اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
ما زلنا نتجول في مكة المكرمة الغنية بأحيائها القديمة وبطاحها وضواحيها التي ارتبطت بالتاريخ في صدر الإسلام وقبله شهدت أحداث تاريخية منها أحداث نبوية مثل نزول الوحي بغار حراء أعلى جبل النور و مقاطعة قريش لبني هاشم ، وكتبوا في ذلك كتاباً وغيرها الكثير مما يروى .
من تلك الأحياء الفلق الذي يحكى أنه سمي بالفلق نسبة إلى سيدنا عبدالله بن الزبير رضي الله عنه حين فلق ذلك الجبل ليعمل طريق للمرور إلى المسجد الحرام وسكن ذلك الحي وبقي الاسم والمسمى ولم يعد الحي موجوداً في وقتنا الحاضر فقد أصبح ضمن التوسعة السعودية الثالثة توسيعاً للمصلين .
لنتعرف على ضيفنا :
الوقفة الأولى عرفنا بشخصك الكريم ؟
الاسم : أحمد زيني راوه.
من مواليد العام 1385هـ
مدرس متقاعد من مدرسة عطاء بن أبي رباح الابتدائية بمكة .
الوقفة الثانية :
حدثنا عن المكان الذي ولدت ونشأت فيه :
ولدت بمكة المكرمة حي الفلق ذلك الحي الذي عرف بترابطه الاجتماعي كالأسرة الواحدة ولا يزال التواصل مستمر حتى وقتنا هذا لأهل الحي الذي لم يعد موجودا .
الوقفة الثالثة : رمضان قديماً
حدثنا عن رمضان قديماً؟
في رمضان تكثر الزيارات للأهل والأقارب والجيران وتصبح ـ التباسي رايحة جاية ـ وكل بيت سفرته عامرة وكانت تسمى ” طعمة “.
وشهر رمضان الكريم الذي يستعد الجميع في وقت مبكر قبل حلول الشهر لاستقباله.
ونظراً لقرب المسجد الحرام من الحي الذي نسكنه غالبا ما نتوجه إليه ليكون الإفطار في الحرم وأداء صلاة المغرب.
وفي رمضان ننتظر بعضنا لنجتمع مع الجيران للتوجه لصلاة التراويح .
الوقفة الرابعة قصص في الذاكرة :
اذكر لنا قصة ارتبطت بالطوافة في رمضان :
نعم كان الحجاج يأتون من شهر رجب تقريباً.
ارتبطت في العمل منذ النشأة مع الوالد رحمة الله عليه فعملت في حصر الجوازات وتسجيلها حيث كانت تسلم للمطوف ثم تعاد للحاج وقت سفره .
وكذلك النزول مع الحجاج إلى الحرم والمحافظة عليهم والقيام على خدمتهم .
كان منزلنا يمتلئ بضيوف الرحمن ويمتلئ الشارع المؤدي له بالسحاحير مفردها سحارة تلك الصناديق التي كان يجلبها الحجاج معهم حاملين فيها اغراضهم و متاعهم وهي صناديق خشبية كبيرة الحجم .
كان والدي رحمة الله عليه يحثنا على خدمة الحجاج وتقديم أفضل ما يمكن تقديمه لهم من خدمات في كل الظروف وتقديم خدمة الحاج على النفس وهذه الميزة ولله الحمد أصبحت فينا وربينا أبنائنا عليها ، فطلب الحاج لا يؤخر .
ومن المواقف التي اذكرها ذلك الباص الذي وقف سائقه خارج الباص ينتظر المرشد الذي هرب لساعات فتواصلت مع السائق فإذا معه مجموعة من الحجاج الفرادى لعدد من المكاتب فتبرعت لأداء المهمة والتي أخذت مني وقتاً طويلاً عدت للمنزل ليلتها قرب صلاة الفجر .
وقد يعلم بعض المرشدين والعاملين في خدمة الإرشاد مدى الوقت الذي يستغرقه المرشد في مثل هذه الحالات من الوصول للمكتب ثم تسليم الجوازات ثم نزول الحجاج ثم الانتقال للمكتب الآخر وبنفس الطريقة .
الوقفة الخامسة الخاتمة :
اختم لنا بخاتمة :
عند قدوم الحجاج وعند وداعهم أقف معهم في لحظات إيمانية صادقة بحديث يخرج من القلب لله سبحانه وتعالى …
وكذلك عند الطواف والسعي فأسأل الله تعالى القبول .
وكذلك عند وداع الحجاج نصطف خارج الباص ونأخذهم بالأحضان المصحوبة بالدعاء …
ربنا تقبل منا دعائنا وصالح أعمالنا .
ربنا أجعل ما نقدمه قربة لوجهك الكريم وأرزقنا ثوابه يارب العالمين .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.




