
الحمد لله الذي وهب هذا الوطن قيادة حكيمة وشعباً وفياً، وجعله رمزاً للوحدة والاستقرار.
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
صدر الأمر الملكي الكريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، بأن يكون يوم (22) فبراير يوماً للتأسيس، وهو اليوم الذي يرمز إلى العمق التاريخي والحضاري والثقافي للمملكة العربية السعودية.
إن يوم التأسيس ليس مجرد ذكرى عابرة، بل هو نافذة نطل منها على أمجاد الماضي، ونستشرف من خلالها آفاق المستقبل.
إنه يوم يجسد قصة وطنٍ تأسس على الإيمان والعزيمة، وترسخت جذوره في عمق التاريخ حتى أصبح نموذجاً يُحتذى به في التقدم والازدهار.
في مثل هذا اليوم، نستذكر صفحات مشرقة من مسيرة هذا الوطن المعطاء، ونستلهم منها قوة الإرادة التي جعلت المملكة العربية السعودية اليوم منارةً حضاريةً شامخة.
في كل زاوية من هذا الوطن تتجلى معاني التلاحم بين القيادة والشعب، ويتجسد العمل الدؤوب الذي صنع هذه النهضة.
فالتحولات الكبرى التي نشهدها اليوم ليست وليدة اللحظة، بل هي امتداد لمسيرة طويلة من التضحية والبناء، وهي نواة جهود تبذل وتُتابع من قبل قيادتنا الرشيدة. حيث اجتمع أبناء هذا الوطن على هدفٍ واحد: أن تبقى بلادنا ومملكتنا الغالية قوية، مزدهرة، سبّاقة نحو المستقبل.
إن يوم التأسيس فرصة لتجديد العهد وللتأمل في القيم التي قامت عليها هذه البلاد من وحدةٍ وتكاتفٍ وطموحٍ لا يعرف الحدود.
فالمملكة لم تكن يوماً مجرد رقعة جغرافية، بل كانت ولا تزال فكرة عظيمة، وإرادة حية، وطموح لا يعرف المستحيل، وعملًا مستمرًا يستهدف تحقيق الريادة في كل المجالات.
وما نراه ويراه العالم بأسره من إنجازات تتحقق كل يوم، ورغبة أبناء هذا الوطن في مسابقة الزمن والوصول إلى القمة في كل مجال، إنما هو دلالة واضحة على تقدم وازدهار منقطع النظير لأبناء هذه البلاد بدعم وتوجيه قيادتنا الرشيدة.
وفي هذا السياق يأتي دور (جمعية بناء للإسكان التنموي)، التي تؤمن بأن الاستقرار السكني هو أساس نهضة المجتمعات، وركيزة من ركائز التنمية المستدامة وتحقيق تطلعات ورؤية قيادتنا الرشيدة.
نحن في (جمعية بناء) لا نقتصر على تقديم المساكن فقط، بل نعمل على تعزيز جودة الحياة وإيجاد بيئة مستقرة تُتيح للأسر فرص النمو والازدهار، ونسعى لتحقيق رفاهية المواطن وراحته انسجامًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تضع الإنسان في قلب التنمية.
إن الاحتفال بيوم التأسيس لا يقتصر على الفخر بالماضي، بل هو أيضاً استشرافٌ للمستقبل، ودعوة لكل فردٍ في هذا الوطن للمشاركة في مسيرته التنموية.
فكل إنجاز يُحقق اليوم هو امتداد لجهود الأجيال السابقة، وكل خطوة نحو التقدم هي انعكاس للعزيمة التي صنعت هذا الكيان العظيم.
وبهذه المناسبة الوطنية الغالية، نجدد الولاء لقيادتنا الرشيدة ببذل المزيد من الجهد لتحقيق تطلعات قيادتنا وراحة أبناء هذا البلد المعطاء، ونسأل الله أن يديم على المملكة العربية السعودية أمنها واستقرارها في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله.
وأن تستمر هذه الأرض المباركة في تحقيق الإنجازات، وأن يبقى هذا الوطن مصدر فخرٍ لأبنائه وأجياله القادمة.
وكل عام والسعودية تزهو بتاريخها، وتخطو بثقة نحو مستقبلها الواعد.