
تسارعت الأيام وها قد تجاوزنا النصف من رمضان اللهّم في هذا اليوم لا ترد لنا دعاء، ولا تخـيب لنا رجاء، ولا تسكن جسدنا داء، ولا تشمت بنا الأعداء، وادفع عنا كل هم وبلاء ، اللهم اجعل لنا من كل هم فرجاً ، ومن كل ضيق مخرجاً ، ومن كل بلاءً عافية ، وارزقنا اللهم من حيث لا نحتسب يارب العالمين .
مر التعليم في المملكة العربية السعودية بمراحل عديدة فلك أن تتخيل الزمن الذي كان المعلم فيه يتخرج من المعهد ويبدأ حياته العملية في تدريس الطلاب في سن ستة عشر سنة ، وبعضهم أكمل تعليمه بفضل الدعم والتشجيع والتحفيز والهمة العالية بين طالب ومعلم إلى أن التحق بالجامعة ولم يتوقف فأكمل دراساته العليا فجمع الخبرة والمهارة والتعليم فأخرج مخرجات جميلة .
كما أن التعليم في مكة المكرمة لم يقتصر على المدارس الحكومية فقط بل هناك مدارس أهلية خاصة مثل المنارات والبشرى والثقافة والفرقان والمعرفة والفرسان ومدارس عبدالرحمن فقيه وغيرها …
ومع ضيف نافذتنا اليوم لنتعرف عليه :
الاسم : فايز بن سالم بن حسن الخزاعي .
تاريخ الميلاد: 1370هـ
المؤهل العلمي : دكتوراه أصول تربية .
العمل : مدير مدرسة متقاعد .
النشأة :
نشأت في حي جرول ثم انتقلنا لحارة خزاعة وكنت أوسط اخوتي والوالد رحمة الله عليه كان مزارعاً في وادي فاطمة وقد أدركت ذلك الوقت لنا في الوادي أوقاف ومزارع كانت تزرع فيها الخضروات بأنواعها مثل الجزر والطماطم والقثاء والورقيات .
كما أن بداية دراستي والتحاقي بالمدرسة كان في الوادي .
المسيرة العلمية :
الابتدائية كانت في مدرسة دف زيني وكان مدير المدرسة الأستاذ عمر فلاتة ـ رحمة الله ـ عليه من أهل المسفلة .
وبعد تخرجي من هذه المدرسة إلتحقت بمعهد المعلمين ولمدة ثلاث سنوات وتخرجت منه في العام 1385هـ
التحقت بمركز الدراسات التكميلية بمحافظ الطائف لمدة سنتين وحصلت على دبلوم يعادل الصف الثاني الثانوي .
ثم إلتحقت بمدرسة مكة الثانوية في الفترة الليلية في العام 1395هـ لإكمال المرحلة الثانوية بعد الحصول على دبلوم المعهد وكان معي من الزملاء :
الدكتور حامد الحربي .
الأستاذ ناصر مهنا اليحيوي .
الأستاذ محمد البركاتي .
الأستاذ عمر عتيق .
بعد التخرج من الثانوية إلتحقت بجامعة الملك عبدالعزيز منتسباً في قسم الإدارة والاقتصاد وتخرجت في العام 1400هـ
ثم إلتحقت بدراسة الماجستير في جامعة أم القرى تخصص إدارة وتخطيط .
أما الدكتوراه فكانت من جامعة عين شمس في أصول التربية في العام 1410هـ
المسيرة العملية :
بعد تخرجي من المعهد عينت معلماً في مدرسة دف خزاعه في الوادي .
ثم انتقلت لمدرسة علي بن أبي طالب ولمدة سنتين في هذه المدرسة والتي كان مديرها الأستاذ بكر فلاتة وبعده الأستاذ محمود المصري .
ثم انتقلت لمدرسة سعد بن أبي وقاص وكان مديرها الأستاذ علي العتبي .
ثم كلفت بإدارة مدرسة في حي المسفلة كانت بجوار مطبخ الأبيض ولكني رفضت.
