
وجبة السحور يتقوى بها الصائم على الصيام وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث عليها ويرغب فيها “
◉ السَّحُور في اللغة بالفتح : طعامُ السَّحَرِ وشرابُه، وبالضم: أكل هذا الطعام. فهو بالفتح اسم ما يُتَسَحَّر به، بضم السين – مُشتقٌ من السّحر قبيل وقت الفجر. لسان العرب ” (4/ 351) .
تعريف السحور اصطلاحاً :
السَّحور هو : كلُّ طعام أو شراب يتغذَّى به آخر الليل من أراد الصيام
فضل أكلت السحور :
❉ عن أَنَس بْن مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : «تَسَحَّرُوا؛ فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً» أخرجه البخاري
❉ وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ : «اسْتَعِينُوا بِطَعَامِ السَّحَرِ عَلَى صِيَامِ النَّهَارِ، وَبِالْقَيْلُولَةِ عَلَى قِيَامِ اللَّيْلِ» أخرجه ابن ماجه في “سننه”.
❉ عن أبي ذر رضي اللّه عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : “لا تزال أمتي بخير ما أَخَّروا السحور وعجَّلوا الفطر». رواه أحمد،
❉ وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «السَّحُورُ أَكْلُهُ بَرَكَةٌ فَلا تَدَعُوهُ، وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جُرْعَةً مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ» أخرجه أحمد في “مسنده”.
❉ عن عَمرِو بنِ العاصِ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : ( فصْلُ ما بين صيامِنَا وصيامِ أهْلِ الكتابِ؛ أَكْلةُ السَّحَرِ )
❉ وعن العرباض بن سارية السلمي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يدعو إلى السحور في شهر رمضان المبارك : «هَلُمَّ إِلَى الْغَدَاءِ الْمُبَارَكِ» رواه الإمام أحمد في “المسند”، وأبو داود والنسائي في “السنن
الفوائد المستنبطة من أحاديث السحور :
❶- أن في السحور بركة كما ثبت في حديث أنس والعرباض بن سارية رضى الله عنهما
والمقصود بالبركة :-
الأول : أَنَّه يُبَارك باليسير مِنْهُ بِحَيْثُ يحصل بِهِ الْإِعَانَة على الصَّوْم..
الثَّانِي : يُرَاد بِالْبركَةِ نفي التبعة فِيهِ؛
الثَّالِث : يُرَاد بِالْبركَةِ الْقُوَّة عَلى الصِّيام وَغَيره من أَعمال النَّهَار.
الرَّابِع : يُرَاد بِالْبركَةِ الرُّخْصَة وَالصَّدَقَة، وَهُوَ الزِّيَادَة فِي الْأكل على الْأكل عِنْد الْإِفْطَار..
الخامسة : قد تكون هَذِه الْبركَة مَا يتَّفق للمتسحر من ذكر أَو صَلَاة أَو اسْتِغْفَار وَغَيره من زيادات الْأَعْمَال وقت السحر
❷- السحور تقوية للصائم على الصيام كما ورد في حديث ابن عباس
❸- مخالفة أهل الكتاب
◉ حكم أكلت السحور :
سنه ثابته عن النبي صلى الله عليه وسلم في الفرض والنفل ، و نعقد الإجماع على سنية أكلت السحور نقل الإجماعَ على ذلك ابنُ المُنذِر ، والقاضي عِياضٌ ، وابنُ قُدامةَ ،
قال الإمام ابن المنذر في “الإجماع” (ص: 49، ط. دار المسلم) [وأجمعوا على أن السحور مندوب إليه] .
◉ ما يُتسحُّرُ به الصائم :
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم السحور بالتَّمرِ عن أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : ((نِعْمَ سَحورُ المؤمِنِ التَّمرُ ))
⦿ ولا يحتاج الصائم الى طعام كثير في السحور ، فقد كان صلى الله عليه وسلم يتسحر على تمر عن أنس قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أنس، إني أريد الصيام. أطعمني شيئًا، فجئته بتمر وإناء فيه ماء، وذلك بعد ما أذن بلال قال : يا أنس، انظر رجلًا يأكل معي، فدعوت زيد بن ثابت، فجاء فتسحر معه، ثم قام فصلى ركعتين، ثم خرج إلى الصلاة”.
جاء في “مواهب الجليل” (2/ 401، ط. دار الفكر) [ ويحصل السحور بقليل الأكل وكثيره، ولو بالماء؛ لما روى ابن حبان أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «تَسَحَّرُوا وَلَوْ بِجَرْعَةٍ مِنْ مَاءٍ»، والله أعلم ] .
◉ وقت اكلت السحور : وقت السحر من الثلث الأخير من الليل إلى طلوع الفجر والسنة تأخير السحور لحديث زيد بن ثابت رضي اللّه عنه قال : «تَسَحَّرْنا مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ثم قمنا إلى الصلاة، قلت : كم كان قَدْرُ ما بينهما؟ قال خمسين آية». رواه البخاري ومسلم.
◉ حكم صيام من لم يتسحر ؟
أجاب الشيخ ابن باز رحمه الله لا حرج فيه، صومه صحيح، وإن لم يتسحر، لكنه ترك السنة
◉ حكم من أدركه الفجر وهو يتسحر ؟
⦿ عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه) رواه أحمد (9474) وأبو داود (2350) والطبري في التفسير (3015)
◉ حكم تحديد وقت للإمساك قبل طلوع الفجر ؟
⦿ قال الحافظ ابن حجر في “فتح الباري” (4/199) : من البدع المنكرة ما أحدث في هذا الزمان من إيقاع الأذان الثاني قبل الفجر بنحو ثلث ساعة في رمضان ، وإطفاء المصابيح التي جعلت علامة لتحريم الأكل والشرب على من يريد الصيام زعما ممن أحدثه أنه للاحتياط في العبادة .
وسئل الشيخ ابن عثيمين عما يوجد في بعض التقاويم من تحديد وقت للإمساك قبل الفجر بنحو ربع ساعة فقال : هذا من البدع ، وليس له أصل من السنة ،
تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام.