اللهم إنا نسألك في هذا اليوم أن تيسر لنا أمورنا وتشرح صدورنا وترزقنا فيه القبول والرضا والتوفيق والسداد، اللهم أنت أعلم بنا منا فوفقنا لما تحبه وترضاه .
اللهم لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا دعوة إلا إستجبتها ولا ديناً إلا قضيته ولا مريضاً إلا شفيته، إنك على كل شيء قدير ..
نافذتنا مستمرة معكم واليوم من طيبة الطيبة المدينة النبوية التي عرفت بعلمائها منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعضهم كني بالمدني نسبة لها فمسجد رسول الله صل الله عليه وسلم هو المدرسة الأولى التي تخرج منها صحابته رضوان الله عليهم .
ولا يزال المسجد النبوي منارة من منارات العلم حتى يومنا هذا بدروسه وحلقاته على مدار العام ويوجد فيه مكتبة مفتوحة طوال الوقت ليلاً ونهاراً .
لنتعرف على ضيفنا لهذا اليوم :
الاسم : ماجد محمد أحمد الفوتاوي.
تاريخ الميلاد: 1386 هجرية
المؤهل العلمي : بكالوريوس دراسات إسلامية من جامعة الملك عبد العزيز في جدة كلية الآداب قسم الدراسات الإسلامية .
العمل : معلم في المرحلة المتوسطة منذ بدء مسيرتي العملية وحتى تقاعدي بحمد الله وشكره.
النشأة :
الولادة في مكة المكرمة في حي الطنضدباوي وهناك كانت نشأتي الأولى في أحضان والدتي حفظها اللّٰه ورعاها و مدها بالصحة والعافية .
وفي سن الأربعة سنوات من عمري انتقلنا إلى مدينة جدة حيث أن الوالدة كانت مرتبطة بالدراسة ، قامت بالحاقي بروضة نظامية في ذلك الوقت وكان هذا تقريباً في العام 1390 هجري وكانت بمسمى المعهد العربي السعودي موقعها بجوار مقبرة أمنا حواء .
و مع مرور السنين لا زلت أتردد على الشارع واقف عند هذا الصرح العلمي الذي تلقيت فيه أول دراسة نظامية في تلك الفترة وكانت هذه الروضة تابعة للمعهد العربي السعودي الذي يعود إنشاؤه إلى العام 1370 هجري .
واستمرت الدراسة سنتين دراسية في مرحلة الطفولة كانت بداية تعلم نطق وكتابة الحروف العربية والمردفات باللغة الإنجليزية و لا أنسى أنه أيضا كان في فترة الإجازات أذهب مع أخوات أمي خالاتي وأنا في ذلك السن إلى الكتاب وكان ذلك في حارة ” برا ” تعرف بسوق ” اليمنه ” في تلك الكتاتيب تلقيت أول دروس في القرآن الكريم وتعلمت القيم والأخلاق والآداب وفن التعامل ولا زالت ذاكرتي تحتضر تلك اللحظات .
ولا انسى دور الوالد والوالدة و رعايتهم واهتمامهم وحرصهم في تعليمي وتوجيهي لتكوين شخصيتي فجزاهم الله خير الجزاء ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا .
المسيرة العلمية :
عندما بلغت سن الدراسة انتقلت إلى المدينة المنورة والحقني والدي بمدرسة العلوم الشرعية وكانت بجوار الحرم بجوار باب النساء والتي أنشئت 1340 هـ أي قبل مائة عام وفيها ثلاث مراحل ـ ابتدائي ـ متوسط ـ ثانوي ـ وجل من علماء المدينة المنورة تخرجوا من هذه المدرسة ولمدة ثلاث سنوات أي إلى الصف الثالث .
ثم انتقلنا من جوار هذه المدرسة فانتقلت للمدرسة السعودية في طريق المطار وأكملت المرحلة الابتدائية .
أما المتوسطة فكانت في مدرسة عباد بن بشر .
والثانوية في مدرسة الانصار في العام 1406هـ
ومن ثم عدت إلى جدة والتحقت بجامعة الملك عبدالعزيز بدأ من كلية الاقتصاد والإدارة لفصلين كاملين ثم بعد ذلك حولت لكلية الآداب لارتياحي وتأثري ببعض أعضاء هيئة التدريس الفضلاء ومنهم :
الدكتور أحمد الأهدل .
الدكتور طلال.
الدكتور عبد الله بن بيه .
الدكتور خلدون الأحدب.
الدكتور محمد فهمي السرجاني .
الدكتور ناجي عجم .
كانوا تربويين قبل أن يكونوا أعضاء هيئة تدريس معلمين ولهم فضل بعد الله سبحانه وتعالى في التوجيه والتعليم لما وصلنا إليه الى أن تخرجنا .