فكلفت وكيلاً بمدرسة سعد بن أبي وقاص ، واصبح مديرها الأستاذ صلاح الكثيري .
بعدها انتقلت لقسم الإدارة المدرسية ورئيسها في ذلك الوقت الأستاذ الطيب الخزامي ومدير التعليم الأستاذ عبدالقادر كعكي ومدير إدارة شؤون المعلمين الأستاذ عبدالله بن همام ، وطلبت أعادتي للتدريس .
فتم ترشيحي لمدرسة في شارع المنصور وكيلا ًوهي مدرسة ابن تيمية الابتدائية وكان مديرها من بيت الأزهر لا أتذكر اسمه ولكن لم أباشر فيها وعدت للتعليم .
فتم توجيهي لمدرسة أبي بكر الرازي في الهنداوبة والتي كان مديرها الأستاذ عبدالرحمن الزبير وكان معي الأستاذ أمين قاضي .
في الأثناء وخلال شهر من مباشرتي اتصل بي مدير التعليم وكان وقتها الأستاذ سهل المطرفي وطلب مني زيارته في منزله في الخانسة على الشارع العام وعندما زرته كلفني بمدرسة في شارع الحج وهي مدرسة عمر بن عبدالعزيز الابتدائية ، ووقتها كنت أكمل دراسة الماجستير واستمريت في هذه المدرسة أربع سنوات .
ثم نقلت لمدرسة جبل النور المتوسطة وكان ذلك بين العام 1407 هـ 1410هـ
وبعدها نقلت لمدرسة العاصمة النموذجية في العزيزية خلال فترة الأستاذ سهل المطرفي والأستاذ سليمان الزايدي .
كما كنت وقتها أدرس في جامعة أم القرى ، أستاذ متعاون لمدة عشرة سنوات حتى العام 1420 هـ عملت مع كل من الدكتور راشد الراجح والدكتور سهيل قاضي .
تقاعدت مبكراً من إدارة مدرسة العاصمة النموذجية وأسست مدارس الثقافة الأهلية في العام 1416هـ بثلاثة مراحل ـ ابتدائي ومتوسط وثانوي ـ ولمدة ستة عشرة سنة وكان معي الأستاذ أحمد باهبري حتى العام 1432هـ
شاركت في مؤتمر إعداد المعلمين مع جامعة ام القرى مع الدكتور محمود كسناوي والدكتور إبراهيم محمود حسين فلاتة والدكتور هاشم حريري وكان مشرفاً على رسالتي للدكتوراه .
بمن تأثرت واقتديت :
حقيقة أهل الفضل والقدوات كثر والفضل أولا واخراً لله سبحانه وتعالى ولكن من لا يشكر الناس لا يشكر الله .
في الإدارة تعلمت وتأثرت بالأساتذة الفضلاء ، علي العتبي وعبدالرحمن الزبير ومن المشرفين عبدالكريم الصنيع .
أما القدوات فكانوا أولئك الذين درسونا في المعهد الأستاذ محمد المنصوري وكيل المعهد .
الأستاذ عبدالملك ملا مؤذن الحرم المكي .
الأستاذ عبدالله بن همام .
بتشجيعهم لي بمواصلة الدراسة ودعمهم وتوجيههم .
أبرز المواقف والقصص أثناء عملك :
اذكر أحد المواقف في مدرسة جبل النور عندما قام مدرس التربية البدنية بضرب أحد الطلاب وفي اليوم التالي أتى الطالب ومعه والده يبحث عن الأستاذ ولما حضر للإدارة استقبلته وقلت له امر يا والد قال اريد مدرس التربية لأريه الضرب فقلت له على خشمي عندي الموضوع فقال طال ما الموضوع عندك انتهى الموضوع .
ونبهت المدرس بعدم ضرب أي طالب بعد ذلك وتم توجيه لفت نظر للمعلم .
