الحلقة …(9) زيادة قراءة القرآن وختمه عدة مرات
تُعد الختمات القرآنية من أعظم الأعمال التي يحرص عليها المسلمون، خاصة في المواسم الفاضلة مثل شهر رمضان والأيام العشر من ذي الحجة، وذلك لما لها من أثر عظيم في التقرب إلى الله وزيادة الأجر والثواب. إن قراءة القرآن وختمه عدة مرات تعكس شغف المؤمن بكلام الله وسعيه الدؤوب لنيل البركة والهداية.
فضل تكرار ختم القرآن :
زيادة عدد الختمات القرآنية ليست مجرد تكرار للقراءة، بل هي رحلة روحانية تزيد من ارتباط الإنسان بكتاب الله، وتضفي على قلبه طمأنينة وسكينة. فقد جاء في الحديث عن النبي ﷺ أنه قال: “اقرؤوا القرآن فإنه يأتي شفيعًا لأصحابه يوم القيامة” (رواه مسلم).
كما أن قراءة القرآن تضاعف الحسنات، فقد قال الله تعالى: “من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها” (الأنعام: 160)، وقد أخبر النبي ﷺ أن الحرف الواحد من القرآن بحسنة، والحسنة بعشر أمثالها.
طرق تسهيل ختم القرآن عدة مرات :
لمن يرغب في زيادة عدد الختمات القرآنية، هناك عدة طرق يمكن اتباعها لتحقيق ذلك بسهولة:
- وضع خطة يومية للقراءة
يمكن تقسيم القرآن إلى أجزاء يومية متناسبة، مثل قراءة جزء أو أكثر يوميًا، مما يساعد على ختم القرآن مرة كل شهر أو حتى عدة مرات في الشهر.
- استغلال الأوقات المباركة
مثل قراءة القرآن في أوقات الفراغ، بعد الصلوات، في الصباح الباكر أو قبل النوم، وكذلك أثناء التنقل أو عند الانتظار.
- استخدام المصاحف الإلكترونية والتطبيقات
التطبيقات الحديثة تتيح القراءة في أي وقت ومكان، كما توفر ميزات مثل التفسير والتلاوة الصوتية، مما يسهل متابعة الختمات بانتظام.
- الختم الجماعي للقرآن
يمكن الاشتراك في ختمات جماعية بين الأهل أو الأصدقاء، مما يعزز الحافز والمتابعة المستمرة.
- تنويع طرق القراءة
يمكن القراءة بصوت مسموع أو الترتيل أو الاستماع للقرآن أثناء العمل أو المشي، مما يساعد على استيعاب المعاني وزيادة الارتباط بالآيات.
ثمار الإكثار من ختم القرآن :
- البركة في الوقت والحياة: فالقرآن نورٌ للقلب، ومن أكثر من قراءته شعر ببركة في حياته وأعماله.
- زيادة الفهم والتدبر: مع كثرة التكرار يصبح المسلم أكثر وعيًا بمعاني الآيات وتدبرها بشكل أعمق.
- حماية من الفتن: القرآن درعٌ يحمي صاحبه من الفتن ويزيد من صلابته الإيمانية.
- شعور بالسعادة والطمأنينة: فقد قال الله تعالى: “ألا بذكر الله تطمئن القلوب” (الرعد: 28).
وعلي المستوى الشخص أجد في تلاوة القران الكريم حلاوة ، إلى جانب أنها عبادة ، ففي كل مرة وخلال اليوم والليلة أجد ما جاء في الكتاب والسنة عن فضل عظيم تلاوة القرآن الكريم، فقد قال الله تعالى: “إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ” (الإسراء: 9)، وأخبر النبي ﷺ أن “خيركم من تعلم القرآن وعلمه” (رواه البخاري). وتلاوته سبب لنيل الأجر العظيم، حيث قال ﷺ: “من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها” رواه الترمذي
ختامًا
الختمات القرآنية ليست مجرد عادة، بل هي سلوك روحاني يعكس حب المسلم لكلام الله، ورغبته في الارتقاء بنفسه دينيًا وروحيًا. فكلما زاد الإنسان قراءةً وتدبرًا للقرآن، زاد قربه من الله، وأصبح أكثر سعادة واستقرارًا. فلنجعل القرآن رفيق حياتنا، ونحرص على ختمه مرات عديدة، لنجني بركته في الدنيا وشفاعته في الآخرة.
