في ليالي شهر رمضان الهادئة والمباركة، حيث يمتزج عبق الذكريات في رحلة العمر بروحانية الشهر الكريم، تفتح لكم نافذة جديدة على جانب من حياة رواد الكشافة العربية عبر زاويتنا اليومية (نافذة رمضانية)، بعيدًا عن الأوسمة والمخيمات والملتقيات، نقترب بها من تفاصيل يومياتهم ومجالات إبداعهم خارج إطار العمل الكشفي ونسقه. وفي حلقة اليوم نقدم لكم الرائد الكشفي شمس الدين بن محمد حلاوط، المولود بالجنوب التونسي في مدينة تطاوين سنة 1959.
رحلته الدراسية
تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي بمحافظة تطاوين،والثانوي بمدينة جربة، حيث حصل على شهادة البكالوريا شعبة (رياضيات تقنية) سنة 1980.
ثم انتقل إلى العاصمة تونس، حيث واصل تعليمه الجامعي بمدرسة البريد والمواصلات وتخرج منها مهندس اتصالات.
حياته العملية
▪️ عمل لمدة سنة في الشركة التونسية للمقاولات السلكية واللاسلكية بتونس.
▪️ ثم انتقل إلى الديوان الوطني للاتصالات، والذي أصبح بعد ذلك الشركة الوطنية للاتصالات في قابس ثم مدنين.
▪️ تم تعيينه في تطاوين، مسقط رأسه، حيث أشرف على تركيب أول مركز آلي للهاتف بتجهيزات إلكترونية، وتم تعميم مراكز الهاتف على كل مناطق ولاية تطاوين (المحافظة).
▪️ عُيّن مديرًا للمراكز الآلية للهاتف بتطاوين.
▪️ سنة 2001 عاد إلى تونس العاصمة ليواصل الدراسة بالمدرسة العليا للاتصالات بتونس، ليتخرج منها مهندس أول سنة 2003.
▪️ تم تكليفه بمتابعة المشاريع بالإدارة الجهوية للاتصالات بتطاوين.
▪️ سنة 2004 تم إلحاقه بوزارة الداخلية، وتم تعيينه في خطة نائب محافظ، وتنقل بين قبلي وقابس وصفاقس.
▪️ أنهى إلحاقه وعاد سنة 2012 إلى الشركة الوطنية للاتصالات مسؤولًا عن متابعة تكوين الإطارات والمهندسين باتصالات تونس بمركز تكوين الاتصالات بالقطب التكنولوجي للاتصالات بحي الغزالة، أريانة.
▪️ سنة 2016 غادر الوظيفة بتقاعد مبكر في رتبة مهندس عام اتصالات.
▪️ عمل مستشارًا لمجموعة اقتصادية كبرى حتى 2020.
▪️ يعمل حاليًا كخبير ومستشار بصفة حرة.
النشاط الثقافي والاجتماعي
تميز الرائد شمس الدين حلاوط منذ صغره بالنشاط والإبداع، ويعتبر ناشطًا ثقافيًا واجتماعيًا ورياضيًا وجمعياتيًا كما يقول.
▪️ كان ناشطًا في الشبيبة المدرسية، خاصة في معهد جربة، وتحصل على بطولات عديدة في الشطرنج، وشارك في المسابقات الوطنية بين المعاهد، وساهم في تحقيق المعهد الفني بجربة لكأس سنة 1979.
▪️ أشرف على عدد من الأندية في التصوير الشمسي والشطرنج، كما أسس نادي السينما وفرقة مسرح، وكان نائب رئيس الجمعية الرياضية الشبيبة الرياضية بالرقبة.
▪️ ساهم في تأسيس الاتحاد الرياضي بتطاوين، الذي أصبح يلعب بدوري الدرجة الممتازة (في القسم الوطني).
▪️ أسس جمعية التوجيه السياحي، وتحمل عدة مسؤوليات بالمهرجان الدولي للقصور الصحراوية، وكان من مؤسسي جمعية المهرجان.
حلاوط كشفيًا
الرائد الكشفي شمس الدين حلاوط شارك في النشاط الكشفي منذ أكثر من خمسين عامًا، حيث مر بجميع المراحل الكشفية من الأشبال إلى الجوالة والرواد.
▪️ تحمل قيادة فرقة أشبال وعشيرة جوالة، وقاد مخيمات جهوية بتونس ومخيمات حرة بالخارج.
▪️ شارك في ملتقى الجوالة العرب الخامس بالمغرب سنة 1984.
▪️ انتُخب قائد جهة تطاوين للكشافة التونسية (مفوض عام بمحافظة تطاوين) حتى عام 2003.
▪️ حاصل على الشارة الخشبية ووسام الاستحقاق الكشفي.
▪️ انتُخب عضوًا في المجلس الأعلى للكشافة التونسية في المؤتمر الوطني للكشافة التونسية، فبراير 2025، حيث عُيّن من جديد نائب قائد الرابطة الوطنية لرواد الكشافة التونسية ورئيس لجنة الإعلام والاتصال.
▪️ يشغل حاليًا نائب رئيس لجنة الإعلام والتوثيق بالاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات.
▪️ شارك في اللقاء الإعلامي الأول للرواد العرب بالكويت، ديسمبر 2022، كما شارك في اللقاء الكشفي الدولي الثالث بالكويت، يناير 2025.
▪️ وهو عضو مكلف بالإعلام بالمنتدى التونسي للمعرفة والتنمية البشرية.
مسيرة ناصعة البياض
الرائد الكشفي شمس حلاوط يُعد واحدًا من رجالات الدولة والجمهورية التونسية، الذين ساهموا في بناء الدولة المدنية الحديثة على مدى عقود. وهذا ليس بغريب على أسرة حلاوط، العائلة السياسية المناضلة، التي شاركت في الحركة الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي (الجد والوالد والوالدة)، حيث كانت منخرطة في الحزب الدستوري قبل الاستقلال وبعده، الحزب الذي قاد الاستقلال وأسّس الدولة بقيادة الحبيب بورقيبة – رحمه الله – مؤسس الدولة المدنية التونسية الحديثة.
فقد سلك حلاوط الطريق نفسه، الطريق المنير للأسرة المتأصلة في حب الخضراء، فخدم وطنه كعضو ناشط في حزب الدستور، وساهم كرجل مسؤول في تنفيذ العديد من المشاريع الضخمة التي كُلّف بها، سواء كمهندس في قطاع الاتصالات والبريد، أو كمدير، أو كرئيس، أو كمستشار، لخدمة تونس الدولة المدنية الحديثة التي يفتخر بها كل تونسي.
وفي الختام أقول:
الرائد الكشفي شمس الدين حلاوط شخصية تونسية وطنية، عاصرت وعملت مع كبار رجالات الدولة التونسية المدنية، وحظي باحترامهم. وقد أوقف نهائيًا نشاطه السياسي عام 2018، لكنه لا يزال يحظى باحترام النخبة المدنية والمجتمع التونسي، ويشهد له الكثيرون بالوفاء والإبداع والتضحية والعطاء الذي لا ينضب، والمؤصل بدماثة الأخلاق العالية، والسلوك الراقي، والالتزام بالعمل والتفاني.
ومع انتصاف الشهر الفضيل، نكون قد قدمنا سيرة 15 رائدًا عربيًا عبر هذه النافذة، من اليمن والكويت والسعودية وليبيا ومصر والأردن والعراق وفلسطين والجزائر والسودان ولبنان والصومال وتونس وموريتانيا.. ومستمرون بإذن الله، وكل عام وأنتم بخير.
