
قال ابن القيم : ( البذل والكرم من أسباب انشراح الصدر، لكن لا يستفيد منه إلا الذي يعطي بسخاء وطيب نفس، ويخرج المال من قلبه قبل أن يخرجه من يده، أما من أخرج المال من يده، لكنه في قرارة قلبه، فلن ينتفع بهذا البذل ).
الحكمة من مشروعية الزكاة :
❶- طاهرة وزكاة للمال ولصاحبها.
❷- تُحقق الرحمة في المجتمع، فيفوز المزكى برحمة الله عز وجل له.
❸- دليل على رضا العبد وايمانه بما قسم الله عليه.
❹- الزكاة من أسباب رفع البلاء والغضب عن الفرد والمجتمع.
❺- الزكاة باب من أبواب الاحسان والعطف.
حكم منع الزكاة :
انعقد الاجماع على قتال الممتنع عن الزكاة ونقَلَ إجماعَ الصَّحابةِ على قتالِ مانِعِي الزَّكاةِ حتى يؤدُّوها: ابنُ بطَّال ، وابنُ عَبدِ البَرِّ ، وابنُ قُدامةَ ، والنوويُّ .
أولاً عقوبة تارك الزكاة في الدنيا :
❶- توخذ منه عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال لمعاذِ بِنِ جبلٍ رَضِيَ اللهُ عنه حين بعثَه إلى اليمن :(…فأعْلِمْهم أنَّ اللهَ افتَرَض عليهم صدقةً في أموالِهم، تُؤخَذ من أغنيائِهم وتُردُّ على فُقَرائِهم )
❷- أن منع الزكاة وعدم إخراجها أو التحايل على ذلك، تكون عقوبته عاجلة في الدنيا عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «وَمَا مَنَعَ قَوْمٌ زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا»،
ثانياً عقوبته في الآخرة :
❖ قال الله تعالى : «وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ» (التوبة: 34-35).
❖ عن أبي هُرَيرة رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم : «ما مِنْ صاحِبِ ذهَبٍ ولا فِضَّةٍ لا يؤدِّي منها حقَّها إلَّا إذا كان يومُ القيامةِ، صُفِّحَتْ له صفائِحُ من نارٍ، فأُحمِيَ عليها في نارِ جهنَّمَ، فيُكوى بها جنبُه وجبينُه وظهرُه، كلَّما برُدَتْ أُعيدَت له، في يومٍ كان مقدارُه خمسينَ ألفَ سَنةٍ، حتَّى يُقضَى بين العبادِ؛ فيُرَى سبيلَه؛ إمَّا إلى الجنَّة وإمَّا إلى النَّار… الحديث».
زكاة الدين :
قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى إذا كان الدين الذي لك على موسرين باذلين، متى طلبته أعطوك حقك فعليك أن تزكيه كلما حال الحول، كأنه عندك، كأنه عندهم أمانة، أو كأنه في صندوق عليك أن تزكيه. أما إن كان من عليه الدين معسراً، لا يستطيع أداءه لك، أو كان غير معسر لكنه يماطلك ولا تستطيع أخذه منه، فالصحيح من أقوال العلماء : أنه لا يلزمك أداء الزكاة حتى تقبضه منه.
زكاة الراتب :
المقصود بالراتب مايتحصل عليه من مال من عمل أو تقاعد اذا وفر منه فيجب ان يدفع الزكاة اذا اتم (سنه ) وبلغ النصاب ،عن ماتم توفيره ، ولعل اضبط وقت لزكاة الراتب بان يحدد يوماً في السنة معيناً يكون هو الوقت (الحول ) الذي يخرج فيه الزكاة .
هل تعطى الزكاة للقريب او ذي رحم : يصرف المزكي زكاته للقريب إذا كان داخلًا في مصارف الزكاة المذكورة، ويقدمه على غيره، وله على ذلك أجران، أجر إخراج الزكاة وأجر صلة الرحم ولا يجوز إعطاء الزكاة لمن تلزم المُزكِّي نفقتهم من الأصول كالوالدين والأجداد، والفروع كالأولاد وأولادهم ، وإن كان يرثهم لا يدفع إليهم قد نقل ابن المنذر الإجماع على ذلك.
آداب الإنفاق :
❶- أنفاق أطيب الكسب.
ولا يعدل إلى الخبيث فيؤديه زكاة لماله لأن الله جل وعلا يقول : { وَلَا تَيَمَّمُواْ ٱلْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِـَٔاخِذِيهِ إِلَّآ أَن تُغْمِضُواْ }
❷- ان تدفع وأن تعطى بطيب نفس.
❸- الدعاء للمنفق كما كان يفعل صلى الله عليه وسلم { وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ } ، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه آت بزكاة يقول : “اللهم صل على آل فلان”
❹-.على المُنفق يأن يدعو وأن يقول “اللهم اجعلها مغنماً ولا تجعلها مغرماً”
تقبل الله منا ومنكم صدقاتنا وصالح أعمالنا.