصبر أن الحج ميسر من رب العالمين وما نحن إلا أسباب لخدمة الحجاج ولذلك كان الصبر من أعظم الفوائد التي تجنى حيث الازدحام والتكدس وطول الانتظار.
كما أشير إلى ما يتمتع به الكثير من مقدمي الخدمة بالتغافل عن بعض الزلات و التغاضي عنها ومن ذلك ما شاع من استخدام كلمة ( ديم ساجة ) ( Diam Saja ) وهذه الكلمة أصلها اندونيسي ومعناها ” خليني ساكت ” حيث تقال في بعض المواقف التي يكون المطوف عالم فيها ببعض الأمور ولا يحب التطرق لها أو الحديث عنها منعاً للحرج .
اذكر لنا موقفاً ما زال راسخاً في ذهنك مع أحد الحجاج؟
حقيقة المواقف كثيرة ويعظم بعضها ولا تنسى ولا تغيب ومنها عند وفاة أحد الحجاج ولحظة تشييعه ودفنه حيث انه آتي تاركاً كل متاع الدنيا لتكون وفاته في هذا الموقف العظيم ويكفن في احرامه وجاء في الحديث او كما قيل يبعث ملبياً فيالها من خاتمة عظيمة .
كلمة خاتمة :
نسأل الله تعالى العون والتوفيق والسداد لحكومتنا الرشيدة على ما تبذله في خدمة الحجاج والمعتمرين وإلى مزيداً من التطور والازدهار ونسأل الله أن يوفق جميع العاملين في خدمة ضيوف الرحمن .
