
وجود الخادمة في منازلنا سواءً في رمضان أو الفطر يجب أن يكون مرهوناً بالحاجة الملحَّة لوجودها فإذا كانت ربَّة المنزل معافاةً من الأسقام وليس لديها أطفال رُضَّع يحتاجون للرعاية وبيتها صغير وغير مرتبطةٍ بعملٍ وظيفيٍ يستقطع جزءاً كبيراً من وقتها فعليها أن تتفرَّغ لخدمة بيتها ورعاية شئون زوجها بأريحيةٍ واعتزاز وفي ذلك أجر عظيم لها من الله وصحة بدنية من جرَّاء نشاطها في تدبير منزلها فهذا العمل المقدَّس شرف عظيم لها ووقاية من الأمراض والعلل الجسمية ومرضاة للرب وللزوج ومدعاة للثناء والشكر والتقدير من المحيطين بها فطوبى لمن تكون خدمة منزلها وبعلها اكبر همّها وشغلها الشاغل ووظيفتها الأساسية التي تعتز بها.
إن المرأة التي تتخلَّى عن هذه الوظيفة السامية تخسر الأجر من الله والتقدير من الزوج والمجتمع وكلما كانت المرأة ممتنةً لخدمة زوجها وبيته وأولاده كانت أثيرةً عنده واعتبرها كنزه الحقيقي في الحياة أما في حالة تقدم سنها أو مرضها أو اشتغالها بوظيفةٍ تخدم بها وطنها ومجتمعها أو وجود أطفالٍ رضعٍ أو إعاقةٍ فلا تثريب أو بأس من استعانتها بخادمةٍ فوجود الخادمة سواءً في رمضان أو سواه يجب أن يكون مشروطاً بالضرورة أو الحاجة الماسة.
ورمضان شهر عبادة يجب أن يتفرَّغ فيه المسلم لعبادة الله ومن العبادة عدم الافراط في الأكل والشراب والانهماك طوال الشهر في الطبخ منذ ساعات النهار حتى أذان المغرب ومد الموائد الكبيرة التي ترهق الخادمة أو ربَّة المنزل في اعدادها ورمي جُل ما عليها من مأكولاتٍ بعد القيام منها فهذا يُجرِّد رمضان من روحانيته والحكمة من فرضيته ويجعله شهر الأعباء والاسراف والتبذير واللامبالاة والاستهتار الذي يغضب الله ولا يتقبَّل من عبده صيامه وقيامه.
سفير النوايا الحسنة
أديب وصحفي