تتسارع أيام رمضان اللهم لا تخرجنا من رمضان إلا بذنب مغفور وعمل متقبل مبرور برحمتك يا عزيز يا غفور اللهم اعتق رقابنا من النار ووالدينا والمسلمين اجمعين يارب العالمين .
ما زلنا في زاويتنا تتنقل بين الأحياء ونستمع للقصص والأخبار فيما كان في قديم الزمان في خدمة ضيوف الرحمن .
ومن جرول، الحارة المكية التاريخية، منذ القرن الحادي عشر ومن أبرز ما يميزها وجود بئر طوى وحارة السادة أحدى حارات جرول التي سكنها السادة وضيفنا ولد هناك .
لنتعرف على ضيفنا :
الوقفة الأولى عرفنا بشخصك الكريم ؟
الاسم : خالد صدقة مسلم.
موظف في الخطوط السعودية.
الوقفة الثانية :
حدثنا عن المكان الذي ولدت ونشأت فيه :
من مواليد العام 1381هـ
ولدت بحارة السادة ـ جرول ـ ودرست الابتدائية في المدرسة السعدية ثم المتوسطة في مدرسة أم القرى بدحلة حرب أما المرحلة الثانوية فكانت في مدرسة مكة الثانوية.
ثم التحقت بجامعة الملك عبدالعزيز وتخرجت من قسم الإدارة العامة تخصص ” إدارة واقتصاد ”
في جرول كانت الحياة ترابط وثيق بين الكبير والصغير في الأفراح والأتراح والمناسبات في تلك الأيام لم تكن توجد قصور الأفراح كانت المناسبات في الحارة عبارة عن تيازير وعقود لمبات وفرش والطبخ يتناوب عليه أهل الحي ممن عرفوا واشتهروا بمهنة الطباخة ويعاونهم الجميع .
وكان والدي مطوفاً ورث المهنة من أجداده وبعد وفاة جدي بتاريخ 1344هـ ورث عمي الكبير جمال ، ثم صدقة وعبدالله وكانت المهنة تورث بالأكبر سناً ويسمى المقدم أو الشيخ وكانت مكاتب الطوافة التابعة لنا في شعب علي زقاق الجاها ومكتب آخر في الفلق .
الوقفة الثالثة : رمضان قديماً
حدثنا عن رمضان قديماً؟
عشنا رمضان ولم تكن الكهرباء متوفرة واذكر أيام سيدي رحمة الله عليه كنا ننام بما يسمى بـ الطيرمة أو المبيت كنا نبلل الشراشف بالماء لتخفيف الحر .
وكنا ننام في وقت مبكر ونستيقظ في وقت مبكر قبل أن تلفحنا حرارة الشمس .
أيام كانت الحنفيات في البيوت وكان السقا يأتي لملئها بالماء حيث لم تكن الرفاهية الموجودة في وقتنا الحاضر متوفرة .
وكانت الألعاب الشعبية تنشط في رمضان ومنها ” البرجون و اللاري والشرعت …
أيام يا ليتها تنعاد… برغم الفقر وشح الموارد كانت النفوس طيبة وكل بيت يذوق البيت الآخر طعامه وربنا طارح البركة فينا.
الوقفة الرابعة قصص في الذاكرة :
اذكر لنا قصة ارتبطت بالطوافة في رمضان :
كان الحجاج يمكثون في مكة ثلاثة اشهر تقريباًَ وكان الحاج يأتي بما يأكله ومنه ما يهديه للمطوف ومنه ما يقايضه في البيع .
وكان الحجاج يسكنون في منزلنا فكان هناك ارتباط وثيق بين الحاج والمطوف وكنا نتقل لنقيم في السطح لنترك مكاننا للحجاج .
ونتشارك بعض الأحيان وجبات الطعام في ألفة ومحبة .
وتعلم والدي واعمامي لغات الحجاج مع الممارسة…
وأذكر موقفاً في عرفات لمجموعة من الحجاج يلقبون ب ” آتشي ” يتصفون بالعصبية والشدة .
وفي يوم عرفة تأخرت عليهم وجبة الغداء لظروف طارئة ألمت بالطباخ فحمل الحجاج السكاكين واتجهوا نحو المطوف غاضبين و أخذ يهدأ من روعهم ويصبرهم وطلب من بعض العمال والمساعدين توفير وجبات سريعة لتقديمها لهم لإرضائهم … فذاك موقفاً لن أنساه ولو لا حكمة المطوف وحسن تصرفه لحدث ما لا يحمد عقباه .
كما أذكر أنه في الماضي غالباً ما يصادف قبل تصعيد الحجاج بيومين أو ثلاثة في أيام ستة وسبعة ذي الحجة تأتي رياح شديدة تقتلع الخيام المنصوبة وتتطاير في الهواء من شدة الرياح.
فأصبحنا نؤخر رفع الخيام ونصبها وتأمين البدائل في حال أتت رياح شديدة ولا أنسى منظر أحد العمال الذي كان يركض في ملاحقة الخيام المتطايرة .
الوقفة الخامسة الخاتمة :
اختم لنا بخاتمة :
اسأل الله تعالى أن يسهل أمورنا ويصلح أحوالنا .
وبهذه المناسبة أرفع التهنئة لمقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله على ما يبذلونه من جهود في خدمة ضيوف الرحمن والخطط والاستراتيجيات الموفقة .
وأسأل الله تعالى أن يديم علينا نعمة الأمن ونبارك للأمة الإسلامية الشهر الكريم .













