الحلقة … (2) …. إفطار اليوم الأولى عند كبير العائلة
في كل زاوية من زوايا شهر رمضان، تتجلى روحانية خاصة، تحمل في طياتها ملامح التآلف والمودة بين الناس. هذا الشهر ليس مجرد أيام نصوم فيها، بل هو فترة زمنية تتجدد فيها العادات والتقاليد التي ترسخ قيم العطاء والتواصل. وفي كل يوم من أيامه، نأخذكم في هذه الزاوية لاستكشاف عادة اجتماعية أو عبادة تضيف إلى أجوائه لمسة من الدفء والروحانية، فتتحول إلى جزء لا يتجزأ من ذاكرة الأجيال المتعاقبة. في هذه السلسلة اليومية، سنسلط الضوء على واحدة من تلك العادات، نستعرض جذورها وأثرها في المجتمع، ونتأمل كيف تبقى حاضرة في قلوب الصائمين عامًا بعد عام.
عادة متأصلة
تعد عادة الاجتماع على مائدة الإفطار في أول يوم من رمضان عند كبير العائلة من التقاليد العريقة التي تجسد روح الألفة والمحبة بين أفراد الأسرة. فهي فرصة لتجديد صلة الرحم ولمّ الشمل في أجواء إيمانية مفعمة بالدفء والبركة.
في عائلتنا، يجتمع الجميع في أول أيام الشهر الفضيل حول مائدة الإفطار في بيت والد زوجتي، تقديرًا لمكانتها كأكبر فرد في العائلة ، ومساء الامس اجتمعنا بعد قضاء اليوم الأول من الصيام ـ اجتمعنا حول مائدة نحمل معنا أطباقًا متنوعة من المأكولات الرمضانية، وتشاركنا لحظات السعادة والدعاء معًا. بدأنا الافطار بتمرات وماء اقتداءً بسنة النبي ﷺ، ثم انتقلنا إلى الأطباق التقليدية التي ميزت موائدنا الرمضانية، حيث حرص الجميع على المساهمة في تحضير الإفطار ليكون عامرًا بما لذ وطاب.
هذا التجمع الرمضاني لا يقتصر على مشاركة الطعام فحسب، بل هو مناسبة لاستعادة الذكريات، وتبادل الأحاديث، والدعاء بأن يكون رمضان شهر خير وبركة على الجميع. وفي ختام الليلة، نتفق على تكرار اللقاءات طوال الشهر، لأن رمضان لا يكتمل إلا بروح العائلة واجتماعها.
تابعونا.. غدا حلقة جديدة ..نسلط الضوء خلالها على رمضانيات: عادات وعبادات تبقى وتُحيا