كما أذكر أحد المدرسين وكان اسمه علي حسن ـ رحمة الله عليه ـ في المواقف الصعبة كان يربط غترة الشاكي وهذه العادة لها معنى كذلك وضعها بين يدي المدير لحل الأمور وكأنها جاهة .
ومن ذلك موقف الأستاذ مبارك القرشي مدير أحدى المدراس القريبة في معالجة بعض الإشكالات عندما رمى غترته على الشيخ الذي جاء شاكياً فقال له جاتكم انتهى الموضوع .
من الأصدقاء وزملاء العمل الذين يطيب ذكرهم :
حقيقة ذكرت من ذكرت ولكنه ليس للحصر ولا التمييز فما زال التواصل مستمر مع جميع من عملت معهم في جميع المدارس ولله الحمد وكذلك مع بعض الطلاب وأولياء أمورهم ومنهم من يزورني في منزلي للسلام والاطمئنان فجزاهم الله خيرا على وفائهم واذكر الذين تقلدوا إدارة التعليم وكان لي شرف العمل معهم غفر الله لمن مات منهم وبارك في الباقي :
الأستاذ مصطفى عطار .
الأستاذ عبدالقادر كعكي .
الأستاذ سهل المطرفي .
الأستاذ سليمان الزايدي .
الأستاذ عليوي القرشي .
الأستاذ عبدالله الهويمل .
الأستاذ حامد جابر السلمي .
الأستاذ منصور أبو منصور .
طلاب عالقون في ذاكرتك :
اذكر أحد الطلاب وأسأل الله أن يكون قد صلح حاله حيث تم نقله لمدرسة داخلية في الطائف ذلك الطالب الذي حيرنا في المدرسة لتصرفاته فمظهره لا يدل على ما كان يقوم به من تصرفات حيث شكلت لجنة برئاسة مدير التعليم الأستاذ سليمان الزايدي والأستاذ الطيب الخزامي ونقل لمدرسة أخرى ومنها نقل لمدرسة داخلية في الطائف .
اذكر أبناء الدكتور عبدالعزيز قوقندي منهم من أصبح طبيبا واخر مهندسا وكانوا من أوائل الطلاب .
طبيب العظام وليد طيب تخرج من ألمانيا .
كما أذكر موقفا لثلاث طلاب في مرحلة الدبلوم العالي في جامعة أم القرى كانوا يجلسون في آخر القاعة ويتحدثون أثناء المحاضرة فطلبت منهم الخروج من القاعة
فانتظروني خارجها ولما انتهت المحاضرة طلبوا مني السماح وفي اليوم التالي حضروا وقد نظموا قصيدة لي فطلبت منهم الدعاء لي والانضباط في المحاضرات .
فتخرجوا بتفوق بدرجات عالية من خيرة الطلاب وكأنهم كانوا ضباط في الجيش .
ومن الطلاب أيضاً الدكتور هاشم الزهراني وكيل مستشفى قوى الأمن . طبيبا وضابطا .
الثمرة التي جنيتها :
الحمدالله أولا وأسأل الله تعالى أن يكون عملي مقبولا خالصا لوجهه الكريم ويجعله في ميزان حسناتي
ولله الحمد الى أن تقاعدت تمتعت بسمعة حسنة واستمر ذلك حتى في المدارس الخاصة التي أسستها
فكنت اشترط لقبول الطلاب تفوقهم واختيارهم بعناية للالتحاق بالمدارس واذكر ما يزيد على 70 طالب من اميز المتفوقين .
حرص أولياء الأمور تسجيل أبنائهم في مدارس الثقافة لما كانت تتمتع به المدرسة من سمعة طيبة ومنهم الدكتور بابكر .
دعوة من القلب :
ارجو من الله سبحانه وتعالى أن يتقبل أعمالنا ويجعلها خالصة لوجهه الكريم .
وأسأل الله تعالى أن يرحم زملائنا الذين سبقونا وكل من كان معنا في التعليم وفي صفوف الدراسة .
وأحث كل معلم بأن يخلص لله فيتذكره أبنائه الطلاب بالخير ولا يذكروه بالشدة .