المسيرة العملية :
بعد التخرج من الجامعة عينت في محافظة جدة في مدرسة عياض بن زهير المتوسطة في حي المحجر وكان ذلك بالنسبة لي نقلة نوعية في الحياة .
ومن باب المروة والزمالة والوفاء لا زلنا نتواصل ونلتقي على فترات منذ 1414 هـ كلهم في فؤاد القلب واذكر منهم :
وليد شقدار .
جردان الثقفي .
إبراهيم العصيمي .
محمد الغامدي .
محمد السهيمي .
علي الجوحلي .
علي شفلوت .
ثم انتقل مكان سكني لشمال جدة وانتقلت لمتوسطة ابن قدامة في حي الزهرة .
ومن المدرسين معي في هذه الفترة :
عبدالله الوقداني .
عبداللطيف القرشي .
عبدالله عسيري .
أبا محمد سليمان مختار توفي في الخامس من رمضان غفر الله له .
ثم انتقلت لمجمع السلامة بحي السلامة لسنتين .
ومن ثم آتى القرار للإنتقال للمدينة المنورة مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم للإستقرار هناك ولا شك أن للمدينة مكانة ولمكة المكرمة مكانة كما يقولون عينان في رأس ففي مكة كانت الولادة و البداية والنشأة ذكريات الطفولة وفي جدة نوع من المرح والذكريات الجميلة وفي المدينة سن الشباب ولكل هذه الأماكن صدى جمال في الروح .
فانتقلت لمدرسة الفراهيدي المتوسطة وأمضيت فيها ثلاثة عشر عاماً من أجمل وأمتع الفترات ومنها تقاعدت مع نخبة من المعلمين الأجلاء ولي شرف أن أقاموا لي حفلا بهيجاً مميزاً ومبهراً
واذكر من الزملاء لا على سبيل الحصر فالمجال لايتسع لذكر الجميع :
عبدالعزيز جيلان .
أحمد النملة .
خالد شاذلي.
عبدالرحمن يامين .
والعدد كثير حفظ الله الجميع ومتعهم بالصحة والعافية ……
بمن تأثرت واقتديت :
قدوتنا حبيبنا وشفيعنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم .
ثم والدي ووالدتي .
استفدت كثيراً من الشيخين الجليلين الدكتور عمر محمد فلاته والقاضي عطية محمد سالم رحمهما الله .
أما الدكتور عمر محمد فلاتة فقد كان له درس في المسجد النبوي بجوار المكبرية يومياً بعد صلاة المغرب ولأربع سنوات كنت ارافق جدي لحضور هذا الدرس وكنت وقتها في المرحلة الثانوية .
والشيخ عطية محمد سالم رجل العلم والقاضي المعروف والذي كان جار لنا في العنابية وكنت اذهب إليهم عندما كانت ترسلني جدتي وكنت أزوره في مكتبته في بدروم منزله فكان يقربني منه وقد استفدت منه كثيراً .
أعضاء هيئة التدريس في جامعة الملك عبدالعزيز كلية الآداب الذين تتلمذت على أيديهم في قسم الدراسات الإسلامية وكل من علمني و ساندني ووقف بجانبي .
أبرز المواقف والقصص أثناء عملك :
المواقف والقصص كثيرة والعبر جميلة استفدنا منها في حياتنا ولعل حفل التقاعد المبهر الذي ذكرت في مدرسة الفراهيدي المتوسطة يلخصها بما حمله من معاني جميلة ولفتات ولعلي أرفق مقطعا لذلك في آخر اللقاء .
من الأصدقاء وزملاء العمل الذين يطيب ذكرهم :
ذكرت من ذكرت والجميع يطيب ذكرهم دون استثناء في جميع المراحل سواء كنت طالباً او معلماَ .
طلاب عالقون في ذاكرتك :
كثير منهم التقيهم في الحرم .
ومن طلابي من يعمل في مستشفى جدة التخصصي في قسم الأسنان من مدرسة ابن قدامة في حي الزهراء فلما رآني استقبلني وبالغ في إكرامه لي فالحمد لله الذي جعل من طلابنا من يخدمون المجتمع ووصلوا لما وصلوا إليه وغيره كثر في المدينة وجدة هذا غيض من فيض هذا ما جادت به قريحتي .
الثمرة التي جنيتها :
أعظم الثمار التي جنيتها ولله الحمد توفيق الله سبحانه وتعالى ورضا الوالدين ومحبة الناس .
دعوة من القلب :
قلت ما قلت إن كان صوابا فمن توفيق الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان وأشكر أبنتي التي كان لها دور في ترتيب هذا اللقاء ولكم أنتم في صحيفة شاهد الآن كل الشكر لاستضافتكم وإتاحة الفرصة لهذا اللقاء وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين وسلاما على المرسلين .
