الصدقة على الأقارب شأنها عظيم ، وكبير جاء الحث عليها في القرآن والسنة قال تعالى ( وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) ففي هذا الشهر المبارك ،يتأكد العناية بالأسر الفقيرة والمحتاجين من الأقارب والجيران والأصدقاء قبل دخول شهر الخير والبحث عنهم في الحى أو في الاحياء القريبة منك.
و مما يغفل عنه الناس في شهر شعبان إعانة الفقراء والتصدق عليهم ،ليتقووا بذلك على رمضان، وقد روي عن بعض السلف أنهم كانوا إذا دخل شعبان أخرجوا زكاة أموالهم تقوية للضعيف والمسكين على صيام رمضان ،فكم من البيوت أغلقت أبوابها من التعفف ،فلا تنسوهم من صدقة بمال ، او طعام ، او كسوة او أجهزة ضرورية قال تعالى: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} [سورة آل عمران: 92]
جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم عن أبي طلحة الأنصاري ، حينما تصدق ببئر له وفيه :” وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِى إِلَىَّ بَيْرَحَى وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللَّهِ فَضعْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ حَيْثُ شِئْتَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: بَخْ ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ، قَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ فِيهَا وَإِنِّى أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِى الأَقْرَبِينَ “.
فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِى أَقَارِبِهِ وَبَنِى عَمِّهِ.
فالصدقة في الأقارب صلة وصدقة، فيها أجران: أجر الصلة، وأجر الصدقة، إذا كانوا فقراء، فهم أولى من غيرهم،قال الله تعالى: “يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ ۖ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ” (البقرة: 215),
هذه الآية تبين أن أفضل الصدقة هي تلك التي تُعطى للوالدين والأقربين والفقراء والمساكين.
عن أبي هريرة رضي الله عنه:- قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أفضل الصدقة ما كان عن ظهر غنى، وابدأ بمن تعول” (رواه البخاري).
ولا شك أن الصدقة على الأقارب تُسهم في تعزيز الروابط الأسرية وتخفيف معاناة الفقراء والمحتاجين منهم .
نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما فيه خير الدنيا والآخرة .




