المصور السعودي عبدالرحمن السهلي في مهرجان “إكسبوجر” للتصوير الفوتوغرافي، نقل زوار المعرض إلى قلب مكة دون أن يغادروا الشارقة!
على مدار أربعة أيام، تنوعت العدسات وتعددت الرؤى، لكن مشاركة السهلي لم تكن مجرد مجموعة صور، بل رحلة بصرية روحية، جعلت المتابعين يتأملون مكة بعيون جديدة، كما لو أنهم يكتشفونها للمرة الأولى.
لم تكن صور المسجد الحرام مجرد لقطات كلاسيكية.. بل سرد بصري يعكس إيقاع الحياة داخل الحرم، من همسات الدعاء إلى خطوات الحجيج، من انعكاسات الأنوار على أرضية الصحن إلى لحظات السكينة التي تملأ وجوه المعتمرين.
عدسة السهلي خرجت عن المألوف، لم تكتفِ بالمشاهد التقليدية، بل تسللت إلى التفاصيل التي يغفل عنها الجميع: دمعة حاج مسن، ابتسامة طفل في الساحات، ظلّ الكعبة الشريفة على الأرض، ومصافحة بين غريبين جمعهما الإيمان!
حظيت مشاركة السهلي بتكريم خاص بعد زيارته من قبل الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، نائب حاكم الشارقة، الذي توقف طويلًا أمام الصور، قبل أن يقول: “هذه ليست مجرد لقطات، هذا تاريخ يُكتب بالنور”.
ومن بين عشرات الصور، برزت واحدة أحدثت ضجة في المعرض وعلى وسائل التواصل: حشدٌ من المصلين في صحن الحرم، تتوسطهم بقعة فارغة تمامًا، كأنها نافذة من السماء إلى الأرض!
لم يكن عبدالرحمن السهلي مجرد مصور مشارك، بل كان راوياً بصرياً ساحراً بالضوء، كاتباً بلا قلم. حمل مكة في حقيبته، وبسطها أمام العالم، فأثبت أن الصورة القوية لا تحتاج إلى شرح، بل إلى قلبٍ يشعر بها.